syriahomenews أخبار سورية الوطن
يقولون:” نفايات شخص ما هي إلا كنز لشخص آخر”. في ظل هذه المقولة تجلب الفنانة المفاهيمية مارثا هافرشام Martha Haversham الحياة لكثير من “النفايات” التي يعُدها الكثيرون “قمامة” في حين تجد فيها مارثا “عين” إلهام و “قلب” إبداع ، و”كينونة” فن.
تستجيب ممارسات مارثا متعددة التخصصات للعالم الإبداعي من الناحية الجمالية والمفاهيمية والساخرة، حيث تجد الفنانة المقيمة في المملكة المتحدة الإمكانات الفكاهية في العناصر الأكثر احتمالاً.
تجمع ترتيباتها الذكية بين أوراق الشجر والفواكه والخضروات والأشياء المنزلية الشائعة مع قصاصات المجلات للأرجل. النتائج عبارة عن تركيبات ذكية من كولاجات غريبة، وتجد هافرشام موادًا تشبه الصور الظلية للملابس اليومية، فكل ما تقع عينيها عليه تحوله لقماش تصميمي إبداعي وقطعة ملابس، ثم تجد له “الأقدام” المناسبة، تلك التي ترتدي جوارب وأحذية كلاسيكية وأخرى عصرية أورياضية وزخرفية وصيفية خفيفة، وقد تكون الأقدام حافية، أو مختفية أسفل الجوارب، حيث تجد مهارة شديدة في إيجاد أقدام لكل الأشياء.
تقول مارثا: “الجمال يكون دائما في عين “الناظر” الذي يبحث عنه” ، “هذا ما يجعلني أذهب لقمامة الناس، فما لا يريده شخص ما، قد يكون مفيدًا لشخص آخر”.
تجلب مارثا هافيرشام هذا المفهوم إلى الحياة في سلسلة أعمالها التي تحمل عنوان “Found Fashion” ، فهي تتلاعب بخامات ومنتجات غريبة تطلق عليها “الموضة المكتشفة”، وتعرفّها بأنها كل ما تحصل عليه من مخلفات الآخرين، فهي تصنع الملابس الإبداعية في لوحاتها من الأشياء اليومية الموجودة على مكتبك ، أوأمام باب المنزل أو على جانب ممر ، أو في أي مكان آخر يمكنك التفكير فيه.
مارثا فنانة متعددة التخصصات ولدت ونشأت في لندن ونشأت وسط الفن. كان والدها المصور ووالدتها راقصة الباليه يشجعونها دائمًا على أن تكون مبدعة ومعبرة، فبعد أن شعرت وكأنها محاصرة في حلقة عمل لا نهاية لها، بدأت في الذهاب للتنزه أثناء استراحة الغداء، واستغلت هذا الوقت للاستفادة في عمليتها الإبداعية، فقد بدأت في اكتشاف أشياء ملقاة على الأرض أو مختبئة أسفل شيء آخر وذلك أثناء ممارستها رياضة المشي، فكانت تقوم بأخذها والاحتفاظ بها بغرض إنشاء أعمالها الفنية.
تعتقد مارثا أن كلمة” هراء “كما وصفها أحد متابعينها؛ هي شكل من أشكال الفن المعاصر تقول: “إنها توقفك حرفيًا في الشارع وتضع ابتسامة هائلة على وجهك عندما تكتشف “كنز صغير” مخبئ أو ملقى عبثًا في الطريق، فالكولاجات الخاصة بي هي مجرد عينات لما يمكن أن يكون عليه شئ غير متوقع.”.
حيث “يضيء الإبداع الفعلي طريق العودة إلى أدمغتنا الخيالية في طفولتنا، إلى مكان مرح” حيث تلعب هافرشام بالحركة والمنظور في ترتيباتها من خلال تصوير شخصيات أنيقة تمشي وتجلس وتقفز. يتضاعف كل تكوين كمدرج لأن الفن هو عرض أزياء غير متوقع. تؤكد: “وظيفتي كفنانة هي أن أسلمك مفاتيح مخزن مليء بملابس فائقة الجودة في رأسك، مصدر دائم للبهجة الأرضية. أنا على استعداد لإرفاق بعض تعليمات الرعاية؛ سأطبع بعض الملصقات وأطلق عليها بيانًا من أجل الاحتفاظ بهذه التصميمات الإبداعية في أفضل صورها لأطول وقت ممكن قدر الإمكان”.
ففي سلسلة ‘Found Fashion’ ، يمكن أن يكون أي شيء قطعة ملابس، فورود متساقطة وبتلات زهرية جافة حول باب المنزل تتحول لفساتين بطيّات وكشكشات، أعقاب السجائر تصبح سروايل، الورقة البنية المجعدة ، تشبه ثوبًا رائعًا بدون حمالات. وتبدو ساق الكرفس مثل السراويل الخضراء الضيقة ، وقناع وجه مستخدم يمكن أن يصبح تنورة، ولاعة سجائر فارغة تتحول لأحد أقدام سروال، وكمامة قديمة مطوية تكون مريول مطبخ وبواقي أعياد الميلاد من زخارف وقطع قماش تزيين وغيرها وما بين القبعات والتنانير والفساتين والسراويل فالقائمة تطول، حيث تتكدس كل اكتشافات مارثا في صناديق في الاستوديو الخاص بها، لتصنف وفق طول عمر المواد وكيفية التخلص منها، لتهتم بها ولتصبح لاحقاً من تصميماتها الإبداعية، فتتمتع هذه الأشياء الغريبة بالجماليات والمرح ومكانة مميزة في ورشة العمل الخاصة بها،
وعبر صفحتها الرسمية على الانستغرام تدعوك مارثا لمشاركة المرح والإبداع والانضمام إليها في متابعة SmallDitch وتجربة القمامة اليومية من خلال عيون الفنانة.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة
