د. بسام الخالد
لنفترض أن العرب تمكنوا من السيطرة على وسائل الإعلام الأمريكية، ولنفترض أنهم هيمنوا على شبكات التلفزة الفيدرالية، بما تبثه من أخبار وبرامج، ولنتصور أنهم كانوا أكثر المالكين لهذه الشبكات في الولايات المتحدة، وأن ثقافتهم وأفكارهم تدخل إلى كل بيت أمريكي، عندها ماذا سيحدث؟!
ستدّعي أي وسيلة إعلام أمريكية، لا تلقى الدعم العربي أن هذه الهيمنة العربية تهدد أمريكا وربما يُصدر الكونغرس الأمريكي تشريعاً بفك القبضة العربية عن وسائل الإعلام بحجة تعطيل الديمقراطية وسيطرة وجهة نظر واحدة على الإعلام الأمريكي، هي وجهة النظر العربية، بل قد يغضب منظرّو السياسة الأمريكية لسيطرة – غير الأمريكيين – على العقل الأمريكي!!
تصوروا أن مجلات ” تايم” و” نيوزويك” و” نيويورك تايمز” و “الواشنطن بوست” وشبكات مثل ” يو إس نيوز” وCNN.. تحت القبضة العربية المُحكَمة، ولنتصور أن العرب والمسلمين يسيطرون على صناعة السينما في هوليود وعلى دور النشر الأمريكية وأنهم يملكون ثروات هائلة في المصارف ويهيمنون على الجامعات والحكومة والقضاء، وأن لديهم ” لوبي” قوي جداً في واشنطن وهم يموّلون الحزبين الديمقراطي والجمهوري.. ولنفترض أن أحد العرب الأوفياء لـ (عروبته) كان على رأس مجلس الأمن القومي الأمريكي، فكيف سيكون خطر ذلك على أمريكا؟!
لو أفاق الأمريكيون ذات صباح ليجدوا أسماء عربية مكتوبة على جميع شارات البرامج التلفزيونية و”الأفيشات” السينمائية وفي عناوين صحفهم ومجلاتهم وعلى صفحات كتبهم، فإن الملايين سوف يصرخون: ” لقد تم الاستيلاء علينا”؟!
هذا حدث فعلاً في أمريكا.. لكن على أيدي اليهود الصهاينة.. أما العرب فما زالوا يغطون بنومهم العميق!
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز3)