الشاعر أحمد أسعد الحارة يكتب بعفوية وصدق لأن العاطفة الإنسانية من البنيات المهمة في موهبته إضافة إلى ثقافات واسعة في المعرفة والأدب والمجتمع.
وفي حديث لـ سانا قال الشاعر الحارة إن ما يكتب اليوم من سرد غالباً يقول أكثر مما يوحي ويختلف عن الشعر الحقيقي في جميع أحواله ومظاهره فالشعر يبقى شعراً في كل زمان ومكان منذ القدم إلى يومنا هذا فليس صحيحاً أن نبتكر تعريفا حديثا للشعر لأن الشعر يمتلك مقومات وأسساً ثابتة لا يمكن التخلي عنها ولا يمكن أن نستبدلها بما لا يعبر عن هذا المعنى.
وأشار الحارة إلى ضرورة أن يكون النقد ملتزماً بالتطبيق وبالصدق ولا يجوز أن يكتفي بالتماهي مع أي حالة يجدها مقتصراً على المديح وانعكاس الحالة الحاضرة ومن خلال الالتزام بكل هذه المقومات يصبح بإمكاننا أن نتصدى لما يهددنا ثقافياً واجتماعياً لافتاً إلى ضرورة عدم الاهتمام بجوائز الآخر ما لم تكن ملتزمة بتطلعاتنا صوب التحرر واحترام الانتماء وهذا وجدناه أيضاً بأشكال مختلفة وتسميات متنوعة وإغراءات كثيرة صارت تنعكس على صفحات التواصل الاجتماعي.
ولا بد لنا وفق الشاعر الحارة أن نتصدى لكل من يحاول أن ينال من اللغة العربية حتى ننسى ماضينا ونخلع انتماءنا تضامناً مع الليبرالية الجديدة التي يريدها لنا الغرب.
وأوضح الشاعر الحارة انه على الشعراء والأدباء أن يأخذوا عبرة مما حصل بعد المؤءامرات التي تحاك ضد وطننا داعيا الى الحفاظ على شعرنا وانتمائنا وثقافتنا وعدم الانبهار بالأنوار المصطنعة دون أن ندري إلى أين نذهب فنحن نتعرض إلى أسوأ غزو ثقافي في التاريخ يستجيب له الجاهلون في عصرنا الحديث والذين سيكتشفون خيبتهم.
وقال الحارة.. لا بد لنا من القصيدة الهوية التي تمرحلت عبر آلاف السنين لتصل إلى شكلها الأمثل المتناظر بين طرفي معادلة والتي يجب ألا نتخلى عنها مع الاحتفاظ باحترام كل الثقافات وكل الأشكال التي تؤءدي إلى ثقافة حقيقية وأن نفرق بين الحداثة وما يريده الآخر فكانت في الماضي حداثات في الشعر الأندلسي وفي شعر أبي تمام ولكن لم يحاول أحد من هؤلاء أن ينقض على الهوية والانتماء.
يذكر أن الشاعر أحمد أسعد الحارة شاعر وناقد كتب عنه وترجم له العديد من الكتب وشارك أيضاً في كثير من المؤلفات وصدرت له سلسلة ديوان الحارة والحداثة والحداثة المضادة دراسة نقدية والواجب والممكن في الكلمة ذات الرسالة وغير ذلك كرم تكريمات عديدة ومنح ألقاباً كثيرة.
محمد خالد الخضر
سيريا هوم نيوز _ سانا