سمعت أصوات انفجارات قوية داخل مدينة الحسكة، شرقي سوريا، تبين أنها ناجمة عن تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية أجراها الجيش الأمريكي ضمن المباني السكنية للمدنيين، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة له إلى مدينة الشدادي النفطية جنوب المحافظة.
وقالت مصادر محلية في مدينة الحسكة، إن قوات الاحتلال الأمريكي نفذت تدريبات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية مع قوات “قسد” في قاعدة (حي غويران) داخل بمدينة الحسكة، صباح اليوم الاثنين (16 كانون الثاني/ يناير)، وذلك ضمن المباني السكنية للمدنيين ما اثر حالة من الهلع والخوف بينهم،، حسب “سبوتنيك”.
وتابعت المصادر أن دوي الانفجارات الناجمة عن التدريبات العسكرية المشتركة التي تعتبر الأولى من نوعها ضمن أحباء مدينة الحسكة، سمع في أرجاء الأحياء والأرياف القريبة من المدينة.
يذكر أن قوات “التحالف الدولي” بالاشتراك مع “قسد”، تجري بالعادة التدريبات العسكرية، بالأسلحة الثقيلة، في قواعدها المنتشرة في الأرياف مثل حقلي “كونيكو” للغاز و”العمر” النفطي والتي تتخذهما قوات “التحالف الدولي” قواعد عسكرية لها بريف دير الزور، وفي قاعدة تل بيدر وقاعدة الشدادي بريف الحسكة.
تعزيزات إلى المناطق النفطية
وـاتي هذه التدريبات بالتزامن مع استقدم قوات “التحالف الدولي” بقيادة الجيش الأمريكي، يوم أمس الأحد، تعزيزات عسكرية ولوجستية جديدة إلى قواعدها، بريف الحسكة، شمال شرقي سوريا.
وذكرت مصادر محلية لمراسل “سبوتنيك”، إنَّ ‘‘التعزيزات المؤلفة من نحو /50/ شاحنة ضمت شاحنات مغلقة بالإضافة إلى أخرى كانت تحمل مواد لوجستية تنوعت ما بين سيارات رباعية الدفع ومدرعات عسكرية إضافة إلى صهاريج وقود، برفقة عدد من المدرعات العسكرية الأمريكية”.
وأضافت أنَّ هذه التعزيزات دخلت إلى قاعدة التحالف الدولي العسكرية في مدينة الشدادي النفطية، جنوبي الحسكة.
وتُعتبر قاعدة الشدادي العسكرية، بريف الحسكة، من أهم القواعد التي تتواجد فيها القوات التحالف في شمال شرقي سوريا، نظراً لموقعها الاستراتيجي النفطي التي يربط بين الجزيرة السورية وقواعدها بريف دير الزور.
وأيضاً تتزامن التدريبات مع استيلاء قوات “قسد” بإيعاز من الاحتلال الأمريكي على مركز الإعاقة السمعية (معهد الصم والبكم) في حي غويران بالحسكة، وطردت الطلاب والكادر التعليمي منه، وحولته إلى مقر لمسلحيها والذي يعتبر أخر مقر حكومي في منطقة غويران.
وقالت مصادر محلية لــ”سبوتنيك” بان “قسد” استولت على البناء منذ مطلع الأسبوع الفائت، وبعد فشل محاولات إعادته أقدمت على الاستيلاء على المقر بشكل كامل، وتحويله إلى مقر عسكري لمسلحيها، ومنعت الكادر الإداري والتدريسي من الدخول إليه، وذلك بهدف توسيع قاعدة الاحتلال الأمريكي.
ويضم المعهد المذكور 48 طالباً من ذوي الإعاقة، ونحو 20 معلماً، وهو المعهد الوحيد في المنطقة.
قواعد عسكرية ضمن الأحياء
وأوضحت المصادر أن هذه الإجراءات التي تقوم بها قوات الاحتلال الامريكي تأتي استكمالاً لما قامت به في مدينة الحسكة في حزيران عام 2020، حيث استولت بقوة السلاح على مباني عدة مؤسسات، ومرافق خدمية، منها مبنى الإدارة العامة للسورية للحبوب في حي غويران، وبناء الشركة العامة لكهرباء الحسكة والمدينة الرياضية، وأبنية من السكن الشبابي، والجمعية السورية للمعلوماتية، ومديرية الصناعة والسياحة والشؤون البيئية، وفرع المرور ومديرية السجل المدني والمصرف التجاري.
وقامت القوات الأمريكية بطرد العاملين من تلك الأبنية، بالإضافة إلى لجميع مباني الجمعيات السكنية الخاصة وتحويلها إلى قاعدة عسكرية لها.