آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » «اليوم التالي» لهزيمة إسرائيل: المقاومة تتشدّد… والعدو يشتري الوقت

«اليوم التالي» لهزيمة إسرائيل: المقاومة تتشدّد… والعدو يشتري الوقت

يحيى دبوق

 

رغم جرعات التفاؤل التي يضخّها الوسطاء، إلّا أنّ الفجوة بين مطالب طرفَي الحرب، المتمثّلَين في العدو وحركة «حماس»، لا تزال كبيرة جدّاً. فمن جهتها، تطالب الحركة بالعودة إلى ما قبل عملية «طوفان الأقصى» مع امتيازات إضافية، فيما تريد إسرائيل عمليّاً تنازل المقاومة عن الأسرى لديها لقاء ثمن غير متناسب، بل ومع فرض شروط الكيان، كما لو أن الأخير يسعى وراء ترجمة سياسية لانتصار عسكري لم يتحقَّق. والواقع أن مرحلة التفاوض الابتدائية في كل الحروب التي لا يتحقّق فيها انتصار عسكري، ويحتفظ فيها المتحاربون بأوراق ضغط ونقاط انتصار كما نقاط فشل، هي مفاوضات السقوف العالية، وإنْ كانت في النهاية ستستقرّ على تسويات تتضمّن مكاسب مقرونة بتنازلات هي بمنزلة ترجمة لنتائج الحرب العسكرية، ووفقاً لنتيجة حرب التفاوض نفسها، والتي لا تقلّ أهميّة عن الأولى.من جهة «حماس»، وفصائل المقاومة عموماً، إنّ التمسُّك بالشروط يُعدّ أمراً طبيعيّاً، علماً أن هذه الشروط تتضمّن التزامات من جانب إسرائيل، وأخرى من جانب الولايات المتحدة ومصر وقطر. وفي واقع الأمر، لم يَعُد لدى الفلسطينيّين ما يخسرونه بعد حرب عمد العدو إلى فعل كل ما أمكنه فيها، ما يفرض عليهم التطلُّع إلى انتزاع مكاسب لقاء صمودهم، الذي فاجأ إسرائيل ومن معها من جهات إقليمية ودولية، كانت، حتى الأمس القريب، تبحث في اليوم الذي يلي الحرب من دون حركة «حماس». مع ذلك، فمن المتوقّع تليين المطالب الفلسطينية، تمهيداً لتبادل تنازلات تتيح بلورة تسوية نهائية.

في المقابل، فإن لدى المعسكر الآخر تجاذباً وتضاداً وتداخل مصالح، بعدما عجز الخيار العسكري عن تحقيق الأهداف الموضوعة للحرب، الأمر الذي يدفع كل طرف إلى البحث عن مصالحه – بما فيها أحياناً الشخصية -، التي تتشابك بدورها وتتنافر مع مصالح الآخرين. وهكذا تموضع سياسي لدى إسرائيل وحلفائها، ومن بينهم جزء من الوسطاء، لم يكن منظوراً ابتداءً، حين كانت الثقة عالية جدّاً بأن يحقّق الخيار العسكري الإنجاز المأمول، أي إبادة حكم «حماس» في غزة، بل وأيضاً الحركة نفسها، على أن تجري المفاوضات حول اليوم الذي يلي بين إسرائيل وحلفائها في الإقليم وحول العالم، بما يكفل للجميع تحقيق سلّة مصالح في غزة، ومن خلالها في الإقليم.

لكن صمود «حماس» غيّر اتّجاهات الأمور، وهو ما يَظهر حالياً في مرحلة بدء التفاوض على تسوية، مع الطرف الذي أُريدَ إبادته. وهي مرحلة تتكاثر فيها الجبهات ومن بينها: الجبهة الداخلية الإسرائيلية، جبهة تل أبيب – واشنطن، جبهة مصر – إسرائيل، وجبهة الوسيط القطري المالي، في حين يلتحق أتباع أميركا في الإقليم بها لتعزيز «رؤية واشنطن» لمرحلة ما بعد الحرب، وفي مقدمة عناصرها، التطبيع، رغم الصعوبات الكثيرة التي تواجهه. وتستعر في هذه المرحلة كلّ الجبهات المذكورة، فيما لا يقينَ بأن تحقّق أيّ منها انتصارات ساحقة، وإنْ كانت جبهة إسرائيل الداخلية، بمعية تدخل الولايات المتحدة فيها، قد تفضي إلى تغييرات من شأنها أن تؤثّر في إيجاد صيغة تسوية ما، تنتهي بموجبها الحرب، بلا سقوف مرتفعة. لكن إلى أن يتبلور ذلك، ستكون إسرائيل معنية برفع صوت الحرب، حتى بعدما أصبح الميدان عاجزاً عن استيعاب المزيد من الشيء نفسه.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس برلمان فنزويلا: نتنياهو أحد أسوأ القتلة في التاريخ.. والإعلام الغربي منافق ومتواطئ

رئيس البرلمان الفنزويلي خورخي رودريغيز يصف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنه أحد أسوأ القتلة الذين عرفهم تاريخ البشرية على الإطلاق، مؤكداً أنه لا يمكن ...