الرئيسية » ثقافة وفن » أصداء الحملة الواسعة ضدّ فيلم «أميرة» (إخراج المصري محمد دياب) مستمرّة: سوء تفاهم وصل إلى التخوين

أصداء الحملة الواسعة ضدّ فيلم «أميرة» (إخراج المصري محمد دياب) مستمرّة: سوء تفاهم وصل إلى التخوين

لا تزال أصداء الحملة الواسعة ضدّ فيلم «أميرة» (إخراج المصري محمد دياب) مستمرّة، إلا أنّها اتخذت منحى خطيراً في الساعات الأخيرة مع حملات تخوين وهدر دمّ فريق العمل. هذا الغضب عائد في جزء منه إلى سوء فهم للفكرة الأساسية التي حاول الشريط إيصالها وفق القائمين عليه. فالعمل الذي صوِّر في الأردن يتناول قصة فتاة فلسطينية (تارا عبود) جاءت إلى الدنيا عن طريق التلقيح الصناعي من نطفة مهرّبة لوالدها المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي (علي سليمان)، وهو ما يجعلها تفخر دائماً باعتبارها ابنة مناضل ضد الصهاينة. لكن عند تطلّع الأب لإنجاب طفل آخر بالطريقة نفسها، يكتشف الأطباء أنّه عقيم لتبدأ مأساة الفتاة. إذ تكتشف أنّها ابنة ضابط صهيوني، فتقرّر عندها قتله. هنا، يحاول «أميرة» الإشارة إلى أنّ الإنسان هو ابن خياراته الواعية وليس فقط بيئته. 

وكانت حملة ضخمة قد انطلقت، مطالبةً بوقف عرض الفيلم وسحب ترشيحه إلى الأوسكار باعتباره مسيئاً للأسرى الفلسطينيّين في سجون الاحتلال ولأبنائهم المولودين عن طريق تهريب النطف واتهامه بالمساواة بين الضحية والجلّاد. على إثر ذلك، أعلنت «الهيئة الملكية الأردنية للأفلام» عن سحب الشريط من سباق جوائز الأوسكار 2022، بعدما كانت قد اختارته لتمثيل الأردن رسمياً في الدورة الـ 94 المقررة في 27 آذار (مارس) 2022، ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي. 
سبق هذا القرار بيان من أسرة الفيلم نشره المخرج محمد دياب على السوشال ميديا جاء فيه أنّ «الأسرى الفلسطينيّين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية»، مطالباً بـ«تأسيس لجنة مختصّة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته. نحن مؤمنون بنقاء ما قدمناه في فيلم «أميرة»، من دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية». وأضاف البيان: «منذ بداية عرض العمل… كان الإجماع دائماً على أنّه يصوّر قضية الأسرى بشكل إيجابي وإنساني، وينتقد الاحتلال بوضوح… كان من المفهوم تماماً بالنسبة لنا حساسية قضية تهريب النطف وقدسية أطفال الحرية، ولهذا كان القرار التصريح بأنّ القصة خيالية ولا يمكن أن تحدث. فالفيلم ينتهي بجملة تظهر على الشاشة تفيد بأنّه: منذ 2012 وُلد أكثر من 100 طفل بطريقة تهريب النطف. كل الأطفال تم التأكّد من نسبهم. طرق التهريب تظل غامضة». وأوضح: «لم تترك أسرة الفيلم الأمر للتأويل، بل أكدت بهذه الجملة أن الفيلم خيالي وطريقة التهريب الحقيقية غير معروفة، بل إن عمر البطلة في الفيلم 18 عاماً يتنافى منطقياً مع بداية اللجوء لتهريب النطف في 2012»، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ الشريط «يتناول معاناة وبطولات الأسرى وأسرهم، ويظهر معدن الشخصية الفلسطينية التي دائماً ما تجد طريقة للمقاومة والاستمرار، ويحاول أن يغوص بعمق في أهمية أطفال الحرية بالنسبة للفلسطينين». وأشار البيان إلى أنّ «أسرة الفيلم تتفهم الغضب الذي اعترى كثيرين على ما يظنونه إساءة للأسرى وذويهم، وهو غضب وطني نتفهّمه، لكن كنّا نتمنّى مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه نقلاً أو اجتزاءً».
من ناحيته، شدّد المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد في تصريحات إعلامية «أنّنا جميعاً في الخندق نفسه، وعلينا أن نصبَّ غضبنا على الاحتلال»، لافتاً إلى أنّ «جميع المشاركين في الفيلم معروفون بوطنيتهم، ولا داعي لتخوين أحد… مشاعر الأسرى فوق أي اعتبار». وكانت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» و«نادي الأسير الفلسطيني» و«الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى»، طالبت بوقف عرض فيلم «أميرة» معتبرةً أنّه يشكّك في نَسَبْ أبناء الأسرى الذين تم إنجابهم عبر نطف مهرّبة.

(سيرياهوم نيوز-الاخبار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وإنّما أولادُنا بيننا.. أكبادُنا تمشي على الأرضِ … في يوم الطفل العالمي.. شعراء تغنوا بالطفولة

  قد تجف أقلام الأدباء وتنضب أبيات الشعراء ولا ينتهي الحديث عن جمال الأطفال وذكريات الطفولة في عمر الإنسان؛ فالطفولة عالم مملوء بالحب والضحك والسعادة، ...