آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » الكيان يستثمر التطبيع مع المغرب والسودان لتوسيع نفوذه وتقوية اقتصاده: تشغيل خطوط الغاز والنفط لأوروبا وتحويل السودان لأكبر مُصدرةٍ بديلةٍ للطحين وتطويع الشعوب العربيّة الرافِضة للسلام

الكيان يستثمر التطبيع مع المغرب والسودان لتوسيع نفوذه وتقوية اقتصاده: تشغيل خطوط الغاز والنفط لأوروبا وتحويل السودان لأكبر مُصدرةٍ بديلةٍ للطحين وتطويع الشعوب العربيّة الرافِضة للسلام

مُستنِدةً لمبادئ الحركة الصهيونيّة الاستعماريّة، تُواصِل صنيعتها، دولة الاحتلال، وضع الخطط ومحاولة إخراجها إلى حيّز التنفيذ عن طريق استثمار التطبيع مع عددٍ من الدول العربيّة، وتستغّل (اتفاقيات أبراهام) للتغلغل أكثر في المنطقة، وتوسيع نفوذها في القارّة السمراء، مُجيِّرةً التطبيع مع كلٍّ من المغرب والسودان، وطامحة لتطويع الشعوب العربيّة التي أثبتت في مونديال قطر رفضها العارِم لإسرائيل وتأييدها غيرُ المشروط لفلسطين وقضيتها العادلة.

وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق، مئير بن شابات، المولود بالمغرب عام 1966، قال إنّ إنجازات المنتخب المغربيّ في مونديال قطر أدّى لتحويل (أسود الأطلس) إلى المندوب الأمثل وغيرُ القابل للزحزحة للأمّة العربيّة، الأمر الذي أثار غضب واستياء الإسرائيليين، خصوصًا وأنّ لاعبي المنتخب أصّروا على التقاط الصور وهم يرفعون علم فلسطين، كما قال في تحليلٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة.

وتابع قائلاً إنّه بعد مرور حوالي السنتيْن منذ إعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل يبدو واضحًا أنّ هذه العلاقة لم تُقطَع من ذي قبل، ولذا على وقع النزاع القائم على النظام العالميّ الجديد والأزمات الاقتصاديّة التي تعصف بالمعمورة فإنّ إسرائيل والمغرب على قدرةٍ في المساهمة سويةً بالتعامل مع تحديات الحاضر، وهذه الحلول المُشتركة من شأنها أنْ تمنح كلّ دولةٍ منهما الأفضليّة والميزة لكلٍّ من المغرب وإسرائيل، وتدعيم الشراكة بينهما، لأنّه اليوم، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بات الأمور ناضجةً لرفع مستوى العلاقات درجةً أخرى بين الرباط وتل أبيب، كما قال.

ولفت بن شابات إلى أن المغرب بتوقيعها على الاتفاق التاريخيّ تحوّلت إلى رابع دولةٍ عربيّةٍ ضمن (اتفاقيات أبراهام)، الأمر الذي أدّى إلى تغيير كبيرٍ في خريطة المنطقة وفتحت حقبةً جديدةً من العلاقات بين الكيان والمغرب، لتؤكِّد أنّ العلاقات العميقة بينهما هي جزءٌ لا يتجزأ من الإرث المُشترك للشعبيْن الإسرائيليّ والمغربيّ، وفق مزاعمه.

بن شابات ادّعى أنّ “تاريخ الشعب اليهوديّ في المغرب عميق جدًا، ويمتّد على مدار أكثر من ألف عامٍ، وأنّ اليهود الأوائل وصلوا إلى المملكة المغربيّة بعد خراب الهيكل الثاني، وهكذا تحوّل هذا البلد العربيّ إلى قلعةٍ لليهود، على الرغم من الملاحقات التي كانت من نصيبهم، والمعضلات التي واجهتهم”.

ووفق سردية رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابِق فإنّه على مرّ الأجيال هاجر اليهود من المغرب الإسرائيل، وساهم اليهود الذين وصلوا من المغرب في القرن الـ 19 بتطوير مدنٍ كثيرةٍ في “أرض إسرائيل” (!) منها يافا، حيفا طبريا والقدس، وفي العقود الأولى من تأسيس الكيان، أضاف، هاجر معظم يهود المغرب لإسرائيل، وبقيت بالمملكة جاليةً صغيرةً، أغلبيتها في كازابلانكا والبقيّة في مراكّش.

وشدّدّ بن شابات على أنّ “الجالية اليهوديّة بالمغرب تُحافِظ على التقاليد اليهوديّة، وأنّه بتشجيع من العاهل المغربيّ تمّت إقامة مشاريع لإعادة ترميمٍ كاملةٍ للمقابر اليهوديّة”.

بالإضافة إلى ذلك، زعم المسؤول الإسرائيليّ السابِق، الذي لعب دورًا مركزيًا في إعادة علاقات الكيان مع المغرب في إطار (اتفاقيات أبرهام)، زعم أنّ العلاقات بين الدولتيْن لا تقتصِر على النخبة الحاكمة في المغرب وإسرائيل، بلْ أنّ “الشعور بالشراكة والتعبير عن الرضا من عودة العلاقات بين تل أبيب والرباط تظهر واضحةً في الشارع المغربيّ وفي كيفية وآلية استقبال المغاربة للسُيّاح الإسرائيليين”، بحسب مزاعمه.

بن شابات رأى أنّه اليوم وبعد مرور أكثر من سنتيْن على إعادة التطبيع بين إسرائيل والمغرب، وبعد أنْ تمّ وضع البنية التحتيّة للعلاقات بينهما، فإنّه آن الأوان لاستغلال الإمكانية الكبيرة الناتجة عن الشراكة بين البلديْن، إذْ أنّهما تُعتبران بابًا للبحر الأبيض المُتوسّط من الغرب والشرق، مُضيفًا أنّه يتحتّم عليهما، بالإضافة للسودان، المُطبّعة مع الكيان، التعاون من أجل إعطاء حلولٍ لأزمة الغذاء العالميّة، والتي باتت خطيرةً بسبب الحرب في أوكرانيا، لافتًا إلى أنّ السودان تملك الأرض الخصبة لهذا المشروع، كي تتحوّل إلى أكبر دولةٍ بديلةٍ مصدرةٍ للطحين، ولكنّها تفتقِر للمعرفة والأدوات اللازمة لتنفيذ المهمة، ولذا فإنّ إسرائيل والمغرب قادرتان على ملء الفراغ، على حدّ قوله.

وبحسب الخطّة التي طرحها فإنّ إسرائيل والسودان تملكان القدرة على جلب المعرفة الإسرائيليّة بالمشاكل الزراعيّة وحلولها، فيما تقوم المغرب بتزويد السودان بالفوسفات، بهدف إحداث تغييرٍ جذريٍّ لصالح شعوب المنطقة، كما قال.

وبالإضافة إلى ذلك، لفت بن شابات، إلى أنّه على خلفية أزمة الوقود العالميّة والقيود المفروضة على تصدير واستيراد الغاز من روسيا، فإنّ التعاون الإقليميّ من شأنه أنْ يُعطي الحلول البديلة، مثل إحياء خطّ الغاز الطبيعيّ بين نيجيريا والمغرب، وخطّ الغاز من إسرائيل إلى أوروبا، وخطّ النفط من الخليج لأوروبا، ذلك أنّ تنفيذ هذا المخطط سيُحيي هذه الخطوط ويجعلها ذات قيمةٍ أكثر من أيّ وقتٍ مضى، ويفتح الباب على مصراعيه لإيجاد فرص عملٍ في كلٍّ من المغرب وإسرائيل، ودفع الاقتصاد في البلديْن قدمًا وإلى الأمام، وفق ادعاءاته.

بن شابات أضاف أنّه إلى جانب تطوير العلاقات بين الحكومتيْن المغربيّة والإسرائيليّة يتحتّم تعميق العلاقات بين المواطنين في الدولتيْن، وأنّه يتعيّن على الحكومة في تل أبيب منح السُيّاح المغاربة للكيان تسهيلاتٍ في الدخول والخروج منها وإليها، بهدف تشجيع السياحة إلى دولة الاحتلال، كما أكّد أنّ الكيان يجِب أنْ يُعلِن وبصورةٍ رسميّةٍ الاعتراف بالسيادة المغربيّة على الصحراء الغربيّة، لافتًا إلى أنّ هذه خطة حيويّة جدًا، علمًا أنّ دولاً عديدةً اعترفت بذلك، وأنّ القيادة في المغرب تنتظر بفارغ الصبر هذه الخطوة من تل أبيب، كما قال.

وشدّدّ با شابات

إلى القول إنّه “في تقييمٍ للسنتيْن الأخيرتيْن، فإنّ التفاؤل يزداد، لأنّ الحديث يجري عن بداية صداقةٍ رائعةٍ، ذلك أنّ وفرةً من الفرص موضوعةً أمامنا من أجل تحقيق الازدهار، وتحويل السلام مع المغرب إلى مثالٍ يُحتذى به لجميع دول المنطقة”، على حدّ قوله.

 

سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

موقع نيوز ري: هل يستغل ترامب علاقته مع بوتين لإبعاد روسيا عن الصين؟

فتح فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية الباب أمام تكهنات بأن يتمكن الرئيس القادم من فرض تسوية وشيكة تُنهي الحرب بين روسيا ...