آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » المواطن للحكومة: أجورنا لاتكفينا

المواطن للحكومة: أجورنا لاتكفينا

*بقلم:علي عبود

مامن رئيس للحكومة خلال العقدين الماضيين إلا وأكد لنا : لن نتخلى عن سياسة الدعم الاجتماعي وإيصاله إلى مستحقيه من خلال سياسة “عقلنة الدعم” !
وبذريعة “عقلنة الدعم” قامت جميع الحكومات بتقليص كميات المواد المدعومة من جهة وبرفع أسعارها عاما بعد عام من جهة أخرى بما فيها “الخط الأحمر” أي الخبز فارتفع سعر ربطة الخبز تدريجيا من 4 ليرات إلى 200 ليرة فإلى 250 ليرة عند “المعتمدين”!
وبدا واضحا إن الحكومة السابقة في عام 2008 قررت أن تستخف بعقول السوريين فرفعت سعر المازوت ثلاثة أضعاف مقابل منح الأسرة السورية بونات مازوت بمقدار ألف ليتر ، “سيّلتها” في عام 2009 إلى شيكات نقدية بقيمة 10 آلاف ليرة ، ليختفي بعدها الدعم النقدي للمازوت الذي كان معمولا به منذ تسعينات القرن الماضي نهائيا ، وكان ذلك الدعم يتيح شراء 1100 ليتر مازوت سنويا !
ماذا كانت نتائج عقلنة دعم “المازوت”؟
لو اقتصر الأمر على تقليص الكمية ورفع سعرها لهان الأمر على ملايين الأسر السورية ولأذعنت لإلزامهاعلى تقنين استهلاكها من هذه المادة ،لكن بما أن المازوت مكوّن رئيسي بتكلفة جميع السلع والخدمات تقريبا ، فهذا يعني إن ما كانت تقدمه الحكومات السابقة ، وما ستقدمه الحكومات اللاحقة من دعم ويتقلص فعليا عاما بعد عام .. أصبح في خبر “كان وأخواتها” أي التهمته زيادات الأسعار التي لم ولن تتوقف مع كل تعديل لأسعار المحروقات!
وحرص جميع رؤساء الحكومات منذ عام 2011 على “تمنيننا” مرارا وتكرار : أسعار الخبز والكهرباء والمحروقات مدعومة وتباع بأقل من تكالفيها الحقيقية!
هذا الكلام جميل جدا .. ولكن الأجمل منه بكثير هو تذكير المواطن للحكومة ليل نهار : أجورنا لاتكفي كفاف يومنا !!
قلناها عشرات المرات على مدى الأعوام الماضية : امنحونا أجورا تكفي الحد الأدنى لمستلزمات الحياة اليومية وارفعوا الدعم نهائيا !
السؤال :من “يمنّن من ؟
الحكومة تمنن المواطن بما تقدمه من دعم هائل جدا ..و المواطن يمنن الحكومة على صبره الجبار على دخل تتآكل قدرته الشرائية يوميا ؟
حسنا .. ليكف الجميع عن “التمنين” عبر معادلة سهلة : قرار حكومي يمنح حدا أدنى للأجور يكفي لتأمين المسكن والمأكل والمشرب والصحة والتعليم .. الخّ.
أليس هذا هو الحال في البلدان التي يهاجر إليها السوريون منذ عدة عقود .. وإلا لماذا يهاجرون في حال كان الدعم يكفيهم للعيش الكريم ؟
ليس صحيحا ان الحرب التي تواجهها سورية منذ عشرة أعوام هي السبب في معاناة المواطن ، عودوا إلى أرشيف الصحافة السورية لتكتشفوا بسرعة أن المعاناة عمرها أكثر من ثلاثة عقود أي حين كان الدعم الحكومي في حده الأقصى !
المعاناة بدأت مع بداية تراجع القوة الشرائية لليرة السورية أمام الدولار في عام 1987 ، وما يتقاضاه العامل والموظف اليوم هو اقل بكثير مما كان يتقاضاه منذ ثلاثين عاما عندما كان سعر صرف الدولار يساوي 4 ليرات سورية فقط !
وإذا كنا كتبنا في احدى زوايانا منذ ثلاثين عاما : مع الإرتفاع الجنوني للأسعار بتنا نخشى النزول إلى الأسواق .. فماذا سنكتب اليوم ؟
بالمختصر المفيد : فلتكف الحكومة عن تذكير المواطن بما تقدمه له من دعم ولتستمع إلى استغاثته اليومية : اجرنا لايكفي كفاف يومنا!
ارفعوا الدعم نهائيا وامنحوا أجرا يكفي لتأمين الحد الأدنى لمستلزمات الحياة الكريمة للأسرة السورية !
ولاتسألوا من أين ستأتون بالموارد لتأمين هذا الحد الأدنى للأجور، فالأموال التي ينهبها الفاسدون على مدار الساعة .. تكفي وتزيد !!
(سيرياهوم نيوز-خاص13-3-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الحرب على الوعي والمثقف الوطني المشتبك

  بقلم :د. حسن أحمد حسن   عندما يطوي السوريون تحت أقدامهم ثلاثة عشر عاماً من أقذر حرب عرفتها البشرية، ويفلحون في الحفاظ على كيان ...