تعيش إسرائيل، بقيادتها السياسيّة والأمنيّة حالةً تترقّب من الردّ الإيرانيّ على مقتل قادتها العسكريين في عمليةٍ منسوبةٍ لإسرائيل تمّ تنفيذها بالعاصمة السوريّة، دمشق، والذي يبدو أنّ هنالك إجماعًا في إسرائيل، وفي دول المنطقة والعالم، على أنّه واقع لا محالة، مع اختلافات في تقدير شكله ومداه، وما سيؤدّي إليه.
وعلى أيّ حالٍ، فإنّ إسرائيل تتجهّز لتلقّي الردّ، إذ إنّها تدرك، بحسب الخبير العسكري ألون بن دافيد، من القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، أنّ “الإيرانيين أكثر إصرارًا هذه المرّة ممّا كانوا عليه في المرات السابقة على الردّ بشكلٍ كبيرٍ على عملية الاغتيال في دمشق”.
وأشار بن دافيد، اعتمادًا على محافل أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في تل أبيب، إلى استعداداتٍ في سلاح الجو لإطلاق صواريخ من الأراضي الإيرانية. وبناءً على ذلك، أعلن الجيش الإسرائيليّ، أمس، أنه قد تقرّر استدعاء جنود الاحتياط في سلاح الدفاع الجويّ في إطار تقييم للوضع الأمنيّ.
علاوة على ذلك، كشف موقع (WALLA) العبري أنّ “السلطات المحلّية في غوش دان (الوسط) تدرس فتح الملاجئ العامة”. وفي السياق عينه، نقلت قناة (كان) العبرية عن مصادر سياسيّةٍ، قولها إنّ “الأيّام المقبلة ستكون متوتّرة للغاية، مع اقتراب نهاية شهر رمضان وعملية الاغتيال في دمشق المنسوبة إلى إسرائيل”، مضيفة أنّ هنالك “استعدادات عالية في إسرائيل والعالم لاحتمالية قيام إيران بشنّ ردٍّ انتقاميٍّ”.
في السياق نفسه، كشفت مصادر إسرائيليّة رفيعة المُستوى اليوم الخميس النقاب عن أنّ وكالة المخابرات المركزية الأمريكيّة (CIA) وجهّت تحذيرًا لدولة الاحتلال جاء فيه أنّ إيران ستردّ على اغتيال قادةٍ عسكريين في العاصمة السوريّة دمشق يوم الاثنين الماضي بشكلٍ مباشرٍ، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ تقدير المخابرات الأمريكيّة والإسرائيليّة أيضًا تُشير إلى أنّ الردّ الإيرانيّ سيشمل قصفًا لأماكن إستراتيجيّةٍ حساسّةٍ في الكيان بواسطة صواريخ إيرانيّةٍ مجنحةٍ وبعيدة المدى، وبناءً على ذلك، شدّدّ مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، أعلن الجيش الإسرائيليّ أمس الأربعاء عن تكثيف الدفاعات الجويّة والأرضيّة، بالإضافة إلى قيامه بتجنيد قوّاتٍ من الاحتياط بهدف درء هذا الهجوم وإسقاطاته على إسرائيل، على حدّ تعبيره.
ونقل المحلل عن مصادر وصفها بالمطلعة جدًا في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة قولها إنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة مصرة وعاقدة العزم على الردّ على مقتل قادةٍ من الحرس الثوريّ الإيرانيّ في سوريّة، وفي مقدّمتهم الجنرال حسن مهداوي.
وشدّدّت المصادر في تل أبيب على أنّ حالةً من الاستعداد واليقظة والتأهب من الخطر المُحدق وبمستوى خطيرٍ تسود المنظومة الأمنيّة في الكيان، وذلك على خلفية التقديرات التي تُشير لإمكانية عمليّةٍ إيرانيّةٍ انتقاميّةٍ، والتي من شأنها أنْ تشمل الهجوم الإيرانيّ المُباشِر ضدّ إسرائيل، أيْ قصف قواعد إستراتيجيّة في عمق دولة الاحتلال من إيران نفسها، أوْ قصف مكثّفٍ لإسرائيل من لبنان وسوريّة عن طريق الجماعات الموالية لإيران، إنْ كان من قبل حزب الله أوْ من قبل الجماعات الأخرى في المنطقة والمدعومة من طهران، أمّا الإمكانيّة الثالثة، بحسب المصادر عينها، فتتحدّث عن قيام إيران بتنفيذ عمليةٍ عسكريّةٍ في إحدى سفارات أوْ ممثليات دولة الاحتلال في العالم.
جديرٌ بالذكر في هذه العُجالة أنّ إسرائيل لم تُعلِن حتى اللحظة مسؤوليتها عن الهجوم، علمًا أنّ الإدارة الأمريكيّة أصدرت بيانًا أكّدت فيه عدم معرفتها بالعمليّة، بيد أنّ هذا النفي الأمريكيّ قوبِل برفضٍ إيرانيٍّ، حيثُ سارعت طهران لاتهام واشنطن بالوقوف وراء هذه العملية، وليس إسرائيل وحدها.
وأكّد المرشد الأعلى الإيرانيّ، آية الله علي خامنئي، خلال لقاءٍ رمضانيٍّ في طهران أمس، أنّ “الكيان الصهيونيّ سيتلقّى صفعةً بشأن هجومه على قنصليتنا بسوريّة”، مضيفًا أنّ “هزائمه في غزة سوف تتواصل”. واعتبر خامنئي أنّ “الكيان الصهيونيّ وقع في مصيدة لا نجاة منها في غزة، وهو يصبح يوميًا أضعف وأقرب إلى الزوال”، على حدّ تعبيره.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم