حسين صقر:
ثمة إجراءات كثيرة وبرامج لتغيير السلوك البشري السلبي طبعاً، وتعزيز الإيجابي، أضحت تتم عبر مايسمى البرمجة اللغوية العصبية لمعالجة بعض الحالات كالرهاب والتوتر والانفعالات، وتوجيه هذا السلوك بما ينمي الشخصية ويخلصها من الرواسب النفسية التي تؤثر على علاقتها بالمحيط.
والبرمجة العصبية تعني اصطلاحاً: مجموعة من القواعد، والتقنيات التي تستخدم لتعديل السلوك لتحسين الذات وإدارة العلاقات والاتصالات بين الأشخاص بشكل أكثر فعالية، وذلك بالاعتماد على بعض الافتراضات حول كيفية التأثير اللغة، وحركات العينين، والجسم على وظائف الدماغ العصبية، أي هي مجرد طريقة لتغيير أفكار شخص ما لمساعدته على تحقيق نتائج مرجوة محددة له، حيث أصبحت واسعة الانتشار، بهدف تحسين السعادة الشخصية، وفهم النفس البشرية.
إذاً فهي عملية متعددة الأبعاد تشتمل على تطوير كفاءة السلوك والمرونة، كما أنها تتضمن التفكير الاستراتيجي، وفهم العمليات الذهنية، والإدراكية وراء سلوك الشخص.
وفي هذا الإطار أوضحت الاختصاصية في البرمجة العصبية الدكتورة إلهام المتني أن هذا النوع من البرمجة يوفر أدوات ومهارات لتطوير حالات التفوق الفردي، وإنشاء نظام لتفعيل المعتقدات والفرضيات الخاصة بالإنسان، لأن فكرتها تدور حول اكتشاف الذات، والهوية.
وأضافت المتني يستخدم ممارسو البرمجة العصبية العديد من التقنيات المختلفة لتنفيذ برنامجهم كالتثبيت، و يتم عبره تحويل التجارب الحسية إلى محفزات خاصة ببعض الحالات العاطفية، بالإضافة للتكرار والإعادة حتى يستقبل المخ المعلومات الملقنة بسهولة ويسر، كما يستخدمون المواءمة، اي مطابقة سلوكيات الشخص البدنية لتحسين التواصل والاستجابة من خلال التعاطف. وأشارت أنه بالإضافة لما سبق يستخدمون مايسمى النمط، أي عملية تغيير أنماط السلوك أو الفكر لتحقيق المطلوب بدلاً من النتيجة غير المرغوبة، وهناك أيضاً الانحراف البصري أو الحركي، و هو المحاولة المستمرة لإزالة الأفكار والمشاعر السلبية التي ترتبط بحدث سابق. ونوهت الاختصاصية بالبرمجة العصبيةأنه توجد العديد من الأبحاث والدراسات التي اختلفت حول فعالية هذا النوع من البرمجة، وذلك بسبب عدم خضوعها لمستوى الدقة العلمية نفسه التي خضعت له العلاجات الأخرى، مثل العلاج السلوكي المعرفي، منوهة بذات الوقت أن مرضى العلاج النفسي قد تحسنت الأعراض النفسية لديهم مقارنةً بمجموعات أخرى كانت تعاني عدم الاستجابة.
وقالت المتني: إن الإنسان يستطيع تغيير واقعه أو العالم عن طريق تغيير ما في ذهنه، ولكن كيف يمكنه تغيير ما في ذهنه؟ هذا ما تجيب عنه البرمجة اللغوية العصبية، لأن البرمجة تتضمن عملية البناء، و التصميم والتطوير و الإنشاء والصيانة، لكونها تتناول تصميم السلوك والتفكير والشعور، حتى تصميم الأهداف للفرد أو الأسرة أو المؤسسة، و تأمين الطريق الموصل إلى هذه الأهداف
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة