في وسط العاصمة الصينية بكين، يقع القصر الإمبراطوري الذي يدل على الفن الصيني التقليدي، ويرجع تاريخه إلى أكثر من ٥٩٠ سنة، إذ بدأ مشروع بنائه عام ١٤٠٦، وتم إنجازه بصورة أساسية عام ١٤٢٠، وأطلق عامة الشعب عليه اسم “المدينة المحرمة البنفسجية “.
يحتل القصر الإمبراطوري ٧٢٠ ألف متر مربع من مساحته وتبلغ مساحة مبانيه ١٥٠ ألف متر مربع، حيث يبلغ عدد القصور والمباني ٩٠٠٠ مبنى، ويحيط بالقصر سور يبلغ ارتفاعه أكثر من ١٠ أمتار لحماية القصر، ونهر اصطناعي يبلغ عرضه ٥٢ متراً.
لقد جُند في بناء القصر أكثر من ١٠٠ ألف فني بارع مشهور، ومليون عامل وجمعت مواد بنائه من أنحاء البلاد، فالأخشاب مثلا جاءت من مقاطعات هونان وهوبي وكوانغ سي وجيانغ سي وشان سي، بينما أتت أحجار الرخام الأبيض من فانغ شان القريبة من بكين.
لقد أصبح القصر آية في التقليد الكلاسيكي والنمط الفذ للفن المعماري الصيني، كما أنه شاهد حي على ما يتميز به الشعب الصيني من الحكمة الفريدة والكفاءة الخلاقة.
وتعد قاعة العرش الإمبراطوري الذهبي التي يسميها عامة الشعب (صرح جين لوان) أكبر وأعظم المباني في القصر، كما أنه أضخم القصور الخشبية في البلاد كلها، بدأ بناؤه في عام ١٤٢٠، وانتهى عام ١٤٤١، يبلغ طوله ٦٣ متراً، وعرضه ٣٣ متراً، وارتفاعه ٣٧ متراً، يسنده ٤٨ عموداً خشبياً شامخاً.
كان الأباطرة من أسرتي مينغ وتشينغ يقيمون فيه حفلات كبيرة مثل مراسم اعتلاء العرش أو الاحتفال بعيد رأس السنة الجديدة أو أعياد ميلاد الأباطرة أو مراسم انطلاق الجنرالات إلى المعارك أو الامتحانات النهائية التي يقيمها الأباطرة على المثقفين المتقدمين له الخ .
وكان عدد الأباطرة الذين مارسوا سلطاتهم فيه ٢٤ إمبراطوراً، وهذا العرش هو رمز لسلطاتهم المطلقة التي لم يتخلوا عنها إلا بعد ثورة عام ١٩١١ التي أطاحت بأسرة تشينغ الملكية.
ويوجد في القصر الإمبراطوري معارض كثيرة، منها معرض للمجوهرات والنفائس، ومعرض للساعات المختلفة، ومعرض للرسوم، ومعرض للأواني الخزفية والفخاريات.
حولت المدينة المحرمة إلى “متحف القصر” في عام ١٩٢٥، فهي من أكبر المتاحف في العالم وأوسعها، وفي عام ١٩٦١ تم إدراج هذا المتحف من قبل مجلس الدولة الصيني ضمن المحميات الوطنية الرئيسية، وفي عام ١٩٨٧، أدرجته منظمة اليونسكو ضمن “قائمة التراث العالمي “.
ويأتي إلى هذا القصر المئات من السياح والزوار يومياً أغلبهم من الصينيين، وكانت عدة وفود صحفية أجنبية وعربية قد زارت هذا القصر ومنها مراسلة صحيفة ” الثورة”.
القصر الإمبراطوري في بكين.. على قائمة الترات العالمي ويختزل تاريخ الصين
سيرياهوم نيوز 2_الثورة