آخر الأخبار
الرئيسية » استطلاع الموقع » استطلاعات الرأي للبشر… أم للذكاء الاصطناعي؟

استطلاعات الرأي للبشر… أم للذكاء الاصطناعي؟

 

 

واجه قطاع الاستطلاعات تحديات متصاعدة على مستوى العالم. أولاً، أدت خاصية كشف هوية المتصل إلى تضاؤل استجابة الناس، فانخفضت معدلات المشاركة إلى أرقام ضئيلة. بعد ذلك، أسهمت التوترات السياسية وانعدام الثقة في إحجام جزء كبير من المجتمعات عن الإجابة. أسفر ذلك عن تسجيل سلسلة من الإخفاقات المُحرجة لعمليات التنبؤ بالتحولات المجتمعية.

 

ثم، وفرت شبكة الإنترنت والهواتف الذكية حلاً نسبياً، إذ مكّنت المُستطلعين من الوصول إلى أعداد هائلة بتكاليف أقل وسرعة أكبر. الآن، يواجه العاملون في هذا المجال اختباراً مصيرياً: تستطيع نماذج اللغة الكبيرة (مثل تشات جي بي تي) الإجابة على الاستطلاعات بطريقة تحاكي استجابة الإنسان.

 

مع الوقت، ستتولد ظاهرة خطيرة متمثلة في حلقة تغذية مرتجعة خبيثة. بدخول إجابات الذكاء الاصطناعي إلى الاستطلاعات، تتلقى قواعد البيانات الخاصة بالمُستطلعين رداً مصطنعاً. لاحقاً، يستخدم النظام هذه البيانات المُلوثة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة أو لتفسير النتائج. بكلمات أخرى، ستسبّب هذه المشكلة تسجيل آراء أنظمة الذكاء الاصطناعي وليس آراء البشر!

من دون تدخل سريع لحلّ هذا الأمر، سيغدو الرأي العام عبارة عن صوت الآلة.

 

لن يقتصر هذا الضرر على استطلاعات الرأي التي تسبق الانتخابات؛ بل سيتسرب إلى جميع أنواع المسوحات الإلكترونية التي يعتمد عليها الباحثون والشركات والهيئات الحكومية وفق تقرير نشرته مجلة «إيكونوميست».

 

لتقييم حجم الخلل، بنى أحد الباحثين وكيل ذكاء اصطناعي لإجراء الاستطلاعات. أنشأ هذا الباحث آلاف الملفات الديموغرافية التفصيلية. بعد ذلك، أجاب النموذج عن أسئلة المسح وكأنه الشخصية المرسومة.

في السابق، اعتمد المُستطلعون على أسئلة اختبارية لتمييز الروبوتات عن البشر. أظهر البحث أن هذه الطرق لم تعد ذات جدوى. تمكن الذكاء الاصطناعي من تجاوز 99.8 في المئة من الفحوصات المستخدمة لكشف الروبوتات والردود غير البشرية. بذلك، اجتاز النموذج ببراعة الاختبارات المصممة لضمان أن المجيب هو إنسان حقيقي.

 

إضافة إلى الخطر الناتج من تلوث البيانات، تؤثر الإشارات النصية البسيطة بسهولة على استجابات الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يؤدي توجيه الوكيل بعدم الإجابة بطريقة سلبية تجاه بلد معين إلى تغيير جوهري في إجابته حول التهديدات العالمية. باستخدام آليات مماثلة، تستطيع جهات دولية التلاعب بنتائج قياسات الرأي العام.

 

يجد المحتالون سبباً لاستغلال هذه الاستطلاعات، إذ يدفع عدد من الشركات أموالاً للمشاركين أو يعطيهم مكافآت، مما يجعل هذا النظام هدفاً سهلاً للغش.

 

يستطيع الذكاء الاصطناعي كسب المال لمشغليه عن طريق كتابة الاستطلاعات على مدار الساعة. حالياً، يحاول بعض الشركات فرض شروط تثبت أن المجيب هو إنسان بالصور أو الفيديو، لكن يحتمل أن يتمكن المخترقون من تجاوز هذه التقنية قريباً.

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

استطلاع: معظم الأميركيين يؤيّدون الاعتراف بدولة فلسطينية

  أظهر استطلاع لـ”رويترز/إبسوس” أن معظم الأميركيين – بما في ذلك 80 بالمئة من الديموقراطيين و41 بالمئة من الجمهوريين – يعتقدون أن على الولايات المتحدة ...