حسين فحص
الملاعب في إيطاليا متهالكة. بُنيت معظمها قبل عقود من دون تحسيناتٍ دورية تُذكر. بعيداً عن أهمية التراث، لا ترقى المنشآت الرياضية الإيطالية إلى تطلّعات الأندية، ولا يمكنها احتواء شغف الجمهور بأكمله.
عدد قليل من الفرق مثل يوفنتوس وأتلانتا تمتلك ملاعبها الخاصة، بينما تستخدم معظم الأندية الأخرى ملاعب مملوكة للمجالس المحلية.
هي أزمة متجذّرة تمّت الإضاءة عليها مراراً، أملاً بتجديد المنشآت الرياضية أو بناء أخرى لزيادة العائدات الموسمية تباعاً بما يخدم الدوري ككل.
وبالفعل، تمتلئ إيطاليا بخطط لأشكال الملاعب الجديدة المقترحة، لكنّ تعامل القيّمين مع المجلّدات «المكدّسة» يؤكد أن الخطط ما هي إلا حبر على ورق.
يعكس ذلك المحاولات الحثيثة لأندية إنتر وميلان وبولونيا وفيورنتينا… أملاً بالحصول على إذن من المجالس المحلية لتشييد ملاعب جديدة، دون جدوى، إذ تصطدم رغبة تلك الفرق وغيرها بعوائق متشددة من الاتحاد الإيطالي والبلديات، بحيث يحول «الروتين» السياسي دون إبصار مشاريع الملاعب النور.
يصطدم ملف الملاعب في إيطاليا بمنعطفين فاصلين
آخر النفق؟
رغم كثرة المعارك الخاسرة بالنسبة إلى الأندية في هذا الإطار، قد تسفر «الحرب» في النهاية عن فوزٍ طال انتظاره، إذ يصطدم ملف الملاعب في إيطاليا بمنعطفَين فاصلين: بطولة يورو 2032 والإقبال اللافت للجماهير الإيطالية على مباريات الدوري.
ومن المقرر أن تستضيف إيطاليا بطولة يورو 2032 بالاشتراك مع تركيا، ما يزيد الضغط على الحكومة الإيطالية لتيسير ملفّات مشاريع بناء الملاعب، وخاصةً أن البنى التحتية المتهالكة لا تجذب الرعاة وتقلّل العائدات المحتملة.
الشق الثاني يتعلّق بالإقبال الجماهيري المتزايد في كرة القدم الإيطالية. وتبعاً لتقرير نشرته «Forbes»، يبلغ متوسط حضور الجمهور في الدوري الإيطالي 30.913 بعد مرور 30 جولة هذا الموسم، وهو ثالث أعلى معدل بين الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا.
رقمٌ لافت تبعاً لوضع الملاعب المأسوي والتخبّط المالي المستمر في كرة القدم الإيطالية، يتفوّق على أرقام العقد الماضي بأشواط، حين كان متوسط الحضور في موسم 2013-2014 يبلغ 23331 فقط.
حتى خلال موسم 1997-1998، عندما كان «كالتشيو» أفضل دوريات كرة القدم باعتراف غالبية الوسط الرياضي إثر ضمّه كوكبة من النجوم أمثال أليساندرو ديل بييرو، وزين الدين زيدان، ورونالدو، وروبرتو باجيو… بلغَ متوسط حضور المشجعين في الملاعب 31.223، ما يجعل أرقام الموسم الحالي لافتة إلى أبعد الحدود، وخاصةً مع عدم وجود نجوم من الطراز الأول بالشكل الكافي.
كرة القدم الإيطالية تسعى للنهوض. يعكس ذلك التنافسية المتصاعدة في المواسم القليلة الماضية على بطولة الدوري، من دون إغفال الظهور الأوروبي «المشرف». تبقى عائدات النقل التلفزيوني هاجساً بالنسبة إلى الأندية، والتي سوف تزداد تدريجياً مع بناء ملاعب جديدة. هي الفرصة الأهم لإنقاذ ما تبقّى إنقاذه، والحؤول دون زيادة الهوّة مع الدوريات الكبرى الأخرى، وبالأخص «بريمييرليغ». الكرة في ملعب السلطات الإيطالية: إما البناء على النجاحات الحاصلة أخيراً وتسهيل مشاريع الملاعب، أو الدخول في نفقٍ جديد يصعب الخروج منه.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية