محمود إبراهيم :
المصير المحتوم ، حقيقة بات جميعنا يدركها في رحلة البحث عن أسعار يمكن أن توائم بعض الشيء أوراقنا النقدية المحفوظة بحذر شديد في جيوبنا وحقائبنا ، فما أن تقع عينانا على سعر سلعة ما حتى نصاب بالذهول والصدمة و نسرع بالبحث في المحال الأخرى وكلنا أمل بأننا سنجد ضالتنا بما هو أقل سعراً ، ولأن الفشل هو المصير المحتوم في هذا الميدان نعود مسرعين للمحل الأول متقبلين مرارة الهزيمة لنتفاجئ مرة أخرى أن السعر السابق أصبح تاريخاً قديماً ، وأن السعر الجديد أعظم شأناً من سابقه .
هذا هو الحال في أسواق طرطوس بالأيام الأخيرة نتيجة خلصت لها (الثورة) بعد تجوالها على أسواق بيع الخضار ومحال بيع التموين العائلي والمواد الاستهلاكية التي سجلت أرقاماً قياسية لم يسبق لها مثيل خلال أسبوع واحد فقط .
البداية من أسعار الزيوت النباتية والسمون حيث وصل سعر عبوة زيت دوار الشمس إلى 7500 ل.س ، وعبوة السمن النباتي وزن 2 كيلو غرام إلى 15000 ل.س ، بالإضافة إلى تسجيل ارتفاع في أسعار الحبوب أولها القمح وكل مايرتبط به من برغل وطحين ومعكرونة .. أيضاً الرز والحمص والعدس والفاصولياء الخ ..
و شهد السوق أيضاً ارتفاعاً في سعر السكر الذي تجاوز عتبة 2000 ل.س .
والشاي والقهوة والمتة ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ ، وكذلك الأمر بالنسبة لجميع أنواع التمور ، أما بالنسبة للمنظفات فهي الأخرى شهدت ارتفاعاً كبيراً وخاصة مسحوق الغسيل الذي وصل سعر الكيس وزن 4 كيلو غرام إلى 13000 ل.س .
والمحارم والحفاضات بأنواعها ارتفعت هي أيضاً بمقدار 10% حيث وصل سعر كيلو الحفاضات للأطفال إلى 11000 ل.س .
أما بالنسبة للخضار والفواكه هي الأخرى لم تنأى بنفسها عن تسونامي اطرتفاع الأسعار . بداية من سعر كيلو الثوم الذي وصل إلى 8000 ل.س والفاصولياء الخضراء 2500 ل.س والكوسا 1800ل.س والبندورة 800 ل.س والبطاطا 800 ل.س .
( الثورة ) وبعد جولتها على كل من سوق (الكراج القديم ) وسوق (الشارع العريض ) قامت بمقارنة أسعار الخضراوات في كل منهما ، وتبين لها أن الفوارق في كلا السوقين ليس بالكبير باستثناء بعض الفواكه التي يلعب التصنيف والاستيراد فيها دوراً كبيراً في تحديد السعر .
(الثورة ) قامت أيضاً بجولة على صالات السورية للتجارة والتي سجلت في أحد صالاتها التي تبيع الخضراوات والفواكه عن طريق (مستثمر ) أسعاراً مشابهة للسوق ، وأحياناً تتجاوزها ، أما بالنسبة للمواد الاستهلاكية المعروضة في صالات السورية للتجارة فالسكر والرز والزيت والشاي فهي مواد مقننة بالبطاقة الذكية ، أما السمون بأنواعها لا وجود لها في أي صالة .
وفيما يخص الحبوب من حمص وعدس وفاصولياء هي الأخرى لاوجود لها باستثناء البرغل والقمح الذي سجل فارقاً لابأس به مقارنة بالأسواق الأخرى .
كل مواطن التقيناه وسألناه عن رأيه بالأسعار الحالية نظر إلينا بسخف واستهزاء لطرحنا هذا السؤال الساذج ، والبعض الآخر أطال التأمل واكتفى بالقول ( اتركها على الله ) .
يوسف حسن مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس أكد أنه في الأيام الأخيرة تم تشديد الرقابة على كافة الأسواق والمحال التجارية ، وإن عدد الضبوط المنظمة خلال هذا الشهر بلغ 1200 ضبط ، مشيراً إلى أن دور التجارة الداخلية وحماية المستهلك يقتصر على الدور الرقابي بالتدقيق على الفواتير و بيان التكلفة وتنظيم الضبوط بحق المخالفين .
من جهته الخبير الاقتصادي عبد الرحمن تيشوري أوضح (للثورة ) أن لنتائج الحرب العدوانية على سورية وبعض إجراءات الحصار وارتفاع سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الرئيسية وغياب الدور الرقابي الفعَّال لمؤسسات الدولة على الأسواق الداخلية وخاصة فيما يتعلق بتكاليف الإنتاج كان لها الدور الأكبر في ارتفاع الأسعار الحالية ، معتبراً أن الإجراءات الحكومية الحالية ليست جدية على الإطلاق ، والمواطن بات يشعر أن الدولة شبه غائبة عما يجري في الأسواق .
ولمعالجة الواقع الحالي وإعادة ضبط الأسواق لفت تيشوري إلى ضرورة تفعيل إجراءات رقابية جديدة مختلفة عن سابقتها مشدداً على أهمية الطلب من التجار والمنتجين اعتماد فواتير نظامية ، وتفعيل الرقابة عليها في كل حلقاتها التجارية ، بالإضافة إلى فرض قوانين وعقوبات صارمة بحق المخالفين وصولاً إلى عقوبة السجن .
ومنوهاً إلى أهمية زيادة الاجور لتأثيرها المباشر على الأسواق مضيفاً إلى ضرورة مشاركة المجتمع المدني والإعلام
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة