بقلم عبد القادر الخليل الفنان والباحث التشكيلي السوري
تتميز منجزات الفنان التشكيلي السوري محمد هدلا بعدد من الاتجاهات الفنية، وليست اتجاهات معزولة في منجزات منفردة، بل يستخدم اساليب مختلفة بنفس اللوحة. وهذا لا يعرفه كل متلقي لمنجزات الفنان محمد هدلا بل وكانه يرسم لوحات ليشاهدها النقاد قبل الجمهور. وأقصد بهذا في استخدام الواقعية والتعبيرية والتجريد الغنائي في نفس اللوحة ضمن إطار رومانسي وسريالي. إنه يعتمد على تجسيد الأحلام الواقعية. لكن يعرف أن مضمون الرسالة يبقى حلم. وأنه يرسم أشكال من الواقع لكن يصعب الوصول اليها. يجسد المرأة في حالات انفرادية وتأملات اقرب الى الحلم. وهذا معنى الواقع، بينما نرى تجسيده للمدينة ضمن أسلوب تجريدي سريالي.
الواقعية أو الطبيعية. من ناحية اخرى، هي حركة فنية تطورت في القرن التاسع عشر كرد فعل للتصنيع والتغيرات الإجتماعية. يسعى الفنان محمد هدلا هنا الى تمثيل الواقع والمجتمع والمشاكل الإنسانية والصور المخلصة للحياة اليومية. على عكس الواقعية الوهمية التي لم يكن هدفها بالضرورة تحقيق تمثيل بصري واقعي للغاية، بل نقل رؤية أعمق وأكثر إنتقادأ للواقع.
بينما يجيد الفنان محمد هدلا تجسيد الواقعية الوهمية، والذي هو مصطلح يُستخدم لوصف أسلوب فني يتميز بقدرة الفنان على خلق أوهام للواقع في أعماله. في هذا النهج، يتم التركيز على الدقة التقنية وتحقيق تمثيل مرئي واقعي للغاية. يسعى هذا النمط عند فنان الوهم على التقاط أدق التفاصيل وتحقيق تاثير الواقعية، مما يجعل لوحاته او محتوياته تشبه الواقع إلى حد كبير
من ناحية ثانية اجد أهمية التعبيرية في أسلوب الفنان محمد هدلا. و كان للتعبيرية تأثير كبير على عالم الفن. لقد مهدت الطريق لحركات فنية حداثية أخرى مثل التعبيرية التجريدية والسريالية. أثرت التعبيرية أيضآ على وسائل الإعلام الأخرى مثل الأدب والمسرح وغيرهم.
إن تركيز التعبيرية على التعبير العاطفي والتجربة الذاتية كان له أيضا تاثير دائم على الفن المعاصر. ولها دور كبير في مفهومية منجزات الفنان محمد هدلا. ويستخدمها الفنان هنا كجسر الصلة بين الواقعية في البعد الأول والتجريد التعبيري في البعد الثاني والثالث. هنا تظهر قدرة الفنان على خلق مواضيع مختلفة ، لكن متضامنة في نقل الرسالة.
تتميز التعبيرية ايضا على التجربة الفردية بدلآ من محاولة التقاط الواقع الموضوعي، غالبا ما يتضمن هذا تصوير مشاهد من الحياة اليومية بطريقة شخصية للغاية وخاصة ، مع التركيز على استجابة الفنان محمد هدلا في تحميل العاطفية للموضوع.
قام الفنان محمد هدلا في عمله بالتحقيق في قصيدة الاندماجية، والبعد الغنائي، والايماءة المحمومة ، التي تدرك بالرسم التجريدي مع إشارة رمزية مخبأة خلف ضربات الفرشاة الدافئة والملونة، لقد كان تعبيريآ بالفطرة.، وقد عكس في لوحاته طريقة الشعور والتفكير وعبر بطريقة ما عن تطور فن القرن الذي يعيشه، وهو دائما مخلصا لنفسه ويتبع إيقاعه دون ان يدير ظهره للطليعة. في لوحاته أعطى أهمية كبيرة لضربات الفرشاة، و الأنسجة والألوان الزاهية المتراكبة.
يسعى اسلوب الفنان محمد هدلا الى التقاط حقائق جديدة للحياة والعمل والترفيه للاشخاص الذين أصبحوا الآن من سكان المدن: ويتم تقدير موضوعات مثل المناظر الطبيعية السكنية والمشاهد الريفية مع العناصر الحديثة والتقدم التكنولوجي.
بهذه الطريقة يمكن للمرء ان يعتقد أن الاسلوب ليس أكثر من شكل تصويري وصفي ، ولكن هذا البديل من الواقعية يذهب إلى ابعد من ذلك بكثير، وإحدى خصائصه الأساسية هي ان الموضوع مشبع بهلالة قوية من الكآبة والحنين والعزلة، وبهذا المعنى يمثل منظورا اجتماعيا نقديأ، وكأنه يتساءل؟

(اخبار سوريا الوطن١-صفحة الفنان)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
