خالد العبود
-طالما أكدنا على أنَّ السويداء معبوثٌ بها، وهناكَ من ارتضى أن يكونَ أداةً في خضمِّ هذا العبثِ الخطيرِ، وطالما التزمتِ الدولةُ من خلالِ مؤسّساتِها صمتْاً مدروساً للغايةِ، مخافةَ أن تكونَ هناك فرصةٌ يستغلّها بعضُ من ارتضوا أن يكونوا بيادقَ استعمالٍ رخيصٍ جدّاً، فيأخذونَ المحافظةَ إلى ما يعملونَ عليه!!..
-الساعاتُ الأخيرةُ تؤكّدُ أنَّ المسألةَ أعمق وأخطر ممّا ظنَّ البعضُ، وتؤكّدُ أنَّ كلَّ من حاولَ تسويقهُ هكذا جماعاتٍ، حولَ إمكانيّةِ المساكنةِ معها، في ظلِّ ما تفعلُهُ، إنّما هو ضربٌ من ضروبِ الاستهتارِ والتمييعِ والمخاطرةِ، ليسَ بأمنِ السويداء وأهلها، وإنّما بأمنِ الدولةِ ومجتمعِ السوريّين جميعاً!!..
-إنَّ ما شهدتْهُ مدينةُ السويداء في السّاعاتِ الأخيرةِ، من تطوّرٍ في العدوانِ على بعضِ مؤسّساتِ الدولةِ، يؤكّدُ على ما كنّا نحذّرُ منهُ، ويؤكّدُ أكثرَ على أنَّ هناك إصراراً على إلحاقِ المدينةِ بحالةِ فوضى عميقةٍ جدّاً، وأنَّ أسبابَ هذهِ الفوضى، ليستْ أسباباً موضوعيّةً داخليّةً، كما حاولَ تسويقَها البعض!!..
-إنَّ ما يحصلَ في السّويداء، ومنذ سنواتٍ عديدةٍ، ليس لهُ علاقةً أبداً، بما تمرُّ به البلادُ من وضعٍ اقتصاديٍّ خانقٍ، يعانيهِ السّوريّون جميعاً، وإنّما هناك ارتباطٌ وثيقٌ جدّاً، معَ مشروعِ فوضى تشتغلُ عليه قوى إقليميّةٌ ودوليّةٌ، لابقاءِ الشريطِ الحدوديِّ السّوريِّ، من أقصى الجنوبِ مع حدودِ فلسطين المحتلةِ، وصولاً إلى أقصى الشمالِ مع العراقِ، شريطاً تحكمهُ الفوضى، منعاً للدولةِ السّوريّةِ ومؤسّساتِها، من الوصولِ إلى هذه المناطق!!..
-إنَّ الفوضى التي تقودُها أجهزةُ استخباراتٍ دوليّةٌ وإقليميّةٌ، بقيادةِ الولاياتِ المتحدةِ، تتطلبُ أن تبقى السّويداء، كما هي القنيطرة ودرعا ودير الزور وصولاً إلى الحسكةِ، محكومةً بحالةٍ من عدمِ الأمنِ والاستقرارِ، إشغالاً للدولةِ، ونيلاً من أهدافِ مؤسّساتِها، في الوصولِ إلى حالةِ استقرارٍ، تمنحُها إمكانيةَ ممارسَةِ وجودِها ودورِها الطبيعيِّ، في أراضيها الدستوريّةِ والوطنيّةِ..
-تعتقدُ هذهِ الولاياتُ المتحدةُ و”إسرائيل”، أنَّ حربَ الفوضى المفتوحةَ على القيادةِ السوريّةِ، في هذا الشريطِ الحدوديِّ الطويلِ، سوفَ تؤمّنُ أكثر من غايةٍ، ومنها:
-منعُ أيّ تواصلٍ مفيدٍ، بين سورية والعراق، يمكن له أن يؤدّيَ إلى التأثيرِ على الوجودِ الأمريكيِّ في القسم الشماليِّ الشرقيِّ من هذا الشريطِ..
-التركيز على الفوضى في الحدود السوريّة الفلسطينيّة، ضغطاً على الرئيسِ الأسد للموافقةِ على العودةِ إلى اتفاقِ “فضِّ القوات” في عام 1974م..
-منع أيّ استقرارٍ مفيدٍ، (يسمحُ بانتشارِ قواتٍ إيرانيّةٍ أو قواتٍ لـ “حزب اللّه”) في مناطق الجنوب!!..
(سيرياهوم نيوز ١-صفحة الكاتب)