آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » أبناؤنا من الطفولة إلى المراهقة

أبناؤنا من الطفولة إلى المراهقة

أيمن الحرفي:

يقول (بيكول بريور): إنما هي لحظة صعبة تعيد الراشدين إلى مراهقتهم الذاتية، وتتيح لهم أن يحيوها من جديد بصورة مؤلمة، ولكنها أيضاً في بعض الأحيان غنية محررة، هل بوسع هذه الفترة أن تسمح يا ترى ( بولادة جديدة) للوالدين؟

ولو أجرينا مقارنة بين أحاديث الماضي والواقع الحالي نرى أن أهلنا كانوا يفسرون لنا الكون.. أما الآن فالأبناء يشرحون ما يجري في هذا العالم، فهم يحللون لنا ما يجري من تطورات سواء في الأدمغة الإلكترونية أم في الكيمياء البيولوجية، وكذلك الأجهزة الحديثة ووسائل الاتصال.

 

إذاً ما الحل أمام هذا الواقع الذي نعيشه؟ يجيب عالم النفس (ترينس): من الأفضل أن تشد أولادك نحوك بالاحترام والرقة بدلاً من شدهم بالخوف والسلطة، هذا عن علاقتنا بأولادنا، أما علاقة المراهقين بالمراهقات، فتقول الاختصاصية النفسية (ايمانويل ريفون): إنهم على استعداد دائم للمواجهة فهم يكبرون وكل منهم بتربية مختلفة وكأنّ كلاً منهم على كوكب مغاير، ويقل التبادل فيما بينهم في هذه الفترة عما كانوا عليه عندما كانوا أطفالاً، وتثير التغيرات الشكلية في كل منهم إحساساً بالضيق في داخله كما تثير حشرية الجنس الآخر الذي يلاحظها وخشونة الصوت ونمو اللحية والشارب عند الشاب، ونرى في هذا العالم الصغير الذي يتغير بنظر كل منهم قد يحرك خشيتهم ونوازعهم المختلفة، وللدفاع عن أنفسهم (ضد) هذه التحولات قد يلجؤون إلى ردات فعل عدوانية.

فمن الأفضل عندها توجيه الأهل للمراهق بعدم التعامل مع الفتيات بخشونة وتنبيهه إلى عدم التلفظ بكلمات ضد الطرف الآخر، بل عليه النظر إليها بنظرة احترام، فهناك من وصلت إلى العالمية في الرياضة (كالتنس) ومنها من قادت الطائرة، ومنها من توصلت إلى أعظم الاختراعات التي أفادت الإنسانية.

أيضاً الأخت مصدر القوة والترابط، والأم التي توفر الحنان والراحة للجميع، إذاً الطرف الآخر من المراهقة، وهي الأنثى ليست تلك التي تصورها الإعلانات التي تضعها في قالب واحد هو الجسد والشكل وقد يفهم الفارق عندما نشرح له الفرق بين الدعاية وحقيقة المرأة.

أما من جهة الفتاة فيستحسن تنبيهها إلى طريقة لباسها وما قد يسبب لها من مشكلات وإحراجات هي بغنى عنها، فالبعض يستعجلن في إبراز جمالهن في محاولة لتأكيد أنهن فتيات لإثبات هويتهن التي هي في طور البناء.

وكلمة السر للتعامل مع هذا العمر هي الحب.. المراهق يحتاج إلى الوالدين بنفس المقدار إن لم يكن أكثر من حاجة الطفل إليهم، أما حاجته فهي من نمط آخر لذا فالتجارب الحياتية هي امتحان لأصالة حبكم، فهل أنتم تحبونه من أجل رضاكم الذاتي؟ أم من أجل صورتكم التي كان يعكسها لكم بمسايرته عندما كان طفلاً؟ أم أنكم تحبونه مختلفاً عنكم؟ باختصار هل تحبونه من أجله هو؟ وهذا هو الأهم.

والخلاصة: إن العلاقة بين الأهل وأولادهم المراهقين هي علاقة بين جيلين يجب أن تتوج بقناعة أن الحاضر هو امتداد متطور للماضي، وينابيع الماضي ما زالت قادرة على العطاء بوافر مائها والتباين في المفاهيم تختفي حدته إذا تسلح الجيلان بقناعة أن الماضي هو أساس البناء وعليه ترتفع أعمدة الحاضر، وهكذا تتعانق معطيات الماضي والحاضر تحت خيمة استمرار الحياة، فلا ينكر جيل على سابقه قيمه وتقاليده ولا يستخف السابق لمفاهيم الحالي وتصوراته.

فكل منهما يرتشف من نبع الحياة ذاتها ومن ثم يلتقيان في مصب يوحدهما ولكل من الجيلين نصيبه في إغناء الحضارة الإنسانية وتطويرها كل حسب معطياته الزمانية.

فلا بد أن نفهم روح العصر وثقافته والمؤثرات الضاغطة على أولادنا فنساعدهم على تجاوزها بالحوار والتواصل لبناء القناعات ومناقشة آرائهم بموضوعية.

ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بعد أن نقرأ ذواتنا كآباء وأمهات ونقوم أسلوب تعاملنا معهم بموضوعية وديمقراطية فيرتد ذلك فرحاً وقدرة وطمأنينة واستقراراً في حياتنا نحو مستقبل آمن.

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز٣_الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تقرير لـ”اليونيسف” يكشف تأثير 6 أشهر من العدوان الإسرائيلي على أطفال لبنان

منظمة الأمم المتحدة للطفولة، “اليونسيف”، تكشف في تقرير لها تأثير ستة أشهر من الحرب الإسرائيلية على الأطفال في لبنان.   قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، ...