تعتبر محافظة طرطوس غنية بمواقعها الأثرية وأوابدها التاريخية بالإضافة إلى موقعها الجغرافي المتميز على ساحل المتوسط، إلى جانب الطبيعة الجبلية الخلابة التي يتميز بها ريفها الساحر وبفضل توافر جميع مقومات السياحتين الثقافية والترفيهية والشاطئية تسعى لأن تصبح قبلة للباحثين عن الأصالة والعراقة وأن تأخذ موقعاً مهماً على خارطة السياحة السورية سواء أكانت لأبناء البلد أم للأجانب، فماذا قدمت وتقدم محافظة طرطوس على صعيد السياحة الداخلية وماذا تخطط للفترة المقبلة على مستوى السياحة الخارجية واستقدام الزوار الأجانب؟.
وهل هي بحق جاهزة أو بالحد الأدنى تستطيع جذب الزوار واستقدامهم لمشاهدة قلاعها وأبراجها وجزيرتها؟.
أعمال الترميم مستمرة..
بداية لنلقي نظرة على أهم ما قامت به دائرة آثار طرطوس خلال العام 2020 لنجد أنها أنجزت أعمال التنقيب الأثري في مواقع قلعة المرقب الأثرية وموقع المنطار الأثري وفي موقع عمريت لما هو مخطط له في ذلك العام وستستكمل أعمال التنقيب الأثري في تلك المواقع بالإضافة إلى أعمال المسح الأثري في منطقة الدريكيش وبانياس لهذا العام.
وأوضح المهندس مروان حسن رئيس دائرة آثار طرطوس بأن المديرية قامت أيضاً بترميم الواجهة البحرية لمبنى دائرة آثار طرطوس واقترحت لهذا العام على صعيد أعمال الهندسة والترميم القيام بالأعمال التالية: صيانة متحف الشيخ صالح العلي في مدينة الشيخ بدر، وأعمال ترميم في برج قلاوون الجنوبي وتأهيل القاعة في قلعة الحصن بالإضافة إلى ترميم البوابة الشرقية لبرج صافيتا ودراسة تدعيم درج قلعة الخوابي وترميم عين بلوزة وأعمال عزل سطح متحف طرطوس (الكتدرائية) بالإضافة إلى أعمال تغطية سقف محرس معبد عمريت ومحرس مدفن عمريت، وأعداد الزائرين متواضعة جداً، ومن بين الأعمال المخطط لها هذا العام دراسة تأهيل قلعة أرواد وتأهيل حديقة متحف طرطوس ودراسة تنفيذ استراحة في موقع عمريت ودراسة تأهيل موقع مدفن طرطوس. ومعظم الخطط السابقة هي قيد التدقيق في المديرية العامة للمتاحف لإعطاء الموازنات المالية المقترحة والمباشرة بها.
وذكر رئيس دائرة آثار طرطوس أن عدد زوار متحف طرطوس خلال العام الماضي بلغ (2061) زائراً ومتحف أرواد (7822) زائراً ومتحف المجاهد الشيخ صالح العلي (3457) زائراً كما بلغ عدد زوار قلعة المرقب (2161) زائراً بمجموع إيرادات بلغ حوالي 2 مليون ليرة.
الكرة في ملعب المالكين..
بدورها تحضر مديرية سياحة طرطوس لملتقى سوق الاستثمار السياحي لهذا العام وأوضح المهندس يزن الشيخ مدير سياحة طرطوس بأن العمل حالياً يتركز على تحضير بعض المواقع في محافظتي اللاذقية وطرطوس خاصة على الشواطئ والبحيرات وتجهيز بعض المواقع في المحافظة في حال كانت خالية من الإشغالات والعوائق ليتم عرضها وتسويقها في سوق الاستثمار.
وبالنسبة للمشاريع التي كانت تسمى فيما مضى (مشاريع متعثرة) والعائدة بملكيتها لجهات خاصة وعامة، بين الشيخ أنه تمت إزالة جميع العوائق التي تعرقل تنفيذها وزارياً ومحلياً (المحافظة) مع تلك الجهات وتم تصديق جميع محاضر تبرير المدة وملاحق العقود، مؤكداً بأن الكرة باتت الآن في ملعب المستثمرين بعد قيام الدولة بما عليها، حيث وصل البناء في أحد هذه المشاريع إلى الطابق العاشر (مشروع فندق أساس) والآخر (الكونكورد) هو قيد إصدار رخصة الإشادة السياحية مع العلم بأن أحد هذه المشاريع المتعثرة هو مشروع مخيم وشاليهات عمريت قد بوشر العمل به أيضاً وتم إصدار رخصة إشادة سياحية معدلة له وأن الأعمال فيه تسير بوتيرة جيدة.
تعطل المنشآت بسبب كورونا..
ويقتصر عمل المكاتب السياحية بطرطوس البالغة 36 مكتباً على تنظيم الرحلات واستقدام الزوار من باقي المحافظات بالتنسيق مع المكاتب السياحية فيها، وهي في مرحلة انتظار تحسن الأحوال لممارسة عملها في استقطاب الزوار الأجانب والعرب عبر التسويق وحضور المهرجانات والتعريف بالمنطقة وتقديم العروض والبرامج.
ورأى مدير السياحة أن وباء كورونا أثر بشكل كبير على عمل المنشآت السياحية منذ آذار في العام الماضي وهذا العام خاصة لجهة تطبيق بروتوكول الإجراءات الاحترازية من الوباء، والهادفة إلى حماية الصحة العامة الذي أدى إلى انخفاض عدد زوار ومرتادي المنشآت السياحية وبالأخص المقاهي والمطاعم، معبراً عن تفاؤله بالفترة المقبلة خاصة مع بداية الموسم السياحي وعودة السياحة الشعبية على الأقل وانتعاش القطاع بشكل عام لما له من أهمية كبيرة في تشغيل عمالة مهمة وإيجاد فرص عمل للخريجين من المعاهد والكليات المتخصصة.
أخيراً بعد القيام بجولة ضمن (طرطوس القديمة) ومتحف طرطوس (الكتدرائية)، يمكن القول إن العناية بالمناطق الأثرية لم تلقَ الاهتمام المطلوب، فهل من المعقول بقاء الجزء القديم من المدينة على هذا الحال من الواقع السيئ وبقاء الإشغالات من السكان وأعمال الترميم التي
يقومون بها حتى لا تنهار على أصحابها. وهذه القضية معروفة باسم قضية الواجهة البحرية التي لم تحل حتى الآن.
بالإضافة إلى جزيرة أرواد وهي الجزيرة الوحيدة على الساحل السوري تفتقر إلى الاهتمام بها وبقلعتها وهي تحتاج إلى الكثير من العمل لتصبح مقصداً سياحياً مهماً ولعل الفترة المقبلة تحمل في طياتها أخباراً مفرحة أو استثمارات (كما سمعنا مراراً) تعيد إليها ألقها ومجدها عبر التاريخ.
علي يحيى صقور
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة أون لاين