تصدّرت أخبار الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي انطلقت اليوم في تركيا، عناوين الصحف الغربية، خصوصاً لكون فوز المعارضة سيعني تحوّلاً في السياسة الخارجية لأنقرة.
صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية ، عنونت تقريرها، بـ “خسارة إردوغان في تركيا ستثير ارتياح الغرب والقلق في موسكو”.
وذكرت الصحيفة أنّه “سيكون القادة الأوروبيون سعداء بوجود تركيا أسهل، بينما قد تخسر روسيا شراكة اقتصادية ودبلوماسية مهمة إذا فقد الزعيم التركي السلطة”.
وأشارت إلى أنّه “تتمّ مراقبة الانتخابات الرئاسية في تركيا بعناية في العواصم الغربية ومقرّ حلف شمال الأطلسي والكرملين، حيث يعتمد دور تركيا كوسيط طويل الأمد في العلاقات المعقّدة والمربكة في كثير من الأحيان بين الأطراف على النتيجة”.
ونشر مئات المراقبين في مراكز الاقتراع البالغ عددها 50 ألفاً والمفتوحة منذ الساعة الثامنة من صباح اليوم، بما في ذلك في المناطق الجنوبية من البلاد التي دمّرها الزلزال في 6 شباط/فبراير.
ويفترض أن يكون مجلس أوروبا، قد أرسل 350 مراقباً، إضافة إلى المراقبين المعيّنين من الأحزاب بما في ذلك 300 ألف مراقب حشدتهم المعارضة.
أمّا صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، فذكرت أنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يواجه تصويتاً محفوفاً بالمخاطر في الداخل، على الرغم من ترسيخه لتركيا على المسرح العالمي.
ورأت الصحيفة أنّ “هزيمة إردوغان ستمتد إلى ما هو أبعد من تركيا، بالنظر إلى النفوذ الهائل الذي اكتسبته البلاد في عهده”.
وأشارت إلى أنّه “استفاد بمهارة من موقع البلاد على مفترق الطرق بين الشرق والغرب، مستغلاً دورها كعضو في الناتو بينما كان يسعى أيضاً إلى أن يصبح قوة إقليمية رئيسية في الشرق الأوسط، كما أقام علاقة وثيقة مع روسيا خلقت احتكاكات مع الولايات المتحدة وحلفائها”.
ومع توجّه الناخبين الأتراك إلى صناديق الاقتراع منذ الساعة الثامنة من صباح اليوم، رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أنّ “مصير إردوغان في الميزان”. وذكرت أنّ الانتخابات التركية تتمّ مراقبتها عن كثب في جميع أنحاء العالم لما لنتائجها من تأثير على السياسة الخارجية لأنقرة.
وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى وعود كل من المتسابقين الأساسين في الاستحقاق الرئاسي، وأوضحت أنّ “كليجدار أوغلو وعد بدخول تركيا، العضو في الناتو، إلى حقبة جديدة من خلال تنشيط الديمقراطية وتجديد العلاقات مع حلفاء تركيا في الغرب”، أمّا إردوغان “فحاول تسليط الضوء على الخطوات التي اتخذتها تركيا في ظل حكمه، كدولة تم تحديثها بمشاريع عملاقة مثل الجسور والمطارات، وقوة عالمية تنتج أسلحة عسكرية تسعى إليها الحكومات الأجنبية”.
وبعد مرور مئة عام على تأسيس تركيا، كان لدى إردوغان ومنافسه رؤى متعارضة بشأن “القرن الثاني” لتركيا، بحسب صحيفة “بوليتيكو” الأميركية، التي اعتبرت أنّه “يُنظر إلى انتخابات عام 2023 على نطاق واسع على أنها استفتاء حاسم ستفوز فيه الرؤية لتركيا”.
وتصدّر الزلزال والاقتصاد الضعيف، وردّ الفعل العنيف ضد ملايين اللاجئين السوريين، تقرير “إن بي سي نيوز” عن الانتخابات، ورأت أنّ هذه المواضيع تترك إردوغان في مواجهة أصعب معركة انتخابية له منذ سنوات.
“دير شبيغل” الألمانية، رأت أنّ “إردوغان يمكنه الفوز على الرغم من كل شيء”، معللةً أنّه “في هذه الحملة الانتخابية، أكثر من الحملات السابقة، يعتمد إردوغان على خوف ناخبيه من حزب العمال الكردستاني، والانقلاب، والتدخّل من الخارج، ويحرّض على مجتمع المثليين، كما حذّر وزير داخليته مؤخراً من أن الغرب قد يحوّل الانتخابات إلى انقلاب”.
لذا، “يعزز إردوغان قاعدته”، عبر استقطابها من خلال هذه العناوين، لكن في الوقت نفسه، “من المشكوك فيه ما إذا كان ذلك سيكون كافياً للبقاء في الرئاسة”، بحسبها.
كذلك، قالت “بي بي سي” البريطانية، إنّ “تركيا تقرّر المستقبل مع إردوغان أو من دونه”، فيما قالت “ذا غارديان” إنّ “قبضة إردوغان على السلطة تحت الاختبار مع توجّه تركيا إلى صناديق الإقتراع”.
وأدلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وخصمه زعيم “حزب الشعب” الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية التركية.
وإضافة إلى المرشحين إردوغان وكليجدار، هناك سنان أوغان مرشحاً للانتخابات، النائب السابق لليمين المتطرف والذي حصل على أقل من 5% من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي الأخيرة. وانسحب المرشح الرابع محرم إنجه من السباق، الخميس.
وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية، الأحد، فستعقد جولة ثانية في 28 أيار/مايو.
ويحق لنحو 64 مليون ناخب من أصل 85 مليون نسمة المشاركة في الانتخابات. بين هؤلاء 3,4 ملايين صوّتوا في الخارج و5,2 ملايين شاب سيدلون بأصواتهم للمرة الأولى.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين