بشرى سليمان :
يتشوق الأطفال لقدوم العطلة الصيفية، من أجل ممارسة طقوس الاستيقاظ المتأخر، وقضاء اليوم باللعب، ومتابعة البرامج التلفزيونية، والاستفراد بجوالاتهم لساعات طويلة، وهذا مايثير قلق الآباء ويدفعهم للبحث عن كيفية استثمار الوقت الطويل في العطلة الصيفية، بما يفيد أبناءهم، ويخفف عنهم ضغوطات العام الدراسي، والأهم من كل ذلك إبعادهم عن هيمنة الأجهزة الالكترونية على عقولهم البريئة، فتكون رياضة السباحة غالباً هي الخيار الأفضل لهم ولصغارهم، فهي رياضة الأوقات الممتعة، فيها يطلق الأطفال العنان لأنفسهم لتجديد نشاطهم وزيادة لياقتهم البدنية.
ترى السيدة سوزان رعيدي( أم لثلاثة أطفال) في السباحة طريقة رائعة لمنح الجسم اللياقة البدنية والمرونة، لأنها تمرين للجسم بأكمله من الرأس إلى أخمص القدمين، كما أنها تتيح للطفل تكوين صداقاتٍ جديدةً، وقضاء وقتٍ ممتع.
أما السيد فراس السمان (معلم لديه ثلاثة أطفال) يريد أن يتعلم أطفاله السباحة لآنه لايجيدها، مما يشعره بالحزن والإحراج، خاصة عند الذهاب إلى البحر،وهو يعتبرها من أكثر الأنشطة الرياضية فائدةً على صحة الإنسان، إضافةً إلى الاهتمام الخاص الذي توليه أساليب التربية الحديثة لهذه الرياضة.
ماسة سليمان: طفلة جميلة عمرها عشر سنوات تحب السباحة كثيراً وفي كل عام تنتسب لدورة سباحة صيفية لتستمتع بالماء في الجو الحار، وهي تطمح لتعلم كل أشكال السباحة حتى تصبح سباحة ماهرة تشارك في المسابقات الدولية.
فيما يتعلم مجد شعبان (أحد عشر عاماً) السباحة باعتبارها رياضة ممتعة، غير عنيفة، تسهم في تقوية وشد العضلات، ومن الضروري تعلمها من أجل تجنب حوادث الغرق، أو إنقاذ شخص لايتقن السباحة بشكل جيد.
تعزز صحة الجسم
وللحديث عن فوائد السباحة، ومراحل تعلمها، والعمر المناسب، ومدى خطورتها في ظل فيروس كورونا، التقت الثورة أون لاين المدرب بشارصالح (مدرب دولي ومدرس مادة الطب الرياضي في معهد التربية الرياضية) فأوضح أن هناك توجهاً عاماً لدى جميع الفئات المجتمعية لتعليم الأطفال السباحة، لأنها تعزز صحة الجسم بشكل عام، وإجادتها تعني النجاة بالحياة، أثناء الحوادث، أو في المسابح، أو البحر،كما أنها رياضة مثالية لتقوية جهاز الدوران، والجهاز التنفسي، وزيادة القدرة العضلية، وتحمل المشاق، وهي أيضاً تحقق نوعا من التوافق العضلي العصبي، فتنمي القدرات العقلية، وتخلص الجسم من التوتر، وتزيد الثقة بالنفس، بسبب حالة التحدي اليومي التي يواجهها الطفل حتى يتعلم السباحة، وبالتالي شعوره بالإنجاز، وثقته بالنفس، وقدرته على التحدي, وحل المشكلات، كما أنها تؤمن جوا اجتماعيا لطيفا يعطي طاقة إيجابية, ويدفع الأطفال لتكوين صداقاتٍ جديدةً.
العمر المناسب لتعليم الطفل السباحة
وأضاف صالح بما أن الإنسان خلق وعاش فترة زمنية في وسط مائي, هو السائل الأمنيوسي في رحم الأم, فيمكن تعليم الطفل الرضيع السباحة بالاعتماد على اللعب والتقليد, وأن يكون عن طريق أحد الوالدين, أو مدرب مخصص لطفل واحد فقط حفاظاً على سلامته، لكن يفضل تعليم السباحة عندما يخرج الطفل من دائرة والديه ويكون قادراً على الاعتماد على نفسه ولديه مخزون مفرداتي جيد يمكنه من التمييز بين أجزاء جسمه وفهم مصطلحات من قبيل( الأمشاط المشدودة- رفع الوسط- شد الركب). أي بعد دخول المدرسة، إذ إن التعلم مرتبط بالعمر، فكلما كان العمر أكبر كان التوافق العضلي العصبي أعلى، بمعنى آخر إذا احتاج طفل السبع سنوات خمس عشرة ساعة تدريبية فطفل الأربع سنوات سيحتاج ثلاثين ساعة تدريبية، دون أن ننسى الدور الكبير الذي تلعبه الفروق الفردية بين الأطفال في سرعة تعلم السباحة.
كما أن هناك حالات خاصة من الأطفال لديهم توافق عصبي عضلي عالي بالفطرة، هؤلاء يتم انتقاءهم والوصول بهم إلى مرحلة الاحتراف ,في حال توافرت لديهم صفات فيزيولوجية معينة من حيث الطول, وطول الأطراف, وطول القدم، لأن القامة الطويلة والأطراف الأطول تحتاج جهداً أقل و زمناً أقصر.
مراحل تعليم السباحة
يوضح الكوتش صالح أيضا أن الطفل في البداية يكون خائفاً, وهذا شيء طبيعي لأنه يتعامل مع وسط جديد، وبذلك تكون المرحلة الأولى هي التأقلم مع الماء كحبس النفس وفتح العيون بالماء، يلي ذلك مرحلة الإحساس بالفراغ وتسمى الطفو, ثم مرحلة التحريك التي تبدأ بتحريك جزء واحد من الجسم ثم تحريك الأطراف السفلية ثم اليدين, لتنتهي بربط حركة الأرجل والأيدي مع التنفس بالماء أي : السباحة, بعد ذلك يتعلم الطفل أنواع السباحة الأربعة وهي: الزحف- الظهر- الصدر- الطيران فوق الماء ، مع مراعاة التدرج في تعليم أنواع السباحة تبعاً للمستوى التدريبي, أو العمر التدريبي.
إرشادات وعوامل أمان
هناك قواعد أساسية يجب الالتزام بها حفاظاً على سلامة الأطفال, تبدأ بارتداء الطفل اللباس المناسب للسباحة (قماش الليكرا), ونظارة وقبعة السباحة, ولوح الطفو, والأهم من ذلك تنبيه الأطفال بعدم الركض في المسبح تجنباً للانزلاق والسقوط، وكذلك عدم التدافع، وعدم المزاح في الماء لتجنب الغرق، وعمل دوش بعد انتهاء التمرين للتخلص من الكلور ومواد التعقيم، والامتناع عن تناول الطعام قبل السباحة لأن المعدة الممتلئة لا تساعد على التنفس الصحيح في الماء وقد يحدث إقياء، لكن بالإمكان إعطاء الطفل موزة أو تفاحة أو عدة حبات من التمر، تعطيه طاقة عالية وبنفس الوقت لا تملأ معدته ، ويبقى أهم عامل من عوامل الأمن والسلامة وهو إلمام المدرب بالإسعافات الأولية في حالات الطوارئ.
فوائد علاجية
يعتبر الكوتش بشار صالح أن السباحة من أفضل تمارين العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل في حالات معينة, كانقراص الفقرات, والديسك, والمفاصل والجنف, وبشرط أن يكون على أيدي مختصين, وبعد توصيف طبي للحالة، والتفسير العلمي لذلك أن الجسم في الماء هو ثلث وزنه العادي، أي إن الماء يحمل الجسم, والجهد المبذول في التمارين المخصصة يعمل على تقوية العضلات, والجهاز العصبي, دون الضغط على الجهاز الدعامي (العمود الفقري والأطراف والعظام).
كورونا والمسابح
لم يسمع الكوتش صالح بإصابة أي سباح في سورية, أو العالم بالفيروس، أولاً لدور السباحة الأساسي في تحسين قدرة تحمل القلب, والرئتين، وثانياً لأن المسبح بيئة عقيمة, بما تحتويه من كلور, ومعقمات أخرى موصى بها وبنسب معينة متعارف عليها, أي إنه وسط آمن تماماً من كورونا.
اخيرا يمكن القول إن اختيار أطفالنا وأهاليهم لهذا النوع من الرياضات الصيفية يكتسب مناعة جسدية ونفسية تعزز الثقة بالنفس وتخلص الجسم الكثير من الطاقة السلبية .
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة