واصلت الآليات العسكرية الإسرائيلية تقدمها في محوري شمالي وجنوبي مدينة غزة، في ظل مواجهات عنيفة مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف الجيش الإسرائيلي.
ووفق مراسل الأناضول، فإن الطائرات والمدفعية والبوارج الحربية الإسرائيلية، شنت مئات الغارات خلال الليلة الماضية (الثلاثاء)، ونهار اليوم (الأربعاء)، في محيط مناطق التوغل شمالي وجنوبي مدينة غزة.
ومساء الأحد، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن قوات الجيش “استكملت حصار مدينة غزة، كما قامت بتقسيم القطاع إلى قسمين، شمال غزة وجنوبها”.
وادعى هاغاري، في مؤتمر صحفي، أنّ الجيش بقيادة لواء “جولاني”، استكمل حصار مدينة غزة، كما وصل (الجيش) إلى ساحل المدينة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة “مهمة للغاية للضغط على حركة حماس”.
في المقابل، تواصل “كتائب القسام” الذراع العسكري لحركة “حماس”، منذ أيام، تنفيذ عشرات الهجمات بقذائف “ياسين 105” المضادة للدروع، ضد دبابات وجرافات وناقلات جند إسرائيلية.
** محور الشمال
في محور شمال غرب مدينة غزة، تقدمت القوات الإسرائيلية من منطقة أبراج المقوسي، بمعدل كيلومتر واحد إلى مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين.
والثلاثاء، قالت كتائب “القسام” في بيان، “تمكنا خلال الـ24 ساعة الأخيرة بعون الله من تدمير 15 آلية عسكرية، كليا أو جزئيا، على مشارف مخيم الشاطئ وبيت حانون، بالإضافة إلى دك القوات المتوغلة بعشرات قذائف الهاون، وخضنا اشتباكات مع قوات العدو (الجيش الإسرائيلي)، في مختلف محاور القتال”.
وأعلنت “كتائب القسام” الأربعاء، تدمير 15 آلية إسرائيلية بقذائف “الياسين 105″، وقنص جندي منذ الصباح في عدة محاور بقطاع غزة.
** محور الجنوب
وفي محور جنوبي مدينة غزة، تقدمت القوات الإسرائيلية من حي الزيتون وأطراف حي تل الهوى، عبر شارع “الرشيد” الساحلي، الذي يمتد من شمال غرب غزة إلى جنوبها، وصولا إلى منطقة الميناء، التي تبعد نحو كيلومتر واحد عن مجمع الشفاء الطبي غربي المدينة.
وكانت القوات الإسرائيلية تتمركز خلال الأيام الثلاثة الماضية، في منطقة حي الزيتون وأطراف تل الهوى على شارع الرشيد.
ورصدت عدسة الأناضول، خلال الليلة الماضية وصباح الأربعاء، مواجهات واشتباكات عنيفة بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية، والقوات الإسرائيلية المتوغلة قرب منطقة الميناء، أطلقت خلالها الدبابات عشرات القذائف تجاه منازل المواطنين، والأراضي الخالية والطرقات في المنطقة.
وقالت كتائب القسام، في بيان: “استهدفنا مجموعة من الجنود الإسرائيليين، قرب تجمع للآليات المتوغلة جنوب مدينة غزة، بصاروخ موجه من طراز كونكورس”.
** غارات غير مسبوقة
ويأتي هذا التقدم في ظل غارات إسرائيلية غير مسبوقة منذ بداية الحرب الإسرائيلية، تركزت في شمال غرب وجنوب غرب مدينة غزة.
ووفق مراسل الأناضول، فإن المقاتلات الإسرائيلية تواصل منذ ثلاثة أيام، تنفيذ غارات مكثفة زادت على مناطق متفرقة من مدينة غزة، خاصة في المناطق القريبة من محاور التوغل.
كما يتزامن ذلك مع هجمات مكثفة نفذتها عناصر “كتائب القسام”، ضد الآليات العسكرية التي كانت متوغلة بمخيم الشاطئ، ومنطقة الميناء.
وتُسمع أصوات إطلاق نار واشتباكات عنيفة في محاور التوغل، بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية.
وصباح الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، خلال القتال في شمال قطاع غزة، ما يرفع العدد إلى 31 منذ بداية العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين أول الماضي.
واعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مقتل جندي إسرائيلي في المعارك بشمالي قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن “الرائد جوناثان شازور 22 عاما، قتل بالمعارك الليلة الماضية في شمالي قطاع غزة”.
وبذلك يرتفع عدد الجنود القتلى في المعارك البرية، التي بدأت في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 33.
وقال الجيش الإسرائيلي، على موقعه الإلكتروني، إنه “بذلك ارتفع عدد الجنود القتلى منذ 7 أكتوبر/تشرين أول إلى 350”.
إلى ذلك استشهد 18 فلسطينيا بقصف المقاتلات الحربية الإسرائيلية، الأربعاء، لمنزل بمخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
وأفادت وزارة الداخلية، في غزة في بيان وصل الأناضول نسخة منه، بـ”وصول 18 شهيداً لمستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، بعد استهداف منزل لعائلة شحادة، في النصيرات”.
وأفاد مراسل الأناضول، نقلا عن شهود عيان، أن القصف الإسرائيلي تسبب بدمار المنزل وأضرار بمنازل وممتلكات المواطنين المجاورة.
وذكر الشهود، أن الطواقم الطبية تعمل على إنقاذ الفلسطينيين من تحت الأنقاض، ونقلهم لمستشفى شهداء الأقصى (وسط).
هذا وقالت وزيرة الخارجية اليابانية إن وزراء خارجية مجموعة السبع أصدروا اليوم الأربعاء “رسالة موحدة” عن الحرب بين إسرائيل وحماس تتضمن دعوة لهدنة إنسانية في القتال و”عملية سلام”، على الرغم من أن القوات الإسرائيلية تواصل قصفها لقطاع غزة.
وقالت مجموعة السبع في بيان مشترك، في ختام اجتماع استمر يومين في طوكيو،إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكنها أكدت على ضرورة حماية المدنيين والالتزام بالقانون الإنساني الدولي.
وهذا هو البيان المشترك الثاني لمجموعة السبع منذ أن بدأ الصراع بعد هجوم لمسلحين من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل مما أسفر عن مقتل 1400 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة.
وقالت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا للصحفيين “أعتقد أن من المهم أن مجموعة السبع تمكنت من إصدار رسالتها الموحدة الأولى في شكل بيان… فيما يتعلق بهدنة إنسانية وعملية سلام للمستقبل، سواء من حيث مسؤولية مجموعة السبع تجاه المجتمع الدولي أو بالنسبة لليابان باعتبارها الرئيس الحالي لمجموعة السبع هذا العام”.
ولم يحدد البيان معالم عملية السلام تلك باستثناء التأكيد على أن حل الدولتين “يظل السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم وآمن”.
وأكد البيان دعم مجموعة السبع لأوكرانيا في حربها مع روسيا، وسلط الضوء على ضرورة التواصل مع الصين بشأن المخاوف المشتركة، وأدان التجارب الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية ونقلها أسلحة إلى روسيا.
وتتكون مجموعة السبع من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، ويشارك الاتحاد الأوروبي أيضا في قمة المجموعة.
بدورها أعلنت “كتائب القسام” الأربعاء، تدمير 8 آليات إسرائيلية بقذائف “الياسين 105” بقطاع غزة، في اليوم الـ33 للحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع.
وقالت “كتائب القسام” في بيان وصل الأناضول نسخة منه، إنها دمرت 3 دبابات وناقلة جند إسرائيلية وآلية عسكرية أخرى، شمال دوار التوام (تابع لمدينة بيت لاهيا) شمال مدينة غزة، بثلاثة قذائف من طراز “الياسين 105”.
وأضافت في بيان لاحق أن مقاتليها دمروا دبابتين إسرائيليتين جنوب غرب مدينة غزة بقذيفتي “الياسين 105″، دون تحديد اسم المكان.
وفي بيان ثالث، أفادت “كتائب القسام” بتدميرها دبابة إسرائيلية في منطقة السلاطين شمال غرب بيت لاهيا بقذيفة “الياسين 105” ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم