ديب علي حسن:
انتهت منذ أيام فعاليات معرض مكتبة الأسد للكتاب السوري , وقد لاحظ المتابعون أن ثمة إقبالا كان جيدا على بعض أجنحة الدور التي تقدم كتابا جيدا وبسعر مناسب , ولاسيما الهيئة العامة السورية للكتاب واتحاد الكتاب العرب , ونسبة الحسومات في هاتين المؤسستين تصل الخمسين بالمئة مع الحفاظ على الأسعار القديمة التي كانت وقت الطباعة , ولا نتحدث عن الأسعار الجديدة التي ايضا حلقت عاليا ضمن هاتين المؤسستين , مع مراعاة نسبة الحسم , وهذا نتيجة عوامل طبيعية معروفة تتعلق بصناعة الكتاب ومستلزماتها.
بكل الأحوال لم نصل بعد إلى الأرقام الحقيقية حول الإقبال على اقتناء الكتب في موسم الكتاب السوري , ولكن المؤشرات الأولية تشي أنه إقبال غير جيد , ويتراجع باستمرار لأسباب كثيرة , ربما احدها ارتفاع التكاليف , والبحث عن لقمة العيش وغير ذلك , ولكن هذا ليس سببا اساسيا أبدا , ولايمكن لي كقارىء ومتابع أن أقتنع به , لأني شاهد على الكثير من الوقائع التي تجري امامنا جميعا.
ينفق أحدنا اكثر من عشرين الفا على ( التواصل عبر الفيسبوك وتوابعه ) وينفق أكثر على أمور أخرى كثيرة لاقيمة لها , ولكنه لايكلف نفسه ادخار جزء من مبلغ ما لشراء كتاب , لندع هذا جانبا , فالناس أحرار بما يشتهون وما يتوجهون إليه, في كل مؤسساتنا الحكومية , وعلى رأسها المدارس والجامعات , مكتبات مهمة , لاأدري إن كانت ماتزال تجدد مقتنياتها ولو بالحد الأدنى (لا أظن )
ترى من يرتاد هذه المكتبات , من يستعير كتابا , هل بإحصائية حول ذلك , في مؤسستنا حيث نعمل مكتبة غنية جدا فيها آلاف الكتب الفكرية والأدبية والتخصصية.. لكن , لكن ..
ربما يقول أحد ما : إنه الكتاب الالكتروني وقد سحب البساط من الورق , هذا صحيح إلى حد ما , ولكنها الحجة التي يراد الباطل تماما , والدليل على ذلك من العالم الغربي الذي لست معجبا به , لكني أحترم من فيه لأنهم يقرؤون ويعملون , بغض النظر عما يقومون به ..
لغة الأرقام (73 )مليون نسخة كتب
بلغة الأرقام والوقائع , كما ورد في دراسة أعدها محمد الادريسي, ونشرتها مجلة الدوحة العدد -179- 2022م أي هذا الشهر يقول: (من المتوقع أن يقارب رقم معاملات قطاع الكتب والدوريات بفرنسا حوالي 18 مليار دولار سنة 2022م , يحتل فيها قطاع النشر الآداب والفنون والإنسانيات لوحده أزيد من 3 ملايين دولار , وعليه كما يضيف يظهر أن المجال الفرنسي التداولي يشكل أحد السياقات الاقليمية القليلة التي يقاوم فيها الأدب منطق الترفيه ويحافظ على أصالته وطقوسه. الكلاسيكية التي تنتصر للكتاب الورقي وللقراءة كفعل حياة يومي , وخلال الفترة الممتدة ما بين رأس السنة أي الشهر الأول حتى آذار (ثلاثة اشهر) اقتنى الفرنسيون أكثر من 73 مليون نسخة جديدة من الكتب , احتلت فيها المؤلفات الأدبية خاصة الروايات رأس القائمة بحوالي 30 مليون نسخة متبوعة بالقصص المصورة ب23 مليونا , لذلك من المتوقع أن يقارب رقم معاملات النشر الأدبي هذه السنة ( 2022م ) حوالي مليار دولار بعد انتهاء موسم الدخول الأدبي….
ويضيف : يستقبل المجال التداولي الفرنسي هذه السنة دخولا أدبيا استثنائيا بامتياز : ضعف في عدد العناوين الجديدة تحت عتبة (500) رواية لأول مرة منذ عشرين سنة… مع ارتفاع اثمنة المنشورات , لكن الرقم بازدياد )
قول على أقوال :
في الدراسة نفسها يشير ايضا (أنه بلغ رقم معالات سوق الكتب والدوريات العالمي خلال سنة 2021م حوالي 138 مليار دولار ومن المتوقع أن يصل إلى حوالي 142 مليار دولار خلال سنة 2022م ..مع الإشارة إلى ان جائحة كورونا خفضت نسبة النمو هذه ,وتسيطر الولايات المتحدة والمانيا وبريطانيا وفرنسا على ثلثي عائدات القطاع …)
هل نطرح المزيد من الاسئلة: لماذا غابت القراءة , وغاب دعم الكتاب عندنا في الوطن العربي , وبعد نتهم الغرب بالانحلال الفكري والثقافي …….لسنا بأفضل أحوالنا نعم ,ولكن ماذا عمن سبقونا وكانوا بأحوال أكثر سوءا مما نحن فيه ولكن الكتاب كان رفيق الدرب, وصنع أمجادا..هل يكفي؟
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة