دمشق-سامر الشغري
ما من عمل روائي حاز هذا الكم من الشعبية والجماهيرية رغم ما فيه من حزن وشقاء مثل رواية البؤساء للأديب الفرنسي فيكتور هيغو فاعتبرت الأهم بين نتاجاته التي ناهزت الخمسين واستلهم حبكتها الكثيرون فظهرت عشرات المرات على خشبة المسرح وفي شاشات السينما والتلفزيون.
ورغم أهمية الرواية فإنها لم تترجم كاملة إلى اللغة العربية سوى مرة واحدة في خمسينيات القرن الماضي على يد الأديب والمترجم اللبناني الراحل منير بعلبكي فظهرت بالعربية نسخ مختصرة منها مجتزأة عدة فصول لتقدم الهيئة العامة السورية للكتاب ثاني ترجمة عربية كاملة للبؤساء والأولى من نوعها بين مؤسسات النشر في سورية.
هذه الترجمة الجديدة للبؤساء التي طبعت على جزأين تخفيفا على القارئ من عدد صفحاتها الضخم البالغ 582 من القطع المتوسط تحمل أعباء نقلها للغة الضاد زيادة العودة وهو أحد أهم مترجمي اللغة الفرنسية في سورية والدول العربية مستخدما خبرته الواسعة في نقل بعض من أجمل ما جادت به أقلام أدباء فرنسا للغتنا مثل روايات أسطورة دون جوان ومورياك لتأتي البؤساء بحلتها الجديدة ترفل بلغة رشيقة تعبيرية تروي معاناة بطلها الشهير جان فالجان جراء طيشه وقسوته وكيف استطاع الأب ميريل بطيبته وإنسانيته أن ينقل روحه إلى عالم الخير والمحبة.
الرواية التي صور عبرها هيغو حجم الظلم والبؤس اللذين رزحت تحتهما الفئات الفقيرة من الشعب الفرنسي في أعقاب ثورة 1789 وحروب نابليون استلهم مادتها من وقائع شهدها بعينه من محاكمة شخص لأنه سرق رغيف خبز ومساعدة رجل دين له ليصوغها كواحدة من أهم نتاجات الأدب الفرنسي في القرن 19.
(سيرياهوم نيوز-سانا)