ناصر النجار
الثلاثاء, 04-01-2022
بكل الاعتبارات كان الموسم الماضي هو الأسوأ على صعيد كرة القدم المحلية، وبعيداً عن النتائج المخيبة للمنتخبات الوطنية فإن موضوع النشاط المحلي شابه الكثير من العقبات والعثرات كان آخرها التوقف المستمر والمتواصل لمباريات الدوري الكروي الممتاز، بينما سلقت بقية النشاطات سلقاً.
والظاهرة الأبرز في النشاطات المحلية تمثلت بسوء الملاعب، فأغلب الملاعب كانت غير صالحة لأداء المباريات، وهذا أمر ظاهر وواضح للعيان، فقلما تجد ملعباً صالحاً، وإن وجدته فسيكون صناعياً أي غير معترف به دولياً لآثاره الضارة على اللاعبين.
وبعيداً عن أرضية الملاعب سواء العشبية أو الصناعية المهترئة فإن المرافق الصحية غير صالحة على الإطلاق وبعض الملاعب تفتقد الماء ومشالح الفرق والحكام في خبر كان، فضلاً عن الفضلات المنتشرة هنا وهناك وقد تحولت بعض الملاعب إلى مكب للنفايات.
وإذا كانت أرضية الملاعب تكلف الكثير من المال سواء للصيانة أو التجديد، فهل نظافة الملاعب مكلفة بالدرجة نفسها؟
وماذا عن الغرف والمشالح الخاصة باللاعبين والحكام والمراقبين؟
وهل يرضى القائمون على كرة القدم أن يجلسوا بمثل هذه الغرف وأن تكون لهم المرافق الصحية ذاتها؟
المشهد الآخر من الملاعب يدل على سوء الانضباط واللامبالاة وعدم المسؤولية، فالكثير من الملاعب تحولت إلى فوضى، وصارت مكاناً للتنزه، ونستغرب تماماً كيف يتم السماح بإقامة مباراة والجمهور مفترش جوانب الملعب يتابع المباريات وبعضهم يدخن النرجيلة ومعها المقبلات والمكسرات وهذا الأمر حدث في أكثر من ملعب.
إذا تنازلنا في الكثير من المباريات عن سيارة الإسعاف وعن رجال حفظ النظام، فهل نتنازل عن بقية الأمور لتتحول ملاعبنا إلى أشبه ما تكون بملاعب الأحياء الشعبية؟!
وإذا أضفنا إلى كل ذلك أن المباريات التي أقيمت بلا جمهور لم يتم تطبيق القرار هذا فعلياً على الواقع فاخترقت هذه المباريات على قلتها النظام والقانون.
هذه الأمور كلها تكررت في كل أسبوع وبكل النشاطات سواء في الدوري الممتاز رجالاً وشباباً أم دوري الدرجة الأولى مع تجاوزنا لموضوع قانونية بعض الملاعب التي تجري عليها المباريات الرسمية.
في كل الأحوال موضوع الملاعب قد لا يكون من اختصاص لجنة كرة القدم المؤقتة لكنه متعلق بها وبنشاطاتها وعليها السعي نحو هذا الموضوع إصلاحاً وتعميراً، ومن غير المعقول أن تسير بالنشاط بأعين مغمضة ومهمتها فقط وضع جداول المباريات ولا يعنيها أين ستقام هذه المباريات.
أما موضوع الإشراف على المباريات فهو من صلب اختصاصها وهذه الفوضى التي نراها تعبر عن اللامبالاة بالتعامل مع النشاطات وعدم الجزم وعدم الجدية بالدفاع عن قدسية كرة القدم.
هذا العام مرَّ بكل مطباته وعثراته وعقباته ونأمل أن نرى بوادر عمل مخلص يطوي صفحة ذاك العام السيئ بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة.
(سيرياهوم نيوز-الوطن)