syriahomenews أخبار سورية الوطن
انس جودة
الانتخابات في تركيا اليوم محورية فيما يتعلق بشكل المنطقة القادم وتحديدا الدور الروسي فيها وقدرته على التدخل عبر مسار استانا.
سقوط اردوغان يعني زيادة التوجه الأطلسي لتركيا الأمر الذي سيعزز حصار روسيا بعد قطع منافذ المانيا و اوكرانيا، و فكفكة تفاهمات استانا بما يساهم في زيادة التوترات العسكرية عبر الخطوط، ومحاولة تحييد ايران عبر اعطائها اوراقا ومساحات اكبر في سوريا و لبنان، كما يعني أيضاً وضعا ً أصعب للسوريين في تركيا .
أما نجاحه فسيخلق تحديات صعبة لاعادة توحيد سوريا بسبب دعم المجموعات المسلحة المصنفة ارهابية في شمال غرب سوريا . ولكن على صعيد آخر فإن استمرار مسيرة اردوغان يعطي دفعا ً اقليميا ً قويا ً لموجة الاستقلالية التي تسير بها دول المنطقة ومحاولة خلق التوازن بين الشرق والغرب والنظر الى المصالح المحلية والاقليمية قبل أي اعتبار آخر بما يعزز استقرار المنطقة وتنميتها.
في كل الاحوال لن تخرج تركيا من هذا الامتحان بهدوء فتداعيات الانتخابات والتوترات السياسية اللاحقة لها من قبول ورفض ستؤثر على مدى القدرة الفعلية للحكم وبالتالي ستضعف الدور التركي بشكل كبير.
المشهد اليوم سريالي بالكامل ، تيارات وتوجهات تدعم خيارات متناقضة مع ماتطمح اليه في ظل غلبة خطاب الهويات وسيطرته على ساحة المنطقة كلها، والذي قد يكون العامل الحاسم في هذه الانتخابات ، فالشعوب – حسب ما نتابع في الاعلام – تحركها في لحظة الانتخابات الدوافع العميقة والوجودية اكثر من الاهتمامات اليومية والمعاشية على اهميتها، ومشهد ختام الحملات الانتخابية للمرشحين الرئيسيين أقوى مثال على ذلك.
قراءة التحولات الاقليمية ومتابعتها أمر مهم وضروري ، ولكن الأهم هو التعامل مع هذه التحولات وفقا لخطة واضحة أولية ومستقلة عن تحولات المنطقة والعمل على تحقيقها مهما كانت الظروف ، واهم عناصر القوة التي تمكننا من تحقيق ذلك هو ترتيب البيت الداخلي وتحقيق المصالحة_الوطنية الفعلية فبدونها سنبقى مجرد أوراق تلقى على موائد التفاوض.
(سيرياهوم نيوز ١-الكاتب)
