الأب حسن سليمان الطبرة:
إنّ الشيء الملحّ لبلورة النشاطات الهادفة إلى تعميق الرؤى السليمة في المجتمع هو العثور على طرائق مناسبة لممارسة هذه النشاطات وتفعيلها بهدف بثّ دينامية جديدة تمكّن الطلائع التثقيفية والتربوية للمجتمع من أن تلبي بطريقة ملائمة الطموحات الهادفة إلى بث روح سليمة على الصعد التربوية والثقافية والاجتماعية للمجتمع من دون أن تحوّل ظروف العصر البصر عن الهدف الأخير والنبيل، وذلك بأن الظروف الاجتماعية والثقافية يجب ألا تدفعنا وحدها إلى ما لابدّ منه من تجدّد مجتمعي، بل ما يجب أن يتوقّد في قلبنا من محبة للمجتمع بكلّ شرائحه، وتصميم أكيد على النهوض به في كلّ مناحي الحياة، واضعين نصب أعيننا الهدف السامي الذي هو «سلامة وتقدّم المجتمع في كل مناحي الحياة».
في هذا الإطار تجد الخدمة الوطنية والإنسانية للمجتمع محلها المناسب لتجذب كل الأطر الفاعلة في كل الاختصاصات المطلوبة وتجنيدها علمياً في خدمة وتطوّر وتقدّم المجتمع الذي اعترضته وتعترضه وستعترضه عقبات كثيرة.
ذلك يتطلب من هذه القوى عيش قولها عملاً لتكون المثال المحتذى في التصرف والسلوك والعمل لتستطيع المحافظة على اللبنات التي بنتها الأجيال الوطنية والسابقة وتدعيم هذه اللبنات وفولذتها لتتمكن من تحمّل بناء لبنات جديدة مجتمعية وتربوية وإنسانية تستند إلى موروث مجتمعي غني أدى دوره في قيام وتقدّم المجتمع المطلوب منّا تدعيمه وفولذته والنهوض به بما يلائم متطلّبات العصر والواقع لنتمكن من مواكبة التقدّم العالمي في كل مناحي الحياة.
ذلك يحتاج حسن التصرّف والإخلاص للمبادئ والأفكار المراد تعميقها وبثّها مجتمعياً من خلال قيادة ذاتية نابعة من حياة صادقة ومحبة تعكس محبة الله للإنسان وإرشاد مستند إلى فكر نيّر وعمل دؤوب وكلام مفيد تقوم به طليعة مجتمعية تتحلى بالصمت والتواضع ونكران الذات والغيرة على العمل الصالح والحزم ضدّ كلّ رذيلة مجتمعية واستئصالها من جذورها.
سيرياهوم نيوز 6 – تشرين