آخر الأخبار
الرئيسية » تربية أخلاقية وأفعال خيرية » إضاءة شجرة السلام في حي الدويلعة بدمشق … احتفال يعيد للمدينة نبضها ويستحضر قيم الإنسانية والرجاء

إضاءة شجرة السلام في حي الدويلعة بدمشق … احتفال يعيد للمدينة نبضها ويستحضر قيم الإنسانية والرجاء

 

 

 

دمشق – رولا فايز خليل

 

في أمسيةٍ مفعمة بالسكينة والضوء، ازدانت ساحة الدويلعة في دمشق مساء أمس بإضاءة شجرة السلام التي ارتفعت هذا العام كرمزٍ للطمأنينة وكتجسيدٍ لرغبة الأهالي في استعادة لحظات الفرح التي غابت طويلاً عن يوميات المدينة. فقد شهد الحيّ تجمعاً واسعاً من العائلات والأهالي والفعاليات المجتمعية، جاءت بهم روح الموسم ورغبة مشتركة في استعادة ما يجعل الحياة ممكنة ومضيئة رغم كل ما مرّت به البلاد.

 

وبمزيج من الدقة والبساطة، حرصت الجهة المنظمة على تقديم فعالية متقنة شكلاً ومضموناً، حيث تزيّنت الشجرة بأضواء تناثرت عليها كنجوم صغيرة، فيما زيّنت الساحة عناصر احتفالية أضفت على المكان روحاً خاصة تجمع بين الحنين والأمل. وقد بدا المشهد وكأنه إعلان جماعي بأن الأعياد ليست مجرد تقويمٍ أو تاريخ، بل حالة وجدانية تستعاد حين تتلاقى القلوب على الخير.

 

وفي كلمة ألقاها أحد المنظمين، أُشير إلى أن اختيار اسم «شجرة السلام» جاء تعبيراً عن رغبة أبناء المنطقة في إرسال رسالة تتجاوز حدود المكان: رسالة تؤكد أن السوريين، مهما اشتدت عليهم الأيام، ما زالوا قادرين على اختيار الفرح والوقوف إلى جانب بعضهم البعض. وأوضح أن الفعالية تهدف إلى تعزيز قيم التعايش والمساندة، وإلى فتح مساحة للأمل الذي يربط أفراد المجتمع بعضهم ببعض.

 

من جانبهم، عبّر عدد من الأهالي عن امتنانهم لعودة هذه الأنشطة إلى حيّهم، مؤكدين أن مثل هذه الاحتفالات تُعيد الحركة إلى الشوارع والابتسامة إلى وجوه الأطفال، وتُشعر الجميع بأن الحياة — رغم قسوتها — ما زالت تمنح فسحات صغيرة تنعش الروح وتوحد الناس حول ما هو جميل وإنساني.

 

ومع لحظة إضاءة الشجرة، ارتفعت الهتافات والتصفيق، وامتزج ضوء الشموع برائحة الشتاء الباردة، في صورةٍ بدت كأنها وعدٌ جديد؛ وعدٌ بأن دمشق، بقديمها وحاضرها، ما زالت قادرة على أن تنفض الغبار عن قلبها، وتعيد نبض الفرح إلى شوارعها وحاراته

 

ها هي أجواء الميلاد تعود إلى سوريا على مهل، لكن بثبات يشبه عودة الضوء إلى نافذةٍ أُغلقت طويلاً. ليست الأعياد مجرد مناسبة يُحتفى بها، بل هي شاهد على قدرة هذا الشعب على أن يقاوم اليأس بالجمال، وأن يداوي جراحه بالحب، وأن ينهض كلما حاولت الأيام أن تثقله.

إن شجرة السلام في الدويلعة لم تكن مجرد شجرة مضاءة؛ بل كانت إعلاناً بأن الروح السورية ما زالت قادرة على أن تتفتح من جديد، وأن الأمل — مهما خفت — يعود ليضيء، تماماً كما يضيء الميلاد كل شتاء، ليثبت أن النور أقوى من العتمة، وأن الفرح يولد من قلب الألم كما تولد الحياة من عمق الشتاء

 

(موقع أخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“حزب الله” يوجِّه رسالةً “صارمة” إلى البابا لاوون عشية زيارته لبنان.. وهذا ما جاء فيها

بعث حزب الله، ظهر يوم السبت، رسالة إلى البابا لاوون الرابع عشر، عشية زيارته إلى لبنان التي تمتد من الأحد إلى الثلاثاء. وجاء فيها: “في ...