آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » القانون الدولي الإنساني يحتضر أمام شهداء وركام غزة

القانون الدولي الإنساني يحتضر أمام شهداء وركام غزة

“بيت السعادة.. اللطيف الحلو.. بيت الأحلام”، عبارة كتبتها الطفلة الفلسطينية ريماس على جدار منزلها في جباليا شمال قطاع غزة، هي كل ما تبقى من المنزل الذي حوله الاحتلال الإسرائيلي مع منازل أخرى إلى ركام.. ست قنابل زنة الواحدة منها طن واحد.. كانت كفيلة بمسح حي بأكمله بسكانه، ليتحول إلى حفرة من الجثث.. الجميع أشلاء.. الصراخ يملأ المكان، بينما يتشارك أهالي جباليا وطواقم الإنقاذ، العمل على انتشال جثامين الشهداء وإنقاذ الجرحى من تحت الركام.

تجتهدالمنظمات الدولية بوضع قوانين تهدف للحد من آثار الحروب وحماية الإنسان وشعارات تؤيد حقوقه، وعندما تحين لحظة الحقيقة تبقى هذه القوانين والشعارات حبراً على ورق، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني المنكوب، حيث يقف المجتمع الدولي عاجزاً أمام وحشية الاحتلال وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحقه، ليقتصر دوره على بيانات شجب واستنكار لا تعني شيئاً لمن يقتل قصفاً أو جوعاً أو عطشاً أو لعدم حصوله على حبة دواء، والسؤال إلى متى تكتفي المنظمات الدولية بتوصيف الحال، وإطلاق عبارات الجحيم والمقبرة الجماعية على قطاع غزة، فيما يقتل فلسطيني أو يصاب في كل دقيقة.

مجزرة جديدة للاحتلال في جباليا ارتكبها أمس، راح ضحيتها المئات بين شهيد وجريح، فيما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن عدد الشهداء يفوق الـ 400، وقد يتجاوز عدد ضحايا مجزرة مستشفى المعمداني التي ارتكبها الاحتلال في الـ 17 من تشرين الأول الماضي، واستشهد فيها 471 فلسطينياً وأصيب المئات، نظراً لوجود أعداد كبيرة تحت أنقاض المنازل المدمرة.

الاحتلال قصف بالطيران بناءً سكنياً وسط مخيم جباليا، ما أدى إلى تدميره مع 20 منزلاً محيطاً به مكتظة بالسكان، ليمسح القصف مربعاً سكنياً ويبيده بالكامل، حيث لم يتمكن الأطباء من إحصاء عدد الشهداء والجرحى، وتمت معاينة إصابات بحروق وتشوهات كبيرة ومروعة، ووصلت العديد من الجثامين أشلاء مقطعة.

وبعد أقل من 24 ساعة ارتكب الاحتلال مجزرة ثانية في جباليا، مستهدفاً بالقنابل تجمعاً سكنياً، ما أدى إلى استشهاد أعداد كبيرة، معظمهم لا يزالون تحت الأنقاض، ليرتفع عدد مجازره في جباليا ومخيمها إلى أكثر من 15 منذ بدء عدوانه على القطاع في السابع من الشهر الماضي.

سورية أكدت أن كيان الاحتلال الذي يرتكب عشرات المجازر في كل يوم، من خلال اتباعه سياسة الأرض المحروقة في قطاع غزة، يظهر وجهه الفاشي مدعوماً من أعداء الإنسانية في الولايات المتحدة والدول الغربية، الذين يشجعونه على تصعيد جرائمه التي تجهز في كل يوم على القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وعلى حقوق الإنسان التي تتبجح بها الدول الغربية، ما يفضح سياسات هذه الدول التي تؤيد قتل الفلسطينيين، وكل من يطالب باحترام حقوقهم الإنسانية الأساسية.

 

مجازر الاحتلال المروعة دفعت بوليفيا إلى قطع علاقاتها مع كيان الاحتلال احتجاجاً على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين، كما أعلنت كولومبيا وتشيلي سحب سفيريهما لدى الاحتلال، الأمر الذي اعتبرته المقاومة الفلسطينية موقفاً مشرفاً في سجل تلك الدول التي ترفض العدوان وتنتصر لعدالة القضية وحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير، داعية كل دول العالم وخاصة العربية والإسلامية المطبعة مع الاحتلال الصهيوني، إلى سحب سفرائها وقطع علاقاتها مع هذا الكيان النازي الفاشي، قاتل الأطفال والنساء، كما رحبت الخارجية الفلسطينية بمواقف هذه الدول، معربة عن الأمل بأن تحذو بقية الدول حذوها، في مراجعة علاقاتها مع الاحتلال الذي يرتكب أمام العالم المجازر وجرائم الإبادة الجماعية، بحق الشعب الفلسطيني

واحتجاجاً على طريقة تعامل الهيئات الأممية مع العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلن مدير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في نيويورك كريغ مخيبر استقالته، مؤكداً أن ما يحدث في غزة إبادة جماعية، والأمم المتحدة عاجزة عن وقفها، وهيئات رئيسية فيها استسلمت للولايات المتحدة و”إسرائيل”.

 

وقال مخيبر: المشروع الاستعماري الأوروبي دخل المرحلة النهائية لتدمير بقايا الحياة الفلسطينية الأصلية، في الوقت الذي تقوم فيه أجزاء من الأمم المتحدة على أعلى المستويات بحني رؤوسها بشكل مخز، مهمتنا أن نجعل صوتنا مسموعاً، من الأمين العام إلى أحدث موظف في الأمم المتحدة، وأفقياً عبر منظومة الأمم المتحدة الأوسع، مع الإصرار على أن حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني ليست موضع نقاش أو تفاوض أو تسويات في أي مكان تحت العلم الأزرق، مبيناً أن الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى ليست في الواقع بمثابة وسطاء ذوي مصداقية، بل هي أطراف حقيقية في الصراع، متواطئة مع “إسرائيل” على انتهاك الحقوق الفلسطينية، ويجب إشراكهم على هذا الأساس.

 

نحو 1000 مجزرة ارتكبها الاحتلال خلال 26 يوماً فقط هي أيام عدوانه الحالي على قطاع غزة المحاصر، تضاف إلى آلاف المجازر التي نفذها منذ زرعته الدول الاستعمارية الغربية على أرض فلسطين، لم تحرك ضمير العالم رغم سطوع الحق الفلسطيني كالشمس، جراء وضع الأمم المتحدة ميثاقها وقراراتها التي تحفظ الحق الفلسطيني في ثلاجة المنظمة الدولية، مانحة الاحتلال الإسرائيلي تفويضاً مفتوحاً بالقتل، فيما يحتضر القانون الدولي الإنساني، أمام شهداء وركام غزة العصية على كل مخططات الاحتلال.

جمعة الجاسم -عاليا عيسى

سيرياهوم نيوز 3_سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الغضب يجتاح إسرائيل.. الآلاف من الإسرائيليين ينزلون للشوارع للمطالبة بانتخابات مبكرة وإبرام صفقة تبادل مع “حماس”

تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين، السبت، في عدة مدن منها تل أبيب وحيفا، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة “حماس”، وإسقاط الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، ...