سعاد سليمان
ربطات الخبز مرمية فوق الطاولة الطويلة , وعلى أرض المحل بانتظار أصحابها , وأصحابها غائبون !!لا يريدون …. قرروا أن يعيشوا كفاف يومهم بما يقدرون ربما , وربما كرهوا الخبز !!البائع محتار .. وضائع .. مرتبك لا يعرف ماذا يفعل ..الحر الشديد قد يفسد الخبز , يستنجد كما البائع , الذي لا يستطيع بيعه لمن يطلب من الزبائن إلا وفق جدول .. والجدول يعيد صناعة مجراه .. صعوداً !!!ليست أحلاماً , ولا كوابيس تلك التي نعيشها اليوم .. وليتها كذلك .في سوق الخضار .. كلما مررت ببائع لا بد أن تفرك عينيك , وتضرب كفا بكف مستغرباً .. مستنكراً .. مستهجناً .. متفاجئاً … كيلو الموز من الصومال بخمسة آلاف , وكيلو التين من هنا .. كذلك .. من ريف طرطوس !!
الفاصولياء الخضراء , وفي عز موسمها بأربعة آلاف الكيلو , والخيار البلدي ب1800 ل. س فقط !!لن نذكر اللحوم المحرمة اليوم لأسباب لوجستية !!!
أما الملابس فقطعة من الملابس الداخلية بعشرة آلاف , وكانت بأقل من الألف ..وبقية القطع بعدة أضعاف!!
في جولة على السوق .. تفرح حين تعلم أن للتجارة الداخلية , وحماية المستهلك مركزا لبيع الملابس .. ولن تطل الفرحة .. بل يا فرحة لن تتم ..الأسعار مثل السوق .. وقد تجد في السوق من يريد تصريف انتاجه , فيضغط على أعصابه , وأخلاقه فينادي معلنا عن تصفية .. كسر أسعار .. وهكذا ..لكن .. هنا لا دخل للموظف بالسعر المعلن , ومثال : أتفه بيجاما صيفية لطفل بعمر السنة ب28 ألف ل.س فقط ..خلاصة القول : المواطن اليوم في واد , وحماية المستهلك في واد .. والاسعار فوق قمم الجبال .. والكل يصيح , والأقوى من يصل صوته .. والأهم .. أن لا أحد يسمع , أو يرى .. ولا قوي اليوم .. كلنا ضعفاء أمام شدة الظلم , وشدة البأس .
(سيرياهوم نيوز6-8-2021)