| وسام كنعان
بعد 12 عاماً على التغييب القسري نتيجة الحرب والحصار، تتجه الأنظار مجدداً إلى سوريا التي تستضيف التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 في كرة السلة. ملاعب جميلة تحتضن المباريات، وأجواء تذكّر بأيام الزمن الجميل للأندية والمنتخبات السورية، التي كانت حاضرة دائماً في المنافسات العربية والآسيوية
لذا سنسلّم جدلاً بأنه لا شيء ينفع أكثر من الرياضة! كرة القدم تقريباً غسل الجمهور السوري يده منها. بقيت مساحة ضوء يسيرة في كرة السلة، لإمكانية تأهيل الصالات وقدرة منتخب سوريا على المنافسة في كأس آسيا، والبطولات العربية، عدا عن تقوية الـ«فاينال فور» في الدوري السوري من خلال السماح للأندية بالتعاقد مع لاعبين محترفين بمعدل لاعبَيْن لكلّ نادٍ. وبالفعل، تعاقدت الأندية مع لاعبين أجانب بعضهم من الولايات المتحدة التي تُعتبر «قبلة» هذه اللعبة. هم حضروا ليكسروا الحصار وقانون «قيصر» الذي تفرضه علينا سلطاتهم.
المستويات الهامة لهؤلاء اللاعبين مع غيرهم من المحترفين هو ما ساهم في رفع الأداء، إضافة إلى أنّ هذه التعاقدات صنعت من الدوري حالة جماهيرية، و«فرجة شعبية» ساحرة، فحقق «الفاينال فور» الأخير حضوراً واسعاً بالنسبة إلى المحترفين، وبدا التطوّر الأدائي ظاهراً على غالبية الفرق بغض النظر عن فوز «الوحدة» الدمشقي بالدوري، إلا أن جميع الفرق استفادت.
الحضور الأجنبي ترافق مع تواجد مهم للخبرات اللبنانية على مستوى المدربين أمثال: مروان خليل الذي يدرّب «الوحدة» وقد تعاقد معهم بعد حصد الدوري لثلاثة مواسم، وغسان سركيس الذي درّب «أهلي حلب» كما كان «البرنس» أمير سعود حاضراً مع فريق العاصمة وكان له دور كبير في التتويج بعد حسم سلسلة النهائي ضد «أهلي حلب» بواقع 3 صفر في ثلاث مواجهات متتالية. أيضاً لعب من لبنان علي حيدر وجوي زعلوم.
وفي ظل هذا كله، كانت الجماهير تزحف من كلّ حدب وصوب، لتحتفي بالصيغة الوحيدة المتبقية للفرح في البلاد. طبعاً كل ذلك حصل بعد أن تسلّم الكابتن طريف قوطرش رئاسة اتحاد كرة السلة في الانتخابات الأخيرة، وفهم الوضع سريعاً كونه أحد أهم لاعبي السلّة في سوريا تاريخياً. أكمل إجراءات رفع الحظر عن الصالات السورية واستضاف العام الماضي «نوافذ» التصفيات المؤهلة لكأس العالم، فيما تستضيف صالة الفيحاء حالياً التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس 2024. وعلى الرغم من اعتذار فريقين عن الحضور لتخوفات أمنية هما تايوان (الصين تايبيه) وكوريا الجنوبية. إلا أن بقية الفرق حضرت وهي: السعودية، الهند، أندونيسيا، البحرين، كازخستان، إضافة للمنتخب السوري. ومن أجل هذه الاستضافة تم تطوير صالة الفيحاء، مع حرص «الفيبا» على تنفيذ تعليمات صارمة بما يخص النقل التلفزيوني والحضور الجماهيري والإعلامي وبقية الأمور التنظيمية. وفاز المنتخب السوري على السعودية (73 ـ 71) بعد خسارته من الهند (90 ـ 74).
تستضيف سوريا حالياً التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 في كرة السلة
في حديثه مع «الأخبار» يرد الكابتن طريف قوطرش رئيس الاتحاد السوري لكرة السلّة على سؤالنا حول الجدوى من الرياضة في مثل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد بالقول: «الرياضة بجب أن تبقى بغض النظر عن الحالة الاقتصادية لأنها تعبّر عن الفرح وتبث الطاقة الإيجابية وتكرّس المحبة، والأخلاق» ويضيف: «عندما يعمل أي شخص في القطاع الرياضي فإنه سيحاول بذل أفضل ما لديه، وهو مكان يحتاج إلى حلول مثله مثل الجانب الاقتصادي، لكن إذا تم الاستسلام سيصبح الأمر صعباً على الجميع».
أما عن حال وواقع الصالات الرياضية وإعادة تأهيل غالبيتها فيقول: «بالطبع نحن نساعد، ولكن المحرك الأساسي هو المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، ومكتب المنشآت الذي يقوم بكل أعمال الترميم وتأهيل الصالات بمساعدتنا في كل الجوانب اللوجستية»، أما فك الحظر عن الصالات السورية والذي فُرض بسبب الحرب فيشرح بالقول: «بالطبع حصل من خلال التواصل المستمر، ودخولنا على التصفيات النهائية لآسيا، وواقع فريق البنات تحت سن الـ 16 عاماً اللواتي كان ترتيبهن السابع على آسيا، كل تلك الأمور دليل العمل والجهد ضمن الاتحاد السوري لكرة السلة بالرغم من جميع المشكلات والظلم الذي تعرضت له البلد».
يشرح قوطرش ويضيف حول انتخابه كعضو مكتب تنفيذي مسؤول عن دول غرب آسيا فيقول إن «هذا أيضاً ساهم في التقرب الكبير من أصحاب القرار، إضافة لكوني لاعب سابق وكابتن لمنتخب سورية لفترة طويلة، ولغتي الإنكليزية والشهادات التي أحملها منحت فرص في التوصل لحلول مع دعم الاتحاد الآسيوي».
رئيس اتحاد كرة السلّة يعد بتحسين متلاحق وصيغ حضارية تحكم عمل اللعبة التي باتت اليوم هي الأكثر شعبية في سوريا وفق دعم متلاحق لتطوير الدوري السوري، ومحاولة اللحاق بركب الفرق التي تطورت وأصبحت في مكان متقدم على مستوى الإمكانات واللاعبين والمدربين وكلّ تفاصيل اللعبة.
سيرياهوم نيوز3 – الأخبار