أكدت الإدارة التركية أن الاجتماع الوزاري الرباعي مع سورية وروسيا وإيران على مستوى وزراء الخارجية، سيعقد بالعاصمة الروسية موسكو في الـ10 من أيار الجاري، لبحث الملف السوري، وتحدثت عن أنها مزقت ما سمته «الممر الإرهابي» المراد إقامته شمالي سورية، وأن ما وصفته بـ«العمليات العسكرية» التي تنفذها وراء الحدود «لم تنته بعد»، وأنها تنتظر الوقت المناسب.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في تصريح لقناة تلفزيونية تركية، ليل الجمعة- السبت: إن «الحكومة الروسية أكدت موعد الاجتماع الأول من نوعه على مستوى وزراء الخارجية في 10 أيار الجاري» وذلك حسبما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية.
واستدرك: «لكن ليس واضحاً من سيُمثل طهران في الاجتماع، قد يشارك مسؤول إيراني آخر، حال مرافقة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، للرئيس إبراهيم رئيسي في جولته الإفريقية».
وعن تواصل العالم العربي مؤخراً مع الحكومة السورية، أكد تشاووش أوغلو أن ذلك مهم من ناحية إتاحة إمكانية عودة السوريين إلى بلادهم، لكنه أردف قائلاً: إن معظم الدول لا تريد تقديم ما سماه «شيك على بياض» لعودة سورية إلى جامعة الدول العربية.
وأكمل: «قد يصبح المشهد (في سورية) معقداً وصعباً للغاية في المستقبل (…) ربما نعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً في ختام اجتماع وزراء الخارجية في العاشر من الشهر الجاري».
واستطرد: «لا يمكننا استباق الأمور بشأن ما سنتفق عليه في اجتماعنا (المرتقب) ذلك اليوم».
وحذّر وزير خارجية الإدارة التركية من «خطر تقسيم سورية، وحدوث موجة هجرة بسبب الوضع الاقتصادي السيئ في الداخل».
وفي إطار مسار تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة والذي ترعاه روسيا، تركّز سورية على 3 نقاط أساسية أولها ضرورة إنهاء الوجود التركي غير الشرعي في الأراضي السورية، ومن ثم عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، ومكافحة الإرهاب، بكل أشكاله.
وعقد في الـ25 من نيسان الماضي في موسكو اجتماع رباعي ضم وزراء دفاع سورية وروسيا وإيران تركيا، وحينها أكد مصدر مطلع لـ«الوطن»، أنه «لا صحة لبيان وزارة الدفاع التركية الذي تحدث عن خطوات ملموسة تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسورية، وما حصل في الاجتماع بين وزراء دفاع سورية وتركيا وروسيا وإيران كان للبحث في آلية انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية ولم يتطرق الاجتماع إلى أي خطوات تطبيعية بين البلدين».
وشدد المصدر على أن التطبيع أو العلاقة الطبيعية بين تركيا وسورية تعني انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وبغير الانسحاب لا تنشأ ولا تكون هناك علاقات طبيعية، وأضاف: إن الانسحاب هو أول مسألة يجب أن يتم حسمها في مباحثات عملية التطبيع.
من جهتها كشفت وزارة الدفاع السورية تفاصيل ما جرى في ذلك الاجتماع، وقالت: إنه تمت «مناقشة موضوع انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وكذلك تطبيق الاتفاق الخاص بالطريق الدولي المعروف باسم طريق«M4».
كما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» أمس عن رئيس الإدارة التركي رجب طيب أردوغان، قوله في مقابلة تلفزيونية: إن «عملياتنا العسكرية ما وراء الحدود لم تنته بعد، ننتظر الوقت المناسب فحسب»، في إشارة إلى الاعتداءات التي يشنها جيشه والفصائل الموالية له على شمال سورية والعراق.
من جانبه، ذكر وزير الدفاع في إدارة أردوغان خلوصي أكار، خلال لقاء مع المواطنين في ولاية قيصري وسط تركيا، وفق الوكالة أن قوات بلاده «تدمر أوكار الإرهابيين شمالي العراق فوق رؤوسهم»، في إشارة إلى «حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه أنقرة تنظيماً إرهابياً.
ولفت إلى تمزيق ما سماه «الممر الإرهابي» المراد إقامته شمالي سورية، و«دفن الإرهابيين في الحفر التي صنعوها بأيديهم»، في إشارة إلى مسلحي ميليشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» والتي تعد العمود الفقري للأخيرة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن