اختتم الاجتماع المشترك السوري- الروسي لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجّرين السوريين، أعماله أمس، وجرى خلاله التوقيع على 15 اتفاقاً ومذكرة تفاهم للتعاون السوري- الروسي، في حين شدّد مبعوث الرئيس الروسي الخاص لسورية، ألكسندر لافرينتييف، على ضرورة خلق الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
في نهاية اليوم الثالث والأخير للاجتماع، أكدت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية لعودة المهجرين السوريين في بيان مشترك، حسب وكالة «سانا»، أن عودة المهجرين السوريين إلى مناطقهم المحررة من الإرهاب هي أولوية وطنية بالنسبة للدولة السورية التي تبذل قصارى جهدها لإعادة إعمار البنية التحتية المهمة في البلاد وخلق فرص عمل للسوريين العائدين.
وجاء في البيان تأكيد سورية وروسيا ضرورة إعادة الإعمار وتصفية بؤر الإرهاب وفلوله بالتوازي مع الجهود التي تبذلها الدولة السورية لتأمين ما يلزم للمهجرين السوريين العائدين.
وأضاف البيان: إنه «في إطار تطبيق القرارات المتخذة في العام 2020 في سياق أعمال المؤتمر الدولي المتعلق بعودة المهجرين وإعادة إعمار سورية وكذلك في تطوير العلاقات الثنائية بين سورية وروسيا يتم العمل على تطوير التعاون بين الوزارات والجهات الرسمية السورية والروسية على مختلف الصعد وفي هذا الإطار جاءت زيارة العمل التي قام بها الوفد الوزاري الروسي المشترك إلى سورية والتي تم خلالها تقديم مساعدة إنسانية بمقدار مليون شريحة اختبار لفيروس كورونا ومئتين وخمسين ألف لقاح «سبوتنيك لايت» وما يزيد عن مئة وستين طناً من المواد الأخرى».
وأوضح البيان أنه «تم أيضاً وبجهود ممثلي معهد تأريخ الحضارة المادية التابع لأكاديمية العلوم الروسية ومديرية الآثار والمتاحف السورية إطلاق عمل مهم في دراسة وحفظ مواقع الإرث الحضاري العالمي على الأراضي السورية ومن هذه الآثار العالمية تدمر على سبيل المثال والمعابد المسيحية القديمة في عصر ما قبل الإسلام».
ولفت البيان إلى أن «الجهات الرسمية السورية والروسية وقعت 15 اتفاقاً ومذكرة تفاهم حول الاتجاهات الأساسية للتعاون السوري- الروسي ومن المخطط أن يتم قريباً توقيع عشرة اتفاقات أخرى في مجالات التعاون القانوني وأمن الشبكات والاتحاد الجمركي والتعاون الاقتصادي التجاري والعمل التربوي ما يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز الشراكة على مستوى الدولة وعلى مستوى الهيئات الرسمية لما فيه الخير والازدهار لسورية وشعبها».
وذكرت الهيئتان في بيانهما، أن التقدم الذي حققته الدولتان السورية والروسية لعودة المهجرين السوريين حدث «في ظل معارضة متواصلة لعودة المهجرين إلى سورية من الدول الغربية التي ما زالت تتخذ موقفاً غير بناء وتعمل على تضليل الرأي العام العالمي بذريعة أن الشروط المناسبة لعودة المهجرين لم تتحقق بعد».
وأكد البيان، أن معوقات عودة المهجرين إلى مناطقهم المحررة ما زالت تتمثل «بالنهج الذي تتبعه البلدان الغربية في اعتماد سياسة العقوبات ضد سورية والإجراءات التقييدية التي تمدد سنوياً والتي تكبح عملية إعادة إعمار البلاد وتحد من قدرة المواطنين على تأمين احتياجاتهم الأساسية إضافة إلى الاحتلال والوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية على الأراضي السورية والتسييس العلني للقضايا الإنسانية الصرفة مستهدفاً تمييز المناطق الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية من حيث تقديم المعونات الإنسانية ورفض المساعدة في إعادة البنى التحتية العامة وعودة المهجرين وتلميع صورة الإرهابيين والسعي إلى الإبقاء لمدة طويلة على آلية المعابر الحدودية وتوسيعها بما يشكل مخالفة واضحة للقانون والمبادئ الدولية».
وأكد البيان ضرورة «الكف عن تسييس عملية المساعدة الإنسانية لسورية ورفع العقوبات التي ألحقت الضرر بالاقتصاد السوري وحرمت السوريين من تحقيق الاكتفاء ودعوة المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية التابعة لهيئة الأمم المتحدة والبلدان التي تستضيف المهجرين السوريين إلى المشاركة الفعالة في عملية عودة المواطنين السوريين إلى وطنهم وإلى مساعدة إنسانية فعالة للدولة السورية».
وتضمنت فعاليات اليوم الثالث والأخير للاجتماع لقاءات بين ممثلين عن الجانبين السوري والروسي في قطاعي العدل والإعلام في قصر المؤتمرات بدمشق.
كما بحث المؤتمر الدولي والجلسة المشتركة لمركز التنسيق السوري- الروسي الخاص بلقاح «سبوتنيك» سبل الوقاية العامة من كورونا والفئات المستهدفة باللقاح وشروط نقله وتفاعلاته وتأثيراته الجانبية وتوصيات ما بعد التطعيم.
من جانبه شدّد مبعوث الرئيس الروسي الخاص لسورية، على ضرورة خلق الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وقال لافرينتييف: «تعتبر مسألة عودة اللاجئين لديارهم معقدة بسبب ظروف مختلفة، واضطر الناس للانتقال لأماكن أخرى من دون عمل أو وسائل أخرى ضرورية للحياة، لذا هناك عدد كبير منهم يرغب بالعودة، ولا بد من خلق الظروف الملائمة للعيش والعمل».
وأكد على وجوب أن يقدم المجتمع الدولي الدعم، ليس فقط عبر مساعدات إنسانية لمن هم خارج الحدود، وإنما خلق الظروف لكي يستطيعوا العودة إلى وطنهم.
وعقد الاجتماع المشترك السوري – الروسي لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين في قصر المؤتمرات على طريق مطار دمشق الدولي على مدار ثلاثة أيام بمشاركة وفد روسي كبير جداً ضم جهات روسية من مختلف المؤسسات والوزارات الروسية، إضافة إلى المئات من الشخصيات الروسية وممثلين عن منظمات دولية عاملة في سورية .
وشهد اليوم الأول حفل الافتتاح الذي حضره العديد من الوزراء في حكومة تسيير الأعمال، ونواب وزراء وعدد من رؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في دمشق.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)