أكدت موسكو أنها ستطرح مسألة النشاط البيولوجي الأميركي بأوكرانيا في لقاءات مفتوحة لمجلس الأمن الدولي، مشيرة من جانب آخر إلى أن واشنطن تسبب أزمة غذائية في أوكرانيا عن طريق حرمانها من احتياطات الحبوب، وحذرتها من إمداد كييف بأسلحة صاروخية بعيدة المدى لما لذلك من تداعيات لا يمكن التنبؤ بها على الأمن العالمي.
يأتي ذلك في حين أكدت وزارة الدفاع الروسية تحرير مدينة كراسني ليمان دونيتسك بالكامل من المسلحين، وإسقاط مقاتلتين أوكرانيتين «سو-25» ومروحية وتدمير مستودعات ذخيرة ومعدات وتصفية مئات المتطرفين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا أمس إن واشنطن هي نفسها تثير حدوث أزمة غذائية في أوكرانيا، إذ تحاول سحب احتياطيات الحبوب من هناك، وبالتالي حرمان أوكرانيا منها.
وحسب وكالة «تاس» جاء في تعليق صدر عن زاخاروفا ونشر أمس السبت: تزامن بيان الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي أدلى به في الـ10 من الشهر الجاري، حول الحاجة لإيجاد فرص لسحب 20 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا مع توقيع قانون الإقراض والتأجير الأوكراني، واتضح أن كييف ستدفع ثمن الأسلحة الأميركية بالقمح، وفي الواقع فإن الأميركيين أنفسهم يثيرون أزمة غذائية في أوكرانيا من خلال حرمانها من احتياطياتها من الحبوب.
وجاء تصريح زاخاروفا هذا على خلفية التطورات الأخيرة في مجال الأمن الغذائي العالمي، في ضوء ادعاءات مسؤولي عدد من الدول الغربية بأن روسيا لا تسمح بخروج السفن المحملة بالقمح الأوكراني في البحر الأسود.
وفي سياق آخر صرح مدير دائرة عدم الانتشار ومراقبة الأسلحة بالخارجية الروسية، فلاديمير يرماكوف، أن بلاده ستطرح مسألة النشاط البيولوجي الأميركي بأوكرانيا في لقاءات مفتوحة لمجلس الأمن الدولي.
وقال يرماكوف في حديثه لوكالة «تاس»، أمس السبت: نعتزم استكمال إعداد المواد في المستقبل القريب وبدء إجراء نقاشات في مجلس الأمن الدولي بشأن اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية والتكسينية التي تنص عليها هذه الاتفاقية، وستكون الاجتماعات المناسبة مفتوحة.
وذكر أن المعلومات التي تم الحصول عليها في أوكرانيا، تؤكد صحة الادعاءات التي قدمتها روسيا أكثر من مرة في سياق تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية والتكسينية فيما يتعلق بالأنشطة العسكرية البيولوجية للدول الغربية في أراضي بعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.
وأضاف: سنطالب الولايات المتحدة وحلفاءها بدلاً من الأعذار الفارغة السابقة، بتقديم تفسيرات ومعلومات ووثائق شاملة عن مثل هذا النشاط على الأراضي الأوكرانية، من أجل حل جميع القضايا التي ظهرت، وكذلك العودة إلى التنفيذ الصحيح لاتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية والتكسينية.
كما أشار الدبلوماسي الروسي إلى أن حزمة الوثائق التي تعدها روسيا حول النشاط البيولوجي العسكري للولايات المتحدة في أوكرانيا تستند إلى الحقائق والأدلة التي تم الحصول عليها خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، موضحاً أنها تؤكد أن الأنشطة البيولوجية العسكرية نفذت في مختبرات بيولوجية على أراضي أوكرانيا بدعم من وكالة الحد من التهديدات العسكرية التابعة للبنتاغون والشركات التابعة له، بما يتعارض مع المادتين الأولى والرابعة من اتفاقية الأسلحة البيولوجية والتكسينية.
وأشار إلى أن تنفيذ العمل على العناصر المحتملة للأسلحة البيولوجية بناء على مسببات الأمراض الخطيرة بشكل خاص والتي لها بؤر طبيعية في كل من أوكرانيا وروسيا، فضلاً عن دراسة السبل والوسائل الممكنة لانتشارها الوبائي، لافتاً إلى أن التدمير العاجل للمواد البيولوجية كان مطلوباً على وجه التحديد لمنع اكتشاف وقائع انتهاك اتفاقية الأسلحة البيولوجية والتكسينية.
وشدد يرماكوف على أنه من أجل منع تكرار مثل هذا الوضع ومنع الأنشطة البيولوجية العسكرية المنفذة خلافاً لأحكام اتفاقية الأسلحة البيولوجية والتكسينية، من الضروري اتخاذ تدابير حاسمة لتعزيز نظام الاتفاقية.
وفي حديثه عن الحوار الروسي الأميركي حول الاستقرار الإستراتيجي قال: في الظروف الحالية عندما اختارت الدول الغربية بسخريتها المتأصلة إستراتيجية شن حرب بالوكالة ضد روسيا، يتعين علينا أن ندافع بحزم عن مصالحنا الأساسية التي تهددها كييف، والتي كانت لفترة طويلة تحت السيطرة الخارجية لتحالف الغرب، فإنه من غير المنطقي الانخراط في التكهنات حول آفاق الحوار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة. على ما يبدو، سيكون من الممكن العودة إلى بحث هذه المسألة بعد الانتهاء من العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا وإيجاد حل كامل للمهام ذات الصلة التي حددها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من جانب آخر حذّر السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف الولايات المتحدة من إمداد كييف بأسلحة صاروخية بعيدة المدى لما لذلك من تداعيات لا يمكن التنبؤ بها على الأمن العالمي.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن أنتونوف قوله في تصريح أن بلاده تأمل بأن تتغلب الفطرة السليمة والتفكير الصحيح لدى الجانب الأميركي حول مسألة الإمداد المزعوم بأسلحة صاروخية بعيدة المدى لأوكرانيا مشيراً إلى أن روسيا أبلغت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً عبر القنوات الدبلوماسية أن الضخ غير المسبوق للأسلحة إلى أوكرانيا يزيد بشكل كبير من مخاطر تصعيد الصراع هناك.
وأعرب أنتونوف عن أمله بألا تتخذ واشنطن مثل هذه الخطوة الاستفزازية، لافتاً إلى أن الأميركيين يدركون جيداً أن أفعالهم تؤخر آفاق تحقيق السلام في أوكرانيا كما أنه في حال توريد مثل هذه الأسلحة لكييف فهناك خطر أن يتم وضعها بالقرب من الحدود مع روسيا وسيكون الأوكرانيون قادرين على ضرب المدن الروسية.
وكانت وسائل إعلام أميركية أشارت إلى أن الإدارة الأميركية ستزود كييف بمنظومات صاروخية بعيدة المدى فيما صرح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أمس أن بلاده لم تتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن توريد هذه المنظومات إلى أوكرانيا.
ميدانياً، أفادت وزارة الدفاع الروسية بتحرير مدينة كراسني ليمان دونيتسك بالكامل من المسلحين، وبإسقاط مقاتلتين أوكرانيتين «سو-25» ومروحية وتدمير مستودعات ذخيرة ومعدات وتصفية مئات المتطرفين.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي أمس عن سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرة هليكوبتر أوكرانية من طراز «مي 8» في منطقة زابوروجيه، كما أسقطت القوات الجوية الروسية مقاتلتين أوكرانيتين من طراز «سو 25» بمنطقتي خيرسون وخاركوف خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأكدت الدفاع الروسية أن قوات دونيتسك الشعبية حررت بإسناد من القوات الروسية، مدينة كراسني ليمان دونيتسك بالكامل من المسلحين، كما اعترضت أنظمة الدفاع الجوي الروسية ودمرت صاروخ «توتشكا أو» أوكراني وسبع قذائف من راجمة الصواريخ «سميرتش» في منطقتي خاركوف وخيرسون.
إلى ذلك استهدفت قوات المدفعية والصواريخ الروسية أكثر من 600 منطقة تمركز للقوات المسلحة الأوكرانية، وأكثر من 40 وحدة مدفعية وهاون، كما دمرت القوات الجوية الروسية بصواريخ عالية الدقة موقع قيادة اللواء الآلي 30 للقوات المسلحة الأوكرانية ومركز قيادة لواء الدفاع الإقليمي في سوليدار.
ويواصل الجيش الروسي تنفيذ مهام عمليته الخاصة في أوكرانيا من خلال استهداف مواقع البنية التحتية العسكرية والقوات الأوكرانية في أنحاء البلاد والمضي قدماً في تحرير أراضي دونباس.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن