آخر الأخبار
الرئيسية » السياحة و التاريخ » العراق.. فذلكة التسمية

العراق.. فذلكة التسمية

 

داود ابو شقرة

عَرَفَ العربُ (العراق) بتسميات عدة، منها ما اندثر، ومنها ما استمر، ولعل المصطلح الأكثر شهرة هو “بلاد الرافدين” أي: النهرين الكبيرين: دجلة والفرات. لكن كلمة (عراق) لها مدلول طبيعي.
وأرض العراق للناظر من أعلى كثير الأنهار والروافد المنحدرة من جبال طوروس، وجبال زغروس أيضا، وهي تبدو كالعروق في الجسد. وأسمت العرب على التشبه عروق الماء تشبيها بعروق الجسد البادية تحت الجلد. وكذلك يطلقون على مسارب المياه تحت الارض مصطلح “عروق الماء” في عملية بحثهم عن مواقع حفر الٱبار. وبلاد الرافدين تحفل بمثل هذه العروق لسببين أيضا:
١_ أنها منطقة غمر ومنخفضة، لذلك تكثر فيه الأهوار.
٢_ لم تنقطع عنها المياه من فجر الخليقة، وخاصة من المرتفعات المحيطة بها من كل جانب عدا الجنوب الشرقي، حيث يتشكل هناك (شط العرب).
وكانت العرب قديما تطلق عليها تعبير “سواد العراق” مما يؤكد أن الكلمة مشتقة من أساس طبيعي، وذلك للتميز بين المناطق الخضراء في العراق، وما بين صحارى العراق.
فكلمة (سواد) لدى العرب تعني الأرض الخضراء كثيفة الشجر. وذلك لسببين: السبب الأول أن تربتها خصبة (سواد), والثاني أنها تبدو من بعيد سوداء أكثر مما تبدو خضراء.
وذهب باحثون في اتجاهات متعددة في تفسير مصدر (عراق)، فمنهم من اعتبر أنها منحدرة من (إيقار)، والبعض من (أوروك)، أو من (الورقاء) كثير الورق، أي: اوراق الشجر.
بمعنى عدنا إلى المعنى الأول.
ولكن غاب عن بال كثير من الباحثين أن ينتبهوا ألى أن اللغات القديمة تطورت من الدلالة ذاتها وبالتالي فهي تملك جذورا مشتركة للكلمات.

وإليكم بعض ما فسره بعض الباحثين عن أصل كلمة “عراق”:
اختلفت الاراء حول تلك التسمية، فمنهم من يرى ان الكلمة تعود لأصول عربية، و منهم من يعتقد انها فارسية.
و يرى البعض الآخر انها قد تعود بجذورها الى بعض التسميات العراقية القديمة:
فقد ورد في النصوص المسمارية لفظ “اوروك” او “اونوك”، و هو الاسم الذي كان يطلق على المدينة السومرية الشهيرة “الوركاء” ، و تعني المستوطن.
كذلك قد ورد من العهد الكاشي الذي كان في منتصف الالف الثاني قبل الميلاد ان بلاد الرافدين كانت تسمى “اقليم أريقا”، و ربما قد جاءت التسمية منه.
على صعيد آخر، استُخدم مصطلح “ميزوبوتاميا” من قبل الكتّاب اليونان و الرومان في القرن الرابع قبل الميلاد للدلالة على المنطقة الواقعة بين نهريّ دجلة و الفرات حتى حدود بغداد جنوباً.

نلاحظ ان لفظ كل من أوروك و أريقا قريبة من لفظ عراق.

لقد شاع استخدام تسمية العراق منذ القرن الخامس والسادس الميلادي للدلالة على القسم الشمالي من العراق الحديث، ثم توسعت الدلالة اللفظية لتشمل كذلك القسم الوسطي و الجنوبي منه.
لذلك فان تسمية “العراق” هي ادق التسميات المذكورة للدلالة على المنطقة التي نشأت وازدهرت فيها الحضارات العراقية القديمة ، السومرية و الاكادية و البابلية و الآشورية.

المصادر: ١.القانون في العراق القديم، الدكتور عامر سليمان
٢.مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، الاستاذ طه باقر


(سيرياهوم نيوز4-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

استكشاف الأردن: قائمة بأماكن الربيع المثالية للرحلات العائلية

مع بداية فصل الربيع، تتحول الأجواء في الأردن إلى مزيج من الجمال الطبيعي والأنشطة الترفيهية المثيرة، مما يجعلها وجهة مثالية للرحلات العائلية. إذا كنت تبحث عن ...