الهجرة إلى الحق

| إسماعيل مروة

وكانت آلامك من أجل القيم

 

وكنت المرسل على خلق عظيم

 

وجئت سيدي متمماً لمكارم الأخلاق

 

في رحاب فكرك كانت مدرسة القيم الإسلامية

 

أول صدّيق في البشرية

 

وأول فدائي شاب في التاريخ

 

وأول امرأة دثّرت محمّدها بذاتها

 

حكايات رسل تحدثت عن نساء خالفن

 

وخديجة كانت صدّيقة وأماً وزوجة

 

دثّرت وزمّلت وآزرت وافتدت

 

ولك استجاب الله بأحد العمرين

 

وأنت من أبدلك الله بأبي لهب وبنيه ذا النورين

 

أهديته نورين عظيمين وأعطاك حياة..

 

وحدك يا رسول الله نصرت المظلوم إذ قال:

 

أحد أحد فرد صمد

 

أنت من مسح على رأس عمار بن ياسر

 

أنت من شهد لسمية

 

وأنت الذي استمال بصدقه أسد الله حمزة

 

ولك لان جانب عمك أبي طالب

 

رعاك وحماك وهو يعلم أنك حمايته

 

سيدي رسول الله

 

خيّروك فاخترت الحق

 

لم تقبل شمساً وقمراً وملكاً ومالاً

 

وكان الحق غايتك

 

حتى أذن لك الله

 

خرجت وصاحبك إلى المنورة بك

 

إلى يثرب

 

بحبك صار الأعداء إخواناً

 

صاروا أنصاراً لله ورسوله وكانوا الأوس والخزرج

 

كانوا سادة قوم وصاروا خدماً للرسالة

 

وعدت سُراقة بسواري كسرى

 

وكان وعدك حقاً

 

في يوم هجرتك نعرف أن المبادئ تستحق

 

من أجل إيمانك… من أجل رسالتك

 

من غار حراء… من مكة وكعبتها خرجت

 

قبلت أن تكون غريباً بعيداً

 

أن تفرش عباءتك لأصحابك

 

أن ترسم معالم الرسالة هناك

 

حيث لا أهل ولا سند… حيث لا عم ولا قبيلة

 

معك أسد الله حمزة يشدّ أزرك

 

وفي أحد استشهد

 

وحده نُكّل به فزاد من الألم

 

ووقفتَ سيدي فوق رأسه تردد:

 

أما حمزة فلا بواكي له

 

لا بواكي له لغربته وبعده عن أهله

 

كم كانت الغربة قاسية سيدي رسول الله

 

وكان اسمها الهجرة..

 

فمن هاجر إلى الحبشة والحبشة ويثرب

 

إنما هاجر إلى الله ورسوله

 

لم يهاجر لمال أو لامرأة أو لمنصب

 

في يوم هجرتك سيدي رسول الله

 

نتعلم كيف يُفلت المرء يديه عن الدنيا

 

هناك حياة تستحق

 

لا شيء بعد الإيمان والعقيدة

 

هجرتك علمتنا حماية الله لعبيده

 

علمتنا افتداء الشاب للرسول ومبيته في فراشه

 

علمتنا معنى الصحبة ثاني اثنين

 

علمتنا القوة حين قال عمر:

 

من أراد أن تثكله أمه أو ييتم أولاده

 

فالله بالعنكبوت حمى الرسول وصاحبه

 

وبالتخفي حمى المستضعفين

 

وبالرهبة أكمل عمر وحمزة هجرة العلن

 

هجرتك إخاء ومحبة بين مديني ومديني

 

بين مكّي ومديني… بين مهاجر وأنصاري

 

هجرتك علمتنا أنه للمبادئ والقيم والعقيدة الفوز

 

هجرتك بنت أمة وإنساناً

 

لم تبن جاهاً أو تلمّ ثراء… لم تسعَ لدولة أو ملك

 

هجرتك لله وهاجروا للدنيا

 

دعوتك لله ودعوتهم للناس

 

دعوتك للآخرة ودعوتهم للدنيا

 

تركوك وحدك سيدي رسول الله

 

وصنعوا هياكلهم ومعابدهم على روح الإنسان

 

من ذكراك… من هجرتك… من سيرتك

 

لعلنا نبدأ حياة جديدة.

 

سيريا هوم نيوز3 _ الوطن