الرئيسية » إقتصاد و صناعة » قوة المؤسسة بإداراتها وليس بدرجة هيكليتها الحكومية : كيف يرى السوريون في الخارج واصدقائهم اداء وتبريرات المصرف المركزي في وطنهم الأم؟

قوة المؤسسة بإداراتها وليس بدرجة هيكليتها الحكومية : كيف يرى السوريون في الخارج واصدقائهم اداء وتبريرات المصرف المركزي في وطنهم الأم؟

 

كتب:عامر الياس شهدا

 

كثيرون منا لهم علاقات قوية تربطهم بأجانب ومغتربين سوريين ومعظمها مرتبط بنشاط وعمل كل منهم. نحن لدينا علاقات مع موظفي بنوك يعملون بمصارف عالميه ومنهم من يعمل بشركات تدقيق عالميه . وبطبيعة الحال فهم يتابعون ما يجري في سورية . فبعد ان انتشر اجتماع المركزي من اجل تبرير شرعنة المنصة بموجب القرار ١١٣٠ . ولحق ذلك ضخ اعلامي ولقاءات لمسؤولين بالمركزي . كل هذا متابع خارجيا من قبل مختصين سوريين بالشان المصرفي ومراكز بحوث اقتصادية .بعد ان قمت بنشر تعليق عن اجتماع المركزي برجال الاعمال بعنوان الفقراء شاهدوا غرق التايتنك . تواصل معي صديق قديم يعمل كمستشار لاحد المصارف العالميه ليقول لي .

كيف تقومون بالدعوة للاستثمار في ظل تجميد نشاط المصارف والاعتماد على مؤسسات تمتهن تصريف العمله ؟ كيف تضعون روابط بين مستثمر ومنصه ؟ وكيف تقولون انه لا شيء ثابت بالاقتصاد وبنفس الوقت انتم مستمرون بثبات المنصه ؟ رغم ان المنصه لديكم تعتبر حلاً مؤقتاً ريثما تجدون البدائل والحل المؤقت لا يتصف بالثبات وانما مدته القصوى ٦ اشهر ؟ لا شيء ثابت في الاقتصاد وانتم ثابتون في الاعتماد على الحوالات كموارد لتمويل المستوردات ؟

اجبته العقوبات . .ضحك واجابني العقوبات لا تشمل المواد الاساسية وحليب الاطفال والادوية وانتم تشيرون الى ان اهم عمل للمنصة تمويل تلك المواد وهذه هي حجة الاستمرار بالمنصه ؟ وعدد من المسؤولين لديكم صرحوا اكثر من مره انهم يلتفون على العقوبات !

حاولت ان ادافع الا انه سبقني بالقول : اسمع يا سيدي فالتبريرات التي تطلق مخجله ومعلبه ولا تخدم اقتصاد وطني . اسمع وركز المصارف المركزية بالعالم لها ثقلها في ادارة الاقتصاد وسياساته وخططه . الا ان هذا الثقل يلزمه ادارات وازنه تستطيع تفعيل ثقل المؤسسات من خلال فكر ابداعي يجعل قراراتها وسياساتها واجراءاتها مؤثرة بشكل عميق بالاقتصاد الكلي وبالمجتمع ؟ ما نفع ان تتمسك بمسؤوليات المؤسسات والقائمين عليها وهم غير قادرين على ابتكار الحلول وغير قادرين على تفعيل دورها كمؤسسة فاعله ؟

هل تسمع بثعلب السياسات النقدية آلان كرينسبان رئيس النظام المصرفي المركزي – رئيس مجلس المحافظين للنظام الاحتياطي الفدرالي ؟ هذا الثعلب له مقوله وهي (انني حين اتكلم عليك ان تفهم ما اقصد وان لم تفهم فانت ستسيء الظن بما اقول .)

كرينسبان عاصر مجموعه من رؤساء الولايات المتحده الاميركيه بدأ بريغان مرورا بجورج بوش الاب والابن ومن ثم كلينتون حتى ترامب . سارسل لك صورا لترى كيف ترسل الرسائل الواضحه والمعبره . عن تمسك تلك الرؤساء بالعمل المؤسساتي . وكيف توضح ان هناك مؤسسة محورية ومسؤولة عن قوة باقي مؤسسات الدولة .

من الملاحظ ان الرؤساء المذكورين حين قيامهم بالقاء كلمه بعد احتفالات القسم يدعون آلان كرينسبان للوقوف بجانبهم نظرا لاهميته واهمية المؤسسة التي يقودها . ولتوجيه رسالة تقول : نحن لدينا مؤسسة قوية الا اننا نعتمد في اداراتها على عقول اخصائيين وخبرات تجعل من تلك المؤسسة فاعله في الاقتصاد ودعامة لقوة باقي مؤسسات الدولة . من خلال ابداعها لحلول تدعم القوة الشرائية للعمله الوطنيه وتفعل عمل المؤسسات المرتبطه بها فهي بالنهاية عصب الاقتصاد وهذا عنوان ايضا يوضح التمسك بالعمل المؤسساتي على ان يتوفر لها عقول وخبرات تديرها وتستنبط حلولاً للمشكلات التي تعيق اداء دورها . فمفهوم الثقة بالعمل المؤسساتي مرتبط عضويا بمستوى وقدرة وخبرة ونمطية تفكير القائمين على ادارتها . فالدولة الناجحه باعمالها والمتمسكه بتوزيع مهامها . هي دولة المؤسسات.

على اي حال سأدعك مع الصور لتقرأ بوضوح اكثر .. وانهى النقاش .

جلست وانا اتمعن بالصور ،فالرسالة واضحه وضوح الشمس . ان اهم مقومات ان تكون المؤسسة قوية وفاعله عندما يتم ربطها عضويا بنمطية تفكير ابداعيه ترتقي لمستوى مكانة المؤسسة بالاقتصاد .

يحكى ان آلان كرينسبان كان على خلاف بالرأي مع احد منتقدية . تم سؤاله من قبل الرئيس كلينتون فيما اذا كان هذا المنتقد مناسب للعمل بمكان حساس فاجاب . انه يشكل قيمة مضافة لهذا العمل فهو على درجه عاليه من الخبرة . قال له كلينتون معلوماتي انك تكره هذا الشخص فاجابه كرينسبان وهل الكره احد مقومات تقييم الاشخاص.ام العقل ومصلحة المؤسسة . .

سورية تبنى بسواعد وعقول ابنائها .

(سيرياهوم نيوز ٣-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزارة الاقتصاد تبحث مع تجار حماة وصناعييها توفير مستلزمات الإنتاج وتسريعه وتفعيل التجارة

  بحث اليوم وفد من وزارة الاقتصاد، بحضور محافظ حماة عبد الرحمن السهيان، والمسؤول الاقتصادي والصناعي بحماة عبد الإله ظاظا، والمسؤول عن علاقات شؤون التجارة ...