أفادت تقارير إعلامية بوقوع انفجارات في عدة مناطق بأوكرانيا، الإثنين، فيما أطلقت السلطات المحلية صفارات الإنذار تحذيرا من غارات جوية.
وحثت السلطات الأوكرانية مواطنيها على التوجه إلى مراكز الإيواء لتجنب آثار القنابل، فيما قال المسؤولون في مدينتي كييف وبولتافا إنه جرى سماع أصوات انفجارات.
وكتب دميترو لونين، حاكم مقاطعة بولتافا، عبر تلغرام، قائلا: “الدفاع الجوي يعمل الآن في مقاطعة بولتافا، احتموا بالملاجئ”.
بدوره، أكد البرلماني الأوكراني أوليكسي غونتشارينكو، عبر تلغرام، وقوع انفجارات في كييف.
في غضون ذلك، أعلن حاكما مدينتي فينيتسا وميكولايف، أن صواريخ حلقت فوق المدينتين.
وتأتي الضربات في اليوم نفسه مع بدء سريان آلية لتحديد سقف لسعر مبيع النفط الروسي جانب الدول الغربية التي تحاول بذلك تجفيف إيرادات موسكو لتمويل حربها على أوكرانيا.
واعتبر الكرملين صباح الاثنين أن هذه التدابير “لن تؤثر” على هجومه.
وظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مشاهد على التلفزيون يقود سيارةً لعبور جسر القرم الذي يربط بين الأراضي الروسية وشبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمّتها موسكو عام 2014. وكان تفجير نسبه الكرملين إلى أوكرانيا، تسبب بدمار كبير فيه في تشرين الأول/أكتوبر.
قبل وقت قصير، دوّت صفارات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا.
وأعلنت شركة الكهرباء الأوكرانية “أوكرينيرغو” أن “أوكرانيا تتعرّض لهجوم صاروخي ثامن كثيف من جانب دولة إرهابية. للأسف، هناك أضرار في البنى التحتية للطاقة”، داعيةً السكان إلى البقاء “في الملاجئ”.
ولاحقًا، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن “الدفاعات الجوية أسقطت معظم الصواريخ” التي أطلقها الجيش الروسي الاثنين. وأكد أن “مهندسي الطاقة باشروا إعادة الكهرباء”.
منذ الخريف، تكبّد الجيش الروسي سلسلة هزائم وكثّف ضرباته على منشآت الطاقة الأوكرانية، فبات القسم الأكبر من السكان المدنيين بدون كهرباء باستثناء لساعات قليلة في اليوم.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في كريفيي ريغ، في وسط أوكرانيا بعد ظهر الاثنين إن “الكهرباء مقطوعة عن جزء من المدينة، والعديد من أجهزة التدفئة ومحطات الضخ متوقفة عن العمل”، ما سينعكس على إمدادات المياه والتدفئة.
وأُبلغ عن انقطاع المياه في ميناء أوديسا الرئيسي في الجنوب، وعن انقطاع الكهرباء عن جزء من مدينة سومي في الشمال الشرقي. كما انقطعت الكهرباء في ميكولاييف في الجنوب، بحسب رئيس بلديتها أولكسندر سينكيفيتش.
وأعلن المسؤول في مكتب الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشينكو عبر تطبيق تلغرام أن الضربات أسفرت عن ما لا يقلّ عن قتيلين وثلاثة جرحى بينهم طفل.
– “لا يُصدّق” –
في منطقة كييف، لم تتحدث السلطات بعد عن أية أضرار. وقال حاكم المنطقة أوليكسي كوليبا إن “الدفاعات المضادة للطائرات تعمل بنجاح”.
وكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الذي يزور كييف، على تويتر أنه اضطرّ للاختباء في ملجأ حيث استكمل اجتماعًا، مرفقًا التغريدة بصورة. وأضاف “إنه لأمر لا يُصدّق أن يحصل ذلك يوميًا تقريبًا في كييف”.
قبل الضربات الجديدة، كانت قد وصفت شركة “أوكرينيرغو” الاثنين الوضع بشأن إمدادات الكهرباء بأنه “صعب”.
في مدينة بوروديانكا الواقعة شمال غرب كييف المغطاة بالثلوج والجليد، نُصبت خيم كبيرة مجهّزة بمواقد على الحطب كي يتمكن السكان من أن يكونوا في مكان دافئ وأن يطبخوا عندما تكون الكهرباء مقطوعة.
ويروي أحد السكان ويُدعى سيرغي أن “الكهرباء تنقطع على مدى ساعات، أحيانًا ستّ ساعات”، قبل أن يمزّق صفحات كتاب قديم لإشعال النار.
– “لدينا حطب” –
إلى جانبه، رجل ملتح يقطّع الخشب بفأس في حين تقلّب امرأة العجين لتحضير الخبز. يوضع سماور على الموقد لتسخين الماء.
ويقول سيرغي “المشروع بسيط: لدينا حطب ونجلس هنا”. لكنّه يخشى أن تطول فترة انقطاع الكهرباء إذ إن ذلك سيكون “صعبًا جدًا خصوصًا بالنسبة للأطفال”.
وتثير الضربات الروسية المتكررة على البنى التحتية الخشية من حصول موجة لجوء جديدة هربًا من الظلام والصواريخ والبرد.
في مؤشّر على المعاناة التي تشهدها أوكرانيا منذ أشهر، نشر مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندي ييرماك على تويتر صورة تُظهر مجموعة كبيرة من القذائف والصواريخ الروسية التي سقطت على ثاني مدن أوكرانيا، خاركيف (شمال شرق).
وكتب “هذه مقبرة الصواريخ التي سقطت على خاركيف. هذا ليس سوى عيّنة صغيرة من المقذوفات التي أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية”.
تتواصل المعارك أيضًا على طول خطّ الجبهة.
وأعلن الجيش الأوكراني الاثنين أنه صدّ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، هجمات عديدة خصوصًا في منطقة باخموت شرقًا، حيث تشنّ قوات موسكو هجومًا.
وشهدت هذه المدينة التي يحاول الروس السيطرة عليها منذ الصيف، مواجهات وقد تحوّلت مبان كثيرة فيها إلى أنقاض.
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قاعدتَين جويتَين روسيتَين تقعان في وسط البلاد، تعرّضتا الاثنين لهجمات نفّذتها طائرات مسيّرة أوكرانية ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى في صفوف الجيش الروسي.
وجاء في البيان أن صباح الاثنين “حاول نظام كييف (…) شنّ ضربات بمسيّرات ذات تصميم سوفياتي على قاعدة دياغيليفو الجوّية في منطقة ريازان وقاعدة إنغيلز في منطقة ساراتوف”. وأضاف أن ثلاثة جنود روس “أُصيبوا بجروح قاتلة” جراء هذه الهجمات.
سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم