القاهرة | انضم وفد إسرائيلي ثانٍ، آت من قطر، مساء أمس، إلى وفد آخر متواجد في القاهرة، حيث أجرى الوفدان اجتماعات مكثّفة مع المسؤولين المصريين، شارك فيها ممثّلون عن الجانب الأميركي، وامتدّت حتى ساعة متأخرة من الليل، ضمن المساعي المستمرّة لتثبيت التهدئة في غزة والتوصل إلى تفاهمات مُستدامة. وشملت النقاشات قضايا أمنية تتعلق بآليات ضبط الحدود وإعادة الإعمار، مع التركيز على ضمان عدم تجدد التصعيد. ووفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، كان من المفترض، مع حلول السبت، أن يبدأ جيش العدو الانسحاب من محور «فيلادلفيا» (صلاح الدين)، على أن يستكمله بعد ثمانية أيام. لكنّ إسرائيل أعلنت بوضوح أنها لن تشرع في ذلك.
ويمتدّ هذا المحور على طول الحدود بين غزة ومصر، ويبرز كعامل حسّاس تسعى القاهرة إلى ضبطه لمنع تحوّله إلى بؤرة نزاع دائمة. وبحسب المعلومات، تعمل القاهرة على بلورة صيغة تفضي إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من المحور، مع تعزيز التنسيق الأمني بين الجانبين المصري والفلسطيني. كما تشمل الرؤية المصرية إقامة نقاط رقابة متطوّرة، وتفعيل أنظمة مراقبة إلكترونية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وكاميرات المراقبة، لضبط الحدود ومنع أي أنشطة «غير مشروعة»، من دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر.
وبالتوازي مع ذلك، تمضي القاهرة في بلورة «تصوّر متكامل» لإعادة إعمار غزة، يقوم على توفير الاحتياجات الأساسية للسكان، ووضع خطة طويلة الأمد لإعادة تأهيل البنية التحتية، على أن تعرض هذه الخطة على الإدارة الأميركية، كبديل من خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. كما كثّفت مصر اتصالاتها مع السلطة الفلسطينية والفصائل، وفي مقدّمتها «حماس»، للتوصل إلى آلية توافقية تضمن إدارة القطاع من دون إقصاء كامل لـ«حماس»، مقابل تفاهمات سياسية داخلية تحظى بقبول جميع الأطراف. وتدرك القاهرة أن هذا المسار هو الخيار الوحيد القادر على ضمان استقرار الأوضاع في القطاع، خصوصاً في ظل ما تبديه المقاومة من مرونة في التعاطي مع تلك الطروحات، بما يفتح المجال أمام تجاوز العقبات السياسية.
أخبار سوريا الوطن١ الأخبار