قال سكان في العاصمة السودانية الخرطوم إنّ الضربات الجوية والقصف المدفعي تصاعداً بشدة في العاصمة، اليوم الثلاثاء، مع سعي الجيش لطرد قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يحاربها منذ أكثر من شهر.
وذكر شهود أنهم سمعوا أصوات ضربات جوية واشتباكات وانفجارات في جنوب الخرطوم وكان هناك قصف عنيف أثناء الليل في أجزاء من مدينتي بحري وأم درمان المجاورتين.
ويتركز القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة لكنه أثار اضطرابات في أنحاء أخرى من السودان خاصة في إقليم دارفور بغرب البلاد.
وأجبر الصراع نحو 200 ألف شخص على الفرار إلى بلدان مجاورة، وأسفر عن نزوح ما يربو على 700 ألف داخل السودان، مما فجر أزمة إنسانية تنذر بزعزعة استقرار المنطقة.
وفي وقت سابق من اليوم، اتّهمت القوات المسلحة السودانية، قوات الدعم السريع باقتحام مقرات سفارات السعودية والأردن وجنوب السودان والصومال، “في مخالفة لحرمة البعثات الدولية”.
وقالت القوات السودانية، في بيان لها، إنّ قوات الدعم السريع “ما زالت مستمرة في التمادي في انتهاج مسلكها الإرهابي في انتهاك القوانين والأعراف الدولية بما فيها الاعتداء على مقرات البعثات الدبلوماسية بالعاصمة”.
وأضافت أنّ قوات الدعم السريع “اقتحمت يوم أمس مقرات سفارة المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية جنوب السودان والصومال ومقر الملحقية العسكرية للمملكة العربية السعودية، وقامت بإتلاف المستندات وسرقة الأثاثات والسيارات الدبلوماسية في مخالفات غير مسبوقة لحرمة وحماية البعثات الدولية”.
وتسببت المعارك الدائرة في السودان منذ 15 نيسان/أبريل الماضي في مقتل المئات وإصابة آلاف آخرين، بينما دفعت عشرات الآلاف من السودانيين إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر، بينما أجلت العديد من الدول رعاياه من السودان.
وكانت الاشتباكات قد تجددت، الأحد، في مناطق جنوب الخرطوم وفي أم درمان، باستخدام الأسلحة الثقيلة والقصف بالطائرات الحربية. وردّت المضادات الأرضية لقوات الدعم السريع على تلك الهجمات، وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق اتفاق جدة الرامي لحماية المدنيين، مع غياب أي دلائل على استعداد الطرفين – رغم محادثات وقف إطلاق النار في السعودية – لإيقاف المعارك.
واتفق الطرفان في إعلان جدة الذي تم توقيعه بالتعاون مع السعودية والولايات المتحدة على الالتزام بسيادة السودان والحفاظ على وحدته.
كذلك، اتفقا على أنّ مصالح الشعب السوداني وسلامته أولوية رئيسة، وأكّدا الالتزام بحماية المدنيين في جميع الأوقات، وتسهيل المرور الآمن لهم لمغادرة مناطق الأعمال العدائية، إضافةً إلى الامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب بأضرار مدنية، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين.
وتضمن إعلان جدة التزام الطرفين باحترام المرافق الخاصة والعامة كافة وحمايتها، مثل المرافق الطبية ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن الانخراط في عمليات الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين، وعدم اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، إضافةً إلى ضمان عدم استخدام نقاط التفتيش في انتهاك مبدأ حرية تنقل المدنيين.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين