الدعم الزراعي الجديد ..!؟

سلمان عيسى

تقترب في هذه الايام نهاية مواسم الزراعات المحمية .. هذه العملية المنتظمة والتي تستمر لعام كامل دون توقف أو تهاون أو استهتار .. عشرات آلاف البيوت البلاستيكية في طرطوس على الاقل ستخلع عنها رقائق البلاستيك، لتبدل بشكل كامل .. أو جزئيا .. وحسب الإمكانات المتاحة للمزارعين .. هذا يفرض على الحكومة – طالما انها غير قادرة على تأمين مستلزمات هذه البيوت، أن تراقب اسعار النايلون والخيوط والاسلاك المعدنية والفلين .. وأن تفرض نوعا من الحماية للفلاحين من أصحاب هذه الشركات المنتجة طالما أن غالبيتها تدعم اما بالمحروقات أو الكهرباء من خلال الخطوط الساخنة.. خاصة ان سعر شريحة النايلون الواحدة تجاوز المليون و خمسمائة الف ليرة سورية .. أن تراقب اسعار البذار والمبيدات والأسمدة .. ولأنها فشلت في السنوات السابقة من أن تشكل حماية لهذا الفلاح من كل أصحاب تلك المصالح، فشلت أيضا في مراقبة أسواق الهال وضبط التسيب فيها واللعب بالعمولات التي انهكت المنتج والمستهلك في الوقت نفسه … وفشل ايضا في ضبط الاسعار في أسواق الخضار والقضاء على ظاهرة تفاوت الأسعار بين مدينة واخرى مهما كانت قريبة أو بعيد عن مكان الإنتاج.. الحكومة، وفي أحيان كثيرة لم تكن تملك المقدرة على التعويض بشكل كامل عن الأضرار التي أصابت الزراعات المحمية أن كان نتيجة العوامل المناخية المختلفة كالصقيع الأعاصير أو الرياح الشديدة أو الامطار الغزيرة. . حيث أن التعويض الذي يقدمه صندوق التعويض عن الأضرار والكوارث لا يعادل جزءا يسيرا مما تحدده لجان الكشف عن الأضرار.. بينما يتولى الفلاح مسؤولية ترميم زراعاته من جيبه الخاص .. وقد يكون دينا.. كلامنا هنا للتذكير والتنبيه فقط، لأن كلف هذه الزراعة مرتفعة جدا ولا تحتمل أي خلل أو خطأ لأن ذلك قد يقابل بخروج عشرات، بل مئات والاف البيوت من الخدمة .. ونقول هذا أيضا لتذكير المزارعين أن يد الحكومة قصيرة في التدخل لصالحكم .. وأن كل ما يمكن أن تقدمه لكم هو إمكانية التأمين الزراعي الذي صدر قراره منذ فترة قصيرة وبانتظار تعليماته التنفيذية وبدء التأمين .. والمبالغ التي سيدفعها الفلاح عن كل بيت زراعي .. حيث سترفع الحكومة العشرة معتذرة منكم .. فهي وضعت الكرة بملعبكم وانتم اللاعبين والهدافين .. وأصحاب المصلحة .. انتم من يختار الدخول في حلقة الدعم الجديدة ..؟!

(سيرياهوم نيوز ٦-خاص بالموقع٢-٧-٢٠٢٢)