آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » إخراج سيئ لتعويم «النصرة» شمالاً والخطة «ب» بإخفاء هيمنتها في انتظار التقييم … مصادر تركية: استخبارات أردوغان ورطته في عفرين

إخراج سيئ لتعويم «النصرة» شمالاً والخطة «ب» بإخفاء هيمنتها في انتظار التقييم … مصادر تركية: استخبارات أردوغان ورطته في عفرين

| حلب – خالد زنكلو

أخطأت قراءات استخبارات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في استجلاء المشهد السياسي والميداني المحلي والدولي، لدى اتخاذ قرار السماح لتنظيم «جبهة النصرة»، الذي يتخذ مما تسمى «هيئة تحرير الشام» المدرجة على قائمة الإرهاب الدولية واجهة له، بغزو عفرين شمال حلب، ما أوقع أردوغان في ورطة كبيرة لم تتضح بعد سبل الخروج منها.

وكشف مراقبون لسياسة أردوغان حيال المناطق التي يحتلها في سورية لـ«الوطن» أنه أعار أذنيه كلياً لجهاز استخباراته ومضى في مخططها لإقحام «النصرة» في خريطة عفرين لتحقيق جملة من المآرب، متجاهلاً نصائح وموقف الجيش التركي الرافض والمحذر من مغبة التورط في تغيير الواقع الميداني الحساس في المنطقة، التي احتلها في آذار ٢٠١٨.

وبينت المصادر المراقبة لـ«الوطن»، أن أردوغان استفاق فجأة، وبعد ١٠ أيام من الصراع المحتدم في عفرين بين مرتزقته و«النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، على خطأ الحسابات الاستخباراتية بعد ردود الفعل الدولية المنددة بالخطوة، وخصوصاً موقف الإدارة الأميركية، وليوكل إلى وزارة الدفاع في بلاده مهمة الانعطاف مؤقتاً لتصحيح الخطأ بالإيعاز لـ«النصرة» بسحب أرتاله العسكرية بشكل صوري أمام عدسات الإعلام لتهدئة الاحتقان الداخلي لدى قاطني المناطق المحتلة وردود الفعل للإجراء وتبعاته غير المدروسة.

وأكدت أن أردوغان لم يتراجع نهائياً عن مخططه بتعويم «النصرة» دولياً كتنظيم «معتدل» وفرض أنموذجه في الحكم على عفرين وريفي حلب الشمالي والشمال الشرقي، بعد أن اصطدم بالإخراج السيئ للعملية، بل فرمل ببطء وراح يراهن على تنفيذ الخطة «ب» للعملية، والتي تقضي بإخفاء الفرع السوري لـ«القاعدة» تحت عباءة حلفائه من مرتزقة أنقرة داخل عفرين وإبقاء سيطرته على المدينة وريفها من خلال الأمن العام وإدارة الحواجز التابعين للتنظيم، ريثما يعيد النظام التركي تقييم الخطة للانطلاق من جديد في تحقيق أجندته.

المصادر لفتت إلى أن نظام أردوغان كان ولا يزال يستهدف من التطور الدراماتيكي الذي حدث في عفرين، تشكيل مؤسسة عسكرية مركزية بإدارة «النصرة» تضبط الفوضى الأمنية التي تسببت بها مرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني»، عدا إدارة المعابر والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية في عموم مناطق احتلاله، وبما يعيد ترتيب تلك المناطق تمهيداً لإعادة مليون ونصف المليون لاجئ سوري من الداخل التركي إليها وإلى مناطق الحكومة السورية من خلال مفاوضات أمنية بين الجانبين، وذلك قبل انتخابات الصيف المقبل المصيرية.

واعتبرت أن استعجال نظام أردوغان تحقيق مكاسب من القبول بتنفيذ خطة استخباراته بإدخال تعديلات على خطوط تماس الشمال السوري بزج الفرع السوري لـ«القاعدة» في مواجهة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في عفرين، ولاحقاً في مدن وبلدات إعزاز ومارع وأخترين وجرابلس والباب، سرّع في تخبطه وفاقم من تهوره، إثر رفض واشنطن والعواصم الأوروبية القاطع والحازم للخطوة، بعد إرغامه سابقاً على وضع عمليته العسكرية لتوسيع حزام بلاده الأمني جنوباً وبعمق ٣٠ كيلو متراً داخل الأراضي السورية وراء ظهره.

المصادر أعربت عن قناعتها أنه لا يوجد رابط بين ما جرى ويجري في عفرين مع ملف التقارب السوري- التركي، الذي سوقته تسريبات وسائل الإعلام التركية وتصريحات المسؤولين الأتراك في الشهرين الأخيرين. وعدت المسألة محاولة مستعجلة ومنفردة من نظام أردوغان، وبعيداً عن أي «تفاهمات» مع ضامني مسار «أستانا» الروسي والإيراني، من أجل الضغط على «قسد» وإعادة ترتيب أوضاع الشمال السوري من جديد.

وشددت على أن نظام أردوغان في ورطة راهناً من تهوره في عفرين، فلا هو قادر على مواصلة فرض «النصرة» ولا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بالركون إلى مرتزقته المتناحرة في المنطقة.

وخلصت المصادر إلى القول: إن سياسة «خلط الأوراق»، التي تستهوي أردوغان باللعب على الصراعات والتناقضات الإقليمية والدولية، قد تكلفه كثيراً لدى الناخب الكردي المؤثر بقوة داخل بلاده، والذي بات يدرك جيداً أن مصالحه لا تتقاطع أبداً مع سياسات وتقلبات مزاج زعيم النظام التركي.

 

سيرياهوم نيوز3 – الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الخيام تدافع ولا تسقط… و59 شهيداً في مجازر في بعلبك – الهرمل

        واصل جيش العدو تركيز هجومه البرّي في الأيام الأخيرة على محورين رئيسيّين، باتجاه مدينة الخيام في القطاع الشرقي، وبلدتي شمع – ...