قالت وزارة الخارجية العراقية إن العراق والولايات المتحدة اتفقا على تشكيل لجنة لبدء محادثات حول مستقبل التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق بهدف وضع جدول زمني للانسحاب التدريجي للقوات وإنهاء التحالف.
وقالت الوزارة في بيان: “إيفاء بالتزاماتها الوطنية وتماشيا مع تنامي قدرة القوات العراقية وكفاءتها، تعلن الحكومة العراقية بالاتفاق مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عن نجاح جولات التفاوض المستمرة بين الجانبين التي بدأت منذ أغسطس/ آب 2023 وانتهائها إلى ضرورة إطلاق اللجنة العسكرية العليا (HMC) على مستوى مجاميع العمل لتقييم تهديد داعش (تنظيم إرهابي محظور في روسيا) وخطره، والمتطلبات الظرفية والعملياتية وتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية، وذلك لصياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لمستشاريه على الأرض العراقية وإنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد داعش”.
وأضاف البيان: “الاتفاق يتضمن الانتقال إلى علاقات ثنائية شاملة مع دول التحالف سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية وعسكرية تتسق مع رؤية الحكومة العراقية ونخص بالذكر اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي تنظم العلاقات الشاملة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية وتعكس الرغبة المشتركة في التعاون بين الجانبين بما يحقق مصالح البلدين ويسهم بتعزيز دور العراق الإقليمي والدولي بما يليق بمكانته التاريخية وبناء أفضل العلاقات مع المجتمع الدولي خدمة لمصالح الشعب العراقي وتطلعاته”.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن بيان الخارجية أن الجانبين أعربا عن “دعم أعمال اللجنة وتسهيل مهامها والامتناع عن كل ما يعرقل أو يؤخر عملها فإن الحفاظ على مسار أعمال اللجنة ونجاحها في تحقيق مهمتها يعد مصلحة وطنية إضافة إلى أنه يسهم في الحفاظ على استقرار العراق والمنطقة”.
وأشارت الخارجية إلى أن “الحكومة دعت إلى عدم توقف أو تعثر أو انقطاع أعمال هذه اللجنة، والعمل على تجنب العبث باستقرار العراق لتحقيق أهداف خاصة”.
وأكد ت الخارجية أن “العراق يجدد التزامه بسلامة مستشاري التحالف الدولي في أثناء مدة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد، كما تؤكد الحكومة ترحيبها بهذا الاتفاق وتعده جزءا من وفائها بتأدية البرنامج الحكومي والتعهدات التي التزمت بها أمام الشعب”.
ومن جهة اخرى أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس خلال زيارة رسمية الى العراق أن الهجمات التي تستهدف القوات الأجنبية التابعة للتحالف الدولي المناهض للجهاديين الذي تشارك بلاده فيه بقيادة واشنطن “يجب أن تتوقف”.
وقال الوزير الإسباني خلال مؤتمر صحافي في بغداد مع نظيره العراقي فؤاد حسين “نحن هنا بناء على طلب الحكومة العراقية وسنغادر عندما تنظر الحكومة العراقية في ذلك”. وأضاف “من الضروري تجنب اتساع الأزمة في غزة”، القطاع الفلسطيني الذي يشهد حربا مدمرة بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس.
تكثّفت الهجمات التي تستهدف القوّات الأميركيّة وقوّات التحالف الدولي في العراق وسوريا بعد بدء الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية الإسلاميّة داخل الدولة العبريّة في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر.
وتعرّضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 150 هجوماً منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، وفقاً للبنتاغون.
وشدد ألباريس على أن “الهجمات ضد القوات الأجنبية يجب أن تتوقف. … أريد أن أحيي جهود الحكومة العراقية لحماية قواتنا المنتشرة هنا لدعم الحرب ضد الإرهاب”، مذكراً بأن الجيش الإسباني يشارك في برامج “تعزيز قدرات قوات الأمن العراقية”.
أعلنت “المقاومة الاسلامية في العراق” وهي ائتلاف فصائل مسلّحة موالية لإيران، في بيان مسؤوليتها عن “هجومين منفصلين على قاعدة عين الاسد المحتلة غرب العراق، بالطيران المسيّر … ردّاً على مجازر الكيان الصهيوني بحقّ أهلنا في غزّة”.
وخوفا من التصعيد، تطالب الحكومة العراقية برحيل التحالف الدولي، وتدعو إلى إطلاق مباحثات لتحديد خارطة طريق وجدول زمني ينظم هذا الانسحاب.
ورغم الدعوات لوقف إطلاق النار، إلا أن الحرب في قطاع غزة مستمرة، ويرافقها التصعيد الإقليمي.
وشدد ألباريس على أنه “يجب اعتماد وقف إطلاق نار دائم على الفور للتخفيف من معاناة المدنيين” في غزة.
وتحدث عن “توافق” بين 88 دولة، أبرزها الأوروبية والعربية، على تنظيم “مؤتمر دولي للسلام مع كافة الأطراف، من أجل تنفيذ حل الدولتين”.
وشدد قائلا “نحن بحاجة إلى دولة فلسطينية”، علمًا أن الحكومة الإسرائيلية ترفض مناقشة مثل هذا الحل.
من جانبه، شكر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إسبانيا ودول أوروبية أخرى “تعمل من أجل إنهاء الحرب وإرسال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم