آنا عزيز الخضر:
يستحوذ الإبداع على عوالمه المتألقة، تحديداً عندما يقارب الواقع ويأخذ من تجاربه، ليكون قريباً من وجدان المتلقي وعقله، كما هي مشاكله وهمومه، وإلا سيبتعد عن رسالته ودوره، ويفقد معانيه الحقيقية..
هذا ماعالجه الفيلم السوري القصير “لكلّ امرئٍ من اسمه نصيب”. تأليف وإخراج: “مقدام صالح”. إنتاج المؤسسة العامة للسينما..
حول الفيلم، تحدث الفنان “مقدام صالح” قائلاً: “الفيلم تجربة تعمدت فيها أن اكون الكاتب والمخرج بنفس الوقت، وتعمدت أيضاً أن تكون، قصة الفيلم مقتبسة عن قصة حقيقية، كنتُ قد مررتُ بها وشهدتها، ربما بسبب تأثري الشديد بالواقع الذي نعيشه، ويفرض نفسه علينا ليكون المنهل الحقيقي للفن، مادفعني لطرح مشكلة ومعاناة واقعية نعاني منها جميعاً في مجتمعنا، وذلك من خلال الصورة.
أما بالنسبة للعرض، فأنا راض عنه رغم وجود بعض الهنات، من يشاهد الفيلم سيدرك أن العنوان سيتكرر بشكل دائم ضمن فترة المشاهدة، وسيدفع المتلقي للتركيز على التفاصيل الحياتية واليومية التي تعيشها الشخصيات، حيث نكتشف وجهات النظر المتباينة، والتي تتكشف بشكل متسارع… كي يسأل نفسه المتلقي: ماذا لو لم تكن الشخصيات في تلك الظروف…؟؟؟
وقد أردت من خلال العنوان أن أنبه المشاهد، إلى أنه يمكن أن يكون قريباً جداً من الشخصيات، وأستطيع القول إنه من لم يعش ظروف الشخصيات، وخصوصاً شخصية البطل، سوف يجد العنوان نوعاً ما غريباً.
عندما نريد أن نصنع عملاً فنياً متميزاً، فنحن بحاجة إلى البحث والاجتهاد وامتلاك الأدوات. هنا يأتي دور التجربة، فهي ستكون بمثابة العلامة الفارقة في طريقنا، وآمالنا كبيرة نسعى إليها نحو صناعة السينما، على أنها صناعة مهمة تستحق منا الوقوف والتأمل، وتكثيف الجهود، بالإضافة لدراستها من كافة الجوانب، لنتمكن من فهم حقيقتها، وبالتالي القدرة على تسييرها لخدمة أهداف نبيلة تخصنا كمجتمع سوري، متمسكين بطموح نتجاوز به جميع القيود..
أضافت لي هذه التجربة الكثير من الخبرة، وكانت بمثابة ورشة عمل وخطوة حقيقية نحو الافضل، وأتوجه هنا بالشكر للمؤسسة العامة للسينما، التي أتاحت لنا فرصاً لنعيش هذه التجربة، والتي كانت غنية جداً، خصوصاً أن ما دفعني نحو السينما، الرغبة في التغيير، من خلال تجسيد الواقع بشكل موضوعي، فالسينما تساهم بشكل كبير في صياغة الوجدان الشعبي، وصناعة المفاهيم الأجمل والأكثر إيجابية، والتي نسعى إليها من خلال هذه الشاشة العملاقة. وهنا ﻻبد من الذكر بأننا بحاجة إلى الثقافة السينمائية، لكي نصل إلى هدفنا بالشكل السليم..
السينما بحاجة إلى تنشيط الحركة السينمائية وتنشيط دور العرض، كما الإشراف على تنظيم دورات تهتم بالشأن السينمائي في جميع الاتجاهات، وتكوين مكتبة فيلمية ثم وضع خطط وبحوث، حول قيمة السينما وأثرها على الجماهير، وبالتالي دورها المهم في صياغة الهوية.. وللأسف لم نصل بعد إلى هذا المستوى من الثقافة السينمائية، وأتمنى أن نكون في طريقنا إليها، كي تلعب دورها المأمول تجاه المجتمع وقضاياه المختلفة.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة