الرئيسية » كلمة حرة » الواقع بعيداً عن الأرقام الرسمية

الواقع بعيداً عن الأرقام الرسمية

| غانم محمد

 

قد تكذّبني الأرقام الرسمية، لكن الواقع هو ما نعيشه، لا ماتعلن عنه هذه الأرقام، لا من باب التشكيك بها، وإنما لعجزها عن الإحاطة معظم الأحيان..

موسم تسويق القمح مازال في بدايته، ومن المبكر الحكم عليه، لكن ما نسمعه همساً وعلانية هو أنّ من يستطيع تصريف إنتاجه بشكل مباشر فلن يسلمّه لمراكز استلام القمح..

المعادلة ستختلف بالتأكيد عند المنتجين الكبار، لصعوبة تصريف كامل الإنتاج، لكن صغار منتجي القمح يفعلون ذلك، وقد بدؤوا، وهذا حقهم، لأنهم يبيعونه بسعر أعلى من السعر الرسمي له، ويوفرّون عليهم عناء التسليم وغير ذلك.

منذ البداية،  ومنذ أن أعلن عن 2300 ليرة لكيلو القمح، ومن ثم رفعه إلى 2800 ليرة، والجميع التقى عند قناعة أن هذا السعر ظالم، وإذا ما قيس بسعر مبيع منتجات القمح في السوق المحلية يزداد هذا الظلم وضوحاً..

صحيح، هناك تسهيلات معينة للمنتجين (توزيع الأكياس مجاناً)، لكن حسابات الحقل عند المزارع هي الصحيحة، وبالتالي فإن السعر الرسمي من وجهة نظره دون التكلفة، وهو ليس مضطراً للبيع بخسارة (المضطر سيفعل)…

دعم الإنتاج الزراعي هو دعم لنا جميعاً، فثلاثة أرباع سلتنا الغذائية هي من الإنتاج الزراعي، وتسعيرة كيلو البرغل (المدعوم) تفضح هذه المعادلة!

خسارة أخرى أضيفت إلى مزارع القمح هذه السنة، وهي ناتجة عن ارتفاع أسعار (الدرّاسات)، وبالتالي عزف قسمٌ لا بأس به من المزارعين عن (القش)، والذي كان يستفيد منه في (التبن) ويحقق هامش ربح معقولاً، وهناك من حرق (القش) توفيراً لأجور تحويله إلى تبن!

باختصار، الدعم موجود ولا ننكره، لكن لا نعرف كيف نديره، ولا يذهب معظم الأحيان إلى مستحقيه، والنتيجة شكوى مستمرة من أصحاب الزنود السمر..

(سيرياهوم نيوز3-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

من التشجيع إلى (التعجيز)!

  غانم محمد   التحوّل إلى الطاقات المتجددة عنوان كبير، وتوجّه مهمّ رغم صعوبة امتلاك مقومات هذا الأمر لدى النسبة الأكبر من الناس العاديين، بسبب ...