د.ريم حرفوش
متعبةٌ اتكأت على الجدار ..
رويداً رويداً تتهاوى جلوساً ..
انحدرت دمعةٌ على الوجنة ..
صمتٌ ثم تنهيدةٌ وهمست باكية ..
اغتصبوا قلبي وجسدي ..
اغتالوا فكري وعقلي ..
على مفارق الطرق وحدي ..
سجينة في قفص الأشباح ..
أسيرة عفونة العقول وصدأ الأقفال ..
مسدودةٌ منافذ الطرقات ..
ومازلت أتنفس حريتي والأمل رغم الحصار ..
لأبقى على قيد العقلانية و الحياة ..
عاقبوني لأني كتبت على الجدران ..
إن خاطبتني بعقلك فأنت إنسان ..
وإن حكمتك غريزتك فأنت حيوان ..
خاسرة تلك الذاكرة المرتبة بدقة ..
غارقة في ملل الاصطفاءات والتلقينات والذكريات ..
تحتاج أن تبعثرها على حدود الفوضى ..
تنعتق من رائحة الضجر والسكون ..
تقاتل حروفها حتى لاتبات أسيرة الروتين ..
مابين الحصار والترقب سقطت أعماقها في حالة فصام ..
كم أنا مبعثرة هنا تلملم شتاتها ..
ترمم الشقوق بلا فائدة ..
اتسع الشرخ حتى غابت الروح فيه ..
وتهاوى باقي الجسد مستلقياً ..
توقف الكثيرون هنا متفرجين ..
لقطات من عدة زوايا ..
صوروا .. تناقشوا ..
تأسّفوا .. تابعوا مسيرهم ..
أحدهم ألقى فوقها معطفاً ..
تفرق الحشد ..
وفي المساء ..
تناقلوا الصور ..
تباكوا إنسانياً ومجتمعياً ..
شتموا الجهات الرسمية والمعنية ..
وداعش والنصرة والجمعيات الخيريّة ..
وتنادوا لمنظمات حقوق الإنسان ..
وأحد اللقطات أخذت جائزة الأكثر تأثيراً وجدانياً ..
وأصبح صاحب اللقطة سفيراً للسلام ..
وهناك ..
بقيت هي وجسدها المتهالك منسيةً على الرصيف ..
رمزاً صارخاً فاضحاً ..
عن مجتمع شرقيٍ يتبارون فيه للمناداة ..
بحقوق المرأة والطفل والإنسان ..
وفي الواقع لايجيدون إلا انتهاك قدسية الأنثى و التنظير ..
وثقافة السلاسل والقيد ودفن الحريات ..
ومن ثم ..
التباكي .. على الأطلال ..
و في مكان آخر ..
ليس ببعيد ..
جسد متعب آخر ..
يسقط مُنتَهكاً .. مُتهالكاً …..
ووو ..
فقط لاغير ……………..
(سيرياهوم نيوز2)