الرياضة غذاء روحي ووقاية من الأمراض النفسية، فتعتبر العضلات غدداً صماءً تفرز بروتينات الأمل المضادة للاكتئاب.
على هامش نشاط توعوي رياضي في ثقافي المزة بدمشق وتحت عنوان: (رياضة سليمة شباب دائم) تحدث الدكتور غسان السهلي لـ»الثورة» عن أهمية الرياضة بشكل عام ومدى ضرورتها بالنسبة لكل شريحة عمرية.
يقول السهلي: إن الثقافة الرياضية الذهنية والنفسية، هي صحة وعافية تمنح حياة المرء المتعة والسعادة، كما أنها عادة مفيدة، تنمي علاقات اجتماعية مؤنسة، وتمنح طاقة إيجابية لمن يهواها.. فالتربية الرياضية الجسدية هي وسيلة صحة المجتمعات الرائدة، ووسيلة رقي وزيادة قدرة إنتاجية الشخص، إنها عمل بناء ونماء، وسمو وهمة، إذ تعمل على تنقية الدم وإزالة السموم والأخلاط الفاسدة والفضلات والجذور الحرة المؤكسدة، كما إنها تعمل على تنظيف وحماية بطانة الأوعية الشريانية من التهاب البطانة الشريانية.
ولفت إلى أن الرياضة الصباحية تساهم في الوقاية من الجلطات القلبية، والتي تحدث غالباً مابين الساعة 8- 8.30 صباحاً، إضافة إلى أهميتها أيضاً على صحة الدماغ وتنقيته من الأخلاط والفضلات بآليات مختلفة، أيضاً السيطرة علي ارتفاع سكر الدم ومخاطره من خلال زيادة نشاط وقوة عضلات الساقين بالتمسيد والتدريب.
وفيما إذا كان هناك من علاقة قوة عضلات الساق مع إطالة العمر، بين الدكتور السهلي أن هناك دافعاً صحياً نفسياً جسدياً فطرياً لتنقية الجسم من السموم المختلفة، فالوقاية من الشيخوخة تحققها الرياضة والحركة المعتدلة المتوازنة المستدامة، وينصح الدكتور السهلي بعبارة «اهتم بحركتك تدوم عافيتك، من ترك المشي تركته العافية»، لافتاً إلى أن الخمول خلال أسبوعين يؤدي لضعف قوة عضلات الساقين بمقدار الثلث، أي (يعادل 20-30 سنة من الشيخوخة)، وأن عدم تحريك الساقين لأسبوعين يضعف قوة الرجلين بمقدار 10 سنوات، وأن الاستلقاء لمدة أسبوع يفقد ما لا يقل عن 5٪ من كتلة العضلات، وتالياً كبير السن لا يستطيع استعادة عضلاته.
فعدم كفاية كتلة العضلات أمر مرعب أكثر من هشاشة العظام، فهي لا تؤثر فقط على نوعية الحياة، ولكنها تسبب أيضاً ارتفاع نسبة السكر في الدم.
القدم مركز حركة الجسم،
قدمان بصحة جيدة تعني دورة دموية سليمة وتعني عضلة قلب قوية، عضلات قوية في الساقين- عماد إسناد لحمل وزن جسم الإنسان- وأن ديمومة حياة الشيخوخة تبدأ من القدمين إلى أعلى، من هنا تأتي أهمية بقاء أقدامنا نشطة وقوية دائماً).
وعن ماهية الرياضات المفضلة والرياضة الخاصة لتقوية عضلات الساقين باعتبارها الحامل للجسم، أكد الدكتور السهلي أن سر وجودنا هو الأوكسجين، ويجب أن تكون الأكسجة أكثر من٩٦٪، أما الرياضة المفضلة هي الرياضة الصباحية ما قبل الساعة ٩-١٠ صباحاً، حيث الهواء النقي الغني بالأوكسجين والإشعاعات الشمسية والكونية، والتي تنعكس على أوراق الشجر الخضراء وعلى جلد الإنسان التي تؤمن الطاقة الإيجابية وتزويد الجسم بفيتامين «د٣» الهام، مثال عليها المشي والجري المعتدل، التنزه في الطبيعة الخضراء والبساتين.
ودعا الدكتور السهلي في هذا السياق إلى الالتزام بالنوم الصحي وتهوية غرف المنزل، وأخذ قسط كاف من الراحة اليومية، النوم الصحي الكافي وبمكان وجو مريحين، كذلك النوم في وضعية الاضطجاع البطني لمده ساعتين ٤ مرات يومياً، أو قدر المستطاع، هذه الوضعية تحسن من إشباع الأكسجين، مشدداً على ضرورة تجديد تهوية غرف المنزل صباحاً وبشكل يومي وخاصة الغرف التي نوافذها جهة قبلية، مع مراعاة قواعد الصحة الشخصية وصحة البيئة، إلى جانب الاهتمام بنظافة وتعقيم المنزل ومحتوياته، والتخلص من كراكيب البيوت وتوسيع المساحات.