ثناء عليان
“العنف الأسري وأثره على التحصيل العلمي للأبناء” كان عنوان المحاضرة التي ألقاها الموجه الاختصاصي للإرشاد النفسي شادي واصل، في “ثقافي” بانياس تحدث خلالها عن أبرز مخاطر العنف الذي يمارس في إطار الأسرة، وخاصة بين الأب والأم، ولأسباب عديدة مرتبطة بمستوى الوعي والظروف الاقتصادية والبيئة الاجتماعية.
ويُعرف العنف الأسري -حسب واصل- بالعنف المنزلي أو العنف الداخلي، وهو ظاهرة سلبية غير إنسانية يتجلّى فيها نمط سلوك المعتدي بمحاولة فرض سلطته وسيطرته داخل النطاق الأسري، وذلك بالإساءة بشتى الطرق والأفعال الجسدية، أو الجنسية، أو العاطفية، أو النفسية، وإتباع أساليب وسلوكيات مختلفة تتمثل بالتعنيف، والتخويف، والإذلال، وحتى التجريح النفسي والجسدي.
وأكد المحاضر أن العنف الأسري يترك أثراً سلبياً واضحاً على الصعيد الاجتماعي والنفسي والتعليمي والصحي للضحية، وقد يشمل مختلف أفراد الأسرة سواء الصغار منهم ام الشباب، أو حتى أحد الزوجين، وعادةً ما يكون التعنيف الأسري في النطاق المنزلي مستتراً، إلا أن تصاعد وتيرة أحداثه قد يذهب فيه إلى منحى التحقيق والعقاب القضائي والإنساني، وخاصةً عندما ينتهي بإصابات جسيمة أو ينتهي بحالات وفاة.
ولفت إلى أن العنف الأسري يؤثر في التحصيل الدراسي بشكل مباشر، وتنتج عنهُ مجموعةٌ من الآثار السلبية، كتراجع المستوى الدراسي عند الطالب؛ بسبب عدم قدرتهِ على حضور الحصص الدراسية، مشيراً إلى أن هناك دراسات أُجريت مؤخراً على مجموعة من الأفراد الذين يتعرضون للعنف الأسري، أظهرت أن التعنيف الأسري من شأنه أن يعمل على تعطيل المسارات الطبيعية للنمو، وأن الصدمة والتأثير السلبي المتراكم الذي يحظى به الفرد المعنّف أسرياً قد يغيرا التنظيم الهيكلي لدماغه، ويؤثر في قدراته السلوكية والعقلية، فيتأثر بذلك مستواه الدراسي، كما أكدت الدراسات أن التعنيف الأسري من شأنه أيضاً أن يؤثر سلباً على القدرات المعرفية لكل من الأطفال والمراهقين والشباب على حدٍ سواء، فكان أداؤهم في مهارة القراءة وتحصيلهم في مادة الرياضيات أسوأ بكثير من أقرانهم الأسوياء نفسياً وغير المعنفين.
وأكد واصل أن الفشل في التحصيل الدراسي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بسلوكيات التغيب عن المدرسة أو الهروب منها، حسب دراسات المحللين النفسيين لحالات الأطفال المعنفين، التي بينت أن النسبة الراجحة للطلاب والطالبات الذين يتغيبون باستمرار أو سبق لهم وأن تسربوا من المدرسة، كان العنف الأسري واضحاً سواءً في مرحلة حياتهم الحالية، أو حتى في مرحلة الطفولة.
وعن علامات العنف الأسري قال واصل: يعبّر العنف الأسري عن سلسلة مستمرة من السلوكيات السلبية تجاه الفرد، ويشمل أساليب متعددة من الأذى والتخويف والتعنيف والسيطرة،
ومن الجدير بالذكر أن الاعتداء الأسري يتمثل بعلامات وصور عديدة قد لا يسعنا حصرها بسهولة، نذكر بعضها:كالتهديد بإيذاء الفرد بأي صورة من صور الأذى، والتعمد بجرح مشاعره من خلال تجريحه والسخرية من مهاراته، أو شكل جسده، أو هويته، أو خلفيته الفكرية، أو تحطيم ورمي الأشياء عليه بهدف الإيذاء، واستخدام الأسلحة الحادة، أو إيذاء الفرد جسدياً عن طريق ضربه أو خنقه، أ
والإهمال المتعمد لأفراد يحتاجون الرعاية الجسدية مثل إهمال رعاية طفل رضيع أو مُسن أو ذوي الإعاقة والكشف عن الأسرار الزوجية، بما في ذلك التهديد بنشر صور أو معلومات خاصة بهدف الترهيب والتخويف وفرض السيطرة، والتزويج القسري، أخذ أموال الفرد بالإكراه، أو حرمانه من الحصول عليها، أو سرقة وبيع ممتلكاته الشخصية من دون علمه.
(سيرياهوم نيوز3-تشرين14-5-2022)