آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » المشاريع الريادية.. فرصة الشباب لتعويض غياب الأمان الوظيفي

المشاريع الريادية.. فرصة الشباب لتعويض غياب الأمان الوظيفي

دينا عبد  2020/11/2

يعتبر البعض الوظيفة العامة فرصة عمل آمنة للشباب، نظراً لأنها تؤمن معاشاً تقاعدياً بعد نهاية الخدمة، وفي ظل جائحة كورونا وتداعياتها السلبية التي انعكست على الجميع، خاصة من الناحية الاقتصادية، فقد العديد من الشباب أعمالهم، فيما يعيش آخرون تحت ضغط انعدام الأمان الوظيفي، والخوف من المستقبل والمجهول، هذه الظروف وغيرها من الأسباب القاهرة ألقت بظلالها على الشباب, فجعلتهم يفجرون طاقاتهم بالبحث عن مصادر رزق خاصة بهم كإنشاء مشاريعهم الخاصة، حتى لو كانت بسيطة جداً، وذلك فقط من أجل تأمين مورد مالي يغنيهم عن الحاجة والسؤال.
ميلاد شاب كان يعمل في إحدى الشركات الخاصة ونتيجة جائحة كورونا اضطر صاحب الشركة إلى تقليص عدد الموظفين, الأمر الذي أدى إلى الاستغناء عنه ، ولكنه وجه لنفسه سؤالاً: هل سأبقى على هذا الحال؟ أم أقوم بمشروع خاص؟
هنا قرر ميلاد إنشاء صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي يعلن فيها عن بيع القرطاسية والحقائب المدرسية، وكل ما يخص المدارس ومستلزماتها، وفي السياق نفسه يشرح: رب ضارة نافعة، فقد تكون هذه الأزمة قد جاءت لتفتح لي مدارك أكثر، وتفجر الطاقات التي بداخلي وتحولني لشخص إيجابي وفعال، ويطمح ميلاد بتوسيع عمله، فكما يقول قد أوسع أعمالي وأطرح مواد أخرى غير القرطاسية ما يدر علي مكاسب أكبر في وقت زمني قصير.
فيما تؤكد رنا وهي محاسبة في مطعم ضرورة أن يفكر الشباب بأفكار ريادية ومختلفة في سوق العمل، بعيداً عن الوظائف الثابتة التي لا تشعر المرء بتطور في مساره المهني أو تخلو من الأمان الوظيفي، تحديداً في الأوقات الصعبة التي يعانيها المجتمع بسبب جائحة كورونا.
د. محمد كوسا – اقتصاد وتنمية إدارية يبين أنه بالرغم من كل الأحداث السلبية المحيطة بنا، إلا أن البحث عن مشروع خاص من أجل تأمين الأمان الوظيفي خطوة رائدة وإيجابية وريادية، وهي أن يتمكن الشباب من الالتفات لقراراتهم، وتسخيرها للبحث عن بدائل عمل في المستقبل من دون البقاء تحت ضغط الخوف، وعدم الأمان الوظيفي الذي شهده العالم بأسره هذا العام، ويرى د. كوسا أن إيجاد البديل المناسب والبحث عن خطوة مستقبلية هو أمر إيجابي وذكي جداً من قبل الشباب، يعكس مدى قدرتهم على التعامل مع الظروف الحرجة.
ونوه د. كوسا بأنه بالرغم من أن موضوع الأمان الوظيفي لا يتعلق بموضوع الوظيفة في حد ذاتها، فالوظيفة العامة كانت طموح الشباب، وذلك لأن فرص العمل في القطاع الخاص كانت قليلة جداً، أما مسألة الأمان على موضوع المعاش الوظيفي فكانت الوظيفة الحكومية هي الأفضل والأشمل، لأنها توفر معاشاً تقاعدياً للذين يعملون تحت كنفها، حالياً الراتب الذي تمنحه الوظيفة العامة غير مغرٍ، لذلك فإننا نجد الخريجين من الجامعات وخاصة الهندسات يتوجهون إلى القطاع الخاص مع أنهم يمكن أن يقوموا بمشاريعهم الخاصة، بينما في القطاع العام قد لا يكونون في مراكز تتناسب مع اختصاصاتهم.
ويشير د. كوسا إلى أن الشباب اليوم يواجهون الحالة الوظيفية من باب آخر, فالوظيفة الحكومية لم تعد الحلم لأغلبية الشباب، خصوصاً في ظل هذه الظروف قد تكون سنداً أو عامل أمان أو ربما عامل طموح لبعضهم، فالطموح الأفضل يكون بالنسبة لمعظم الشباب بالتوجه إلى إنشاء مشاريع حتى لو كانوا على رأس عملهم، كي تعود عليهم ببعض المبالغ ليواجهوا فيها حياتهم الاقتصادية.
ونوه د. كوسا بأن هناك قضايا كثيرة يمكن العمل عليها باتجاه الأمان الاجتماعي أو الوظيفي كالمشاريع التي تقضي على البطالة، وأن هناك هيئة تنمية المشروعات تتبنى رواد الأعمال وأي شخص يقوم بمشروعه الخاص تقوم بتزويده بقرض للقيام بمشروعه وتخضعه للتدريب الذي يتواءم مع مشروعه، المطلوب منا أن نضاعف أعمالنا في ظل الأزمة ولكن ينقصنا التمويل دائماً.

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

محاكم التفتيش المارونية الحديثة

هيام القصيفي   باتت بعض القوى المارونية تتصرّف، في الآونة الأخيرة، على قاعدة العمل على «توحيد الرأي»، في سعي للقبض على المجتمع المسيحي، بحيث لا ...