آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » السوداني إلى واشنطن قريباً: العراق محيَّد عن الصراع

السوداني إلى واشنطن قريباً: العراق محيَّد عن الصراع

فقار فاضل

 

بغداد | يستعدّ رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، للقيام بزيارة طال انتظارها إلى واشنطن، حاملاً الملفّات الحسّاسة بين البلدين، وأبرزها الوجود العسكري الأميركي في العراق، والمباحثات الثنائية التي تجري حوله، ولا سيما بعد التهدئة التي نتجت من توقّف هجمات المقاومة العراقية ضد قواعد الولايات المتحدة في العراق وسوريا. وفي أيلول من العام الماضي، شارك السوداني في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتقى خلالها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ولكنه لم يلتقِ الرئيس جو بايدن. وحينها وجّه الوزير الأميركي دعوة إلى رئيس الوزراء العراقي لزيارة واشنطن ولقاء بايدن، للتباحث في العلاقات الثنائية. وتُعدّ زيارة السوداني المرتقبة خلال الشهرين المقبلين، والتي تأجّلت أكثر من مرة، بسبب الظروف الإقليمية المتوتّرة وأبرزها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مهمة في نظر الأوساط المراقبة، كونها الزيارة الرسمية الأولى له منذ تسنّمه منصبه في تشرين الأول 2022، وسيكون على جدول أعمالها مناقشة الاضطرابات الأمنية، ومن بينها تصعيد الهجمات المتبادلة بين الولايات المتحدة وفصائل المقاومة الإسلامية منذ بداية أحداث غزة. وكان قد ناقش السوداني، أول من أمس، مع السفيرة الأميركية في بغداد، ألينا رومانوسكي، بحسب بيان حكومي، الملفات التي ستُطرح على جدول الأعمال، كما بحثا العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها، واستمرار جولات الحوار الثنائي واجتماعات اللجنة العسكرية العليا المشتركة، المعنية بتنظيم إنهاء مهمات «التحالف الدولي» في العراق.

وعقب المباحثات بين السوداني ورومانوسكي، أكدت مصادر مقرّبة من الحكومة العراقية، في حديث إلى «الأخبار»، أن زيارة السوداني تأتي بعد اتفاق مع أطراف سياسية محلية وقيادات في المقاومة على وقف التصعيد، تمهيداً لمباحثات عراقية – أميركية سيقودها السوداني بنفسه، وغالبيتها تتعلقُ بالأمن والاقتصاد وإعادة النظر في الاتفاقيات التي أبرمت بين الجانبين منذ عام 2003. وأضافت المصادر أنّ «السوداني يحمل رسائل إيرانية مفادها أن طهران لا ترغب في التصعيد في المنطقة وتسعى إلى الاستقرار، ولا تريد الحرب في الشرق الأوسط، ولكنها تريد في الوقت نفسه وقف إطلاق النار في غزة، ووقف الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل لتأجيج الصراع». ونوّهت المصادر إلى أن الزيارة لا تُعنى فقط بالشأن العراقي، بل ستناقش الأحداث في المنطقة وإنهاء الصراعات، مشيرة إلى أن الحكومة تلعب دوراً مهماً لإنهاء المأساة التي تجري في غزة.

إيران أُبلغت مسبقاً بالزيارة وأجندتها، وتحديداً خلال وجود قاآني في بغداد نهاية الشهر الماضي

 

ومن جانبه، كشف المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، في تصريح إلى «الأخبار»، أن موعد زيارة رئيس مجلس الوزراء سيكون خلال الربيع، موضحاً أن «هدفها ترتيب العلاقات الثنائية الاقتصادية والسياسية والثقافية والأمنية، وإنهاء مهمة التحالف الدولي والانتقال إلى علاقة ثنائية فقط». وفي ما يتعلّق بالتهدئة بين الولايات المتحدة والفصائل العراقية، أكد العوادي أن «الاستقرار في العراق وإيقاف الضربات أسهما بشكل مباشر في استكمال الحوار ووضع الجدول الزمني لإنهاء مهمة التحالف الدولي وانسحاب القوات الأجنبية»، مستدركاً بالقول إن «استهداف القواعد العراقية التي يتواجد فيها المستشارون الدوليون ‏ينعكس سلباً على سرعة إنجاز مهمة اللجنة العسكرية العليا وإتمام مهمة إنهاء التحالف الدولي».

وفي السياق نفسه، قال قيادي في «تنسيقية المقاومة»، في حديث إلى «الأخبار»، بعدما طلب عدم ذكر اسمه، إن «إيران لديها عِلم مسبق بالزيارة وأجندتها، وتحديداً بعد زيارة قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، نهاية الشهر الماضي إلى العراق. ورحبت الجمهورية الإسلامية بالزيارة وطلبت من الفصائل التهدئة وخفض التصعيد، خشية انزلاق الأوضاع إلى حرب كبرى». وأضاف القيادي أنّ «التزام الفصائل بعدم التصعيد، جاء بنصيحة من إيران، التي اعتبرت أن ذلك يحمي الفصائل ويجنّبها الخسارة على مستوى القيادات، بخاصة بعد استهداف قيادات مهمة، والوعيد الأميركي بالردّ الصارم عليها». وتابع أن «إيران لا تريد فتح ساحات مواجهة مع الولايات المتحدة لأسباب عدّة»، مشيراً إلى أنّ «ثمّة اتفاقاً على إبقاء حكومة السوداني التي أثارت الأحداث الأمنية خوفاً من انهيارها».

أما الباحث في الشأن السياسي، علي الأعرجي، فرأى أنّ زيارة رئيس الحكومة العراقية المقبلة لواشنطن ستمنحه تأييداً أكبر على الساحة الدولية، مضيفاً أن الزيارة، رغم تأخّرها، «تمثّل طموحاً بالنسبة إلى السوداني، لأنها ستعطيه زخماً كبيراً وفرصة جيدة للحديث عن العلاقة الثنائية والحوار بشأن مصير قوات واشنطن في البلاد». وأشار الأعرجي، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أنّ «هناك رسائلَ يحملها السوداني معه وغالبيتها تتعلّق بالفصائل وهجماتها على مصالح واشنطن وقواتها ومنشآتها طوال المدة الماضية، وربما سيعطي لها تطمينات في هذا الشأن». وأعرب عن اعتقاده بأنّ «ذهاب السوداني إلى الولايات المتحدة سينعكس إيجاباً على صورة حكومته التي تحمّلت كل التحديات، بخاصة الأمنية والسياسية، وأزمة العقوبات الاقتصادية التي يسعى السوداني إلى تسويتها كلياً مقابل الالتزام بكل تعليمات الخزانة الأميركية، والتي تهدف إلى منع تهريب الدولار للدول المجاورة وتحديداً إيران».

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا حلّ لبنانياً قبل نضوج تقاطعات واشنطن الإقليمية

هيام القصيفي     يُنقل عن مسؤولين فرنسيين أنه كلما راجعت باريس واشنطن في شأن تطورات منطقة الشرق الأوسط وحرب غزة، يكون الجواب على شكل ...