قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الثلاثاء، إن انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي وتحرك الحلف العسكري لزيادة الاستعدادات القتالية يزيد من مخاطر نشوب صراع.
وأضاف شويغو أن بعض الطائرات العسكرية التابعة بيلاروسيا أصبحت الآن قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، وأنه جرى نقل أنظمة صواريخ إسكندر إلى بيلاروسيا، مشيرا إلى أن تلك الأنظمة يمكن استخدامها لحمل صواريخ تقليدية أو نووية.
وأكمل شويغو: “بدأ بالفعل بتاريخ 3 أبريل الجاري تدريب الأطقم البيلاروسية ضمن مضامير التدريب الروسية وذلك على استخدام منظومة إسكندر وقوفا عند أمن دولة الاتحاد”.
وفي السياق، وعد الكرملين الثلاثاء باتخاذ “إجراءات مضادة” بعد انضمام فنلندا الى حلف شمال الأطلسي واصفا توسيع الحلف بأنه “مساس بأمن” روسيا، وفق “سكاي نيوز عربية”.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين “هذا تصعيد جديد للوضع. توسيع حلف شمال الأطلسي يشكل مساسا بأمننا وبمصالحنا الوطنية”.
وقال السفير الروسي لدى مينسك بوريس غريزلوف، الإثنين، إن بلاده ستنقل أسلحتها النووية التكتيكية إلى القرب من الحدود الغربية لبيلاروسيا، وهو ما سيجعلها على اعتاب دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي.
ومن المرجح أن تزيد خطوة كهذه من تصعيد المواجهة بين موسكو والغرب.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، وذلك في واحدة من أكثر الإشارات وضوحا بشأن إمكانية استخدام الأسلحة النووية منذ بدء الحرب الأوكرانية قبل 13 شهرا.
وحول العملية العسكرية في أوكرانيا، قال شويغو: “تواصل القوات الروسية تقدمها في إقليم دونباس وسط تطوير العمليات العسكرية في مناطق باخموت وأفدييفكا واتجاهي ليمان وكوبيانسك.
وأضاف: “الضربات عالية الدقة على المنشآت العسكرية الأوكرانية سمحت بتعطيل إنتاج عدد من الأسلحة وإمداد القوات الأوكرانية بالذخيرة”.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الثلاثاء أن انضمام فنلندا الى حلف شمال الأطلسي هو “يوم تاريخي” للحلف.
وقال بلينكن في بروكسل “استطيع القول إن (هذا الانضمام) قد يكون الأمر الوحيد الذي يمكن أن نشكر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين عليه، لأنه قام مجددا بتسريع أمر قال إنه يريد تفاديه عبر الاعتداء” على أوكرانيا.
ودعا بلينكن تركيا والمجر الى الموافقة “من دون تأخير” على انضمام السويد الى حلف شمال الاطلسي، وذلك بعيد انضمام فنلندا رسمياً الى الحلف.
وقال بلينكن في بيان إثر احتفال رُفع خلاله علم فنلندا أمام مقر الحلف في بروكسل، “نشجّع تركيا والمجر على المصادقة على بروتوكولات انضمام السويد من دون تأخير، بحيث نتمكن من استقبال السويد في الحلف الاطلسي في أسرع وقت”.
وتعطّل تركيا انضمام السويد، وتتّهمها بالتساهل مع “إرهابيين” أكراد لجأوا الى اراضيها مطالبة إياها بتسليمهم. من جهتها، تأخذ المجر على السويد انتقادها لحكومة فيكتور أوربان واتّهامها إياها بعدم احترام دولة القانون.
وذكّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بأنّ “السويد وفت بكلّ الالتزامات التي طُلبت منها”.
وقال في مستهلّ اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف إنّ “جميع الحلفاء ينتظرون إتمام عملية انضمام السويد في أسرع وقت. إنّها أولوية بالنسبة إلى الحلف”.
واجرى بلينكن الثلاثاء محادثات ثنائية مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو.
وتأمل ليتوانيا، التي تستضيف القمة المقبلة لحلف الاطلسي في تمّوز/يوليو في فيلنيوس، أن تكون السويد قد انضمت بحلول هذا التاريخ.
وقال وزير خارجية ليتوانيا غابرييلوس لاندسبرغيس “نأمل أن يُرفع علم السويد خلال قمّة فيلنيوس”، مضيفاً “أدعو الرئيس (رجب طيب) إردوغان الى عدم إفساد قمّة فيلنيوس”.
من جانبه، رحب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الثلاثاء، بانضمام فنلندا رسميا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتصبح العضو الـ31 فيه.
وقال بايدن، في بيان، “أنا فخور بأن أرحب بفنلندا باعتبارها الحليف الحادي والثلاثين لحلف شمال الأطلسي”.
وأضاف: “قبل 74 عاما، عندما اجتمعت الولايات المتحدة و11 دول أخرى لتشكيل منظمة حلف شمال الأطلسي، قال الرئيس (الأسبق هاري) ترومان: إذا كان هناك شيء حتمي في المستقبل ، فهو إرادة شعوب العالم من أجل الحرية والسلام”.
وتابع: “تلك الإرادة اليوم أقوى من أي وقت مضى بضم فنلندا للناتو”.
وقال إنه في مايو/ أيار 2022، بعد أن شنت روسيا حربها على أوكرانيا، تقدمت كل من فنلندا والسويد بطلب للحصول على عضوية الناتو.
وأضاف: “كلا البلدين من الديمقراطيات القوية ذات الجيوش صاحبة القدرات العالية، والتي تشاركنا قيمنا ورؤيتنا للعالم. وبعد أقل من عام، نرحب بفنلندا كعضو – وهي أسرع عملية تصديق في تاريخ الناتو الحديث”.
ومضى قائلا: “أتطلع إلى الترحيب بالسويد كعضو في الناتو في أقرب وقت ممكن، وأشجع تركيا والمجر على إنهاء عمليات التصديق دون تأخير”.
وحول الحرب الروسية في أوكرانيا، قال بايدن إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أنه يمكن أن يقسم أوروبا وحلف شمال الأطلسي.
وزاد: “لقد كان مخطئًا. اليوم، نحن أكثر اتحادًا من أي وقت مضى. ومعا – مدعومين بأحدث حليف لنا فنلندا- سنواصل الحفاظ على الأمن عبر المحيط الأطلسي، والدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو، ومواجهة جميع التحديات أمامنا”.
وفي وقت سابق اليوم، انضمت فنلندا رسميا إلى حلف شمال الأطلسي عقب تسليم وزير خارجيتها بيكا هافيستو، معاهدة الانضمام إلى نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي تحتفظ بلاده بوثائق العضوية بموجب المعاهدة التأسيسية للناتو.
وقال بلينكن في مراسم تسلم معاهدة الانضمام في العاصمة البلجيكية بروكسل، إنه “بتسلم وثيقة الانضمام، يمكننا أن نعلن الآن أن فنلندا هي العضو الحادي والثلاثون في حلف شمال الأطلسي”، حسبما أفاد مراسل الأناضول.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم